نظام البرمجيات الخدمية (SaaS) في التجارة الإلكترونية

هل فكرت في توسيع خدماتك في التجارة الإلكترونية، أو طرح فكرة للتجارة الإلكترونية بعيدة عن المتاجر الإلكترونية التقليدية التي توفِّر للمستخدم منتجات حقيقية يشتريها وتصله إلى بيته؟ ماذا كانت فكرتك؟

طالما كانت الشركات والمؤسسات تقدِّم إما منتجات حقيقية كالمطاعم ومتاجر الألبسة وقطع الحاسوب والكهربائيات وغيرها، أو مؤسسات خدمية تبيع خدماتها غير الملموسة للعميل مثل شركات السياحة والمؤسسات التعليمية، فمع التطور التقني انتقلت هذه المؤسسات من البيع بالطريقة التقليدية للبيع بالطريقة التقنية الحديثة وفكروا بتقديم خدمات إلكترونية إضافة لخدماتهم أو تقديم خدماتهم ذاتها إلكترونيًّا.

تعريف نظام البرمجيات الخدمية (SaaS)

ما ذكرناه آنفًا هو ما يعرف بـ “البرمجيات الخدمية”، وهي شركات برمجيات خدمية، تقدِّم خدماتها عن طريق الانترنت بدلًا من تنزيل التطبيق على جهاز الحاسوب أو الهاتف، ثم إتاحة الاستفادة من البرنامج للعملاء في وقت محدد مثلًا أو قد تختلف من تطبيق لآخر حسب الخدمة التي يقدمها. فهو يعمل كمؤجر للخدمة فلا يباع الموقع المقدم للخدمة بذاته، بل يسمح باستخدام جزء منه بما يتناسب مع حاجات العميل.

وتقدَّم الخدمة عبر هذه الشركات بالاشتراك الشهري على سبيل المثال، والخدمة وأسعارها تختلف بناءً على حجم الشركة التي تطلب الخدمة، فتوفر الشركات الخدمية باقات مختلفة حسب نوع العميل وحاجته لاستخدام خدماتهم. وأغراض هذه الخدمات تختلف بتنوع حاجات الانسان، فمنها الترفيهي مثل نتفليكس أو لتسهيل الأعمال مثل زووم وغيرها الكثير.

ولتوضيح الأمر بمثال بسيط، فوتوشوب يعد خدمة ولكنه يتطلب شراءً للبرنامج ثم الانشغال بتثبيته وفك شيفرته وقد تشتري إصدارًا اليوم ثم يطورون إصدارًا جديدًا غدًا، وقد يحتاجه مستخدم لأغراض تصميم بسيطة ولا يريد دفع ثمن الإصدار القديم والمعقَّد، لذا وفرت كانفا خدمة تصميم تصلها عن طريق الانترنت دون الحاجة لتثبيت تطبيق أو تنزيل برنامج، وتستطيع بالأدوات المتاحة تصميم ما تريد بسهولة وبساطة بعيدة عن تعقيدات فوتوشوب.

مميزات البرمجيات الخدمية

1. وقت تشغيل أقل

لا داعي لاستدعاء الفني لتثبيت البرنامج، وإدخال متطلباته وضبط إعداداته، على العكس تمامًا كل ما يتطلبه الوصول إلى الخدمة هو إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور الخاصة بالحساب، وإدخال معلومات البطاقة البنكية للدفع.

2. التكامل وقابلية التوسع

التحديات المواجهة للعملاء قابلة للتطوير دائمًا، ولا تحتاج لاستدعاء خادم جديد أو الاستعانة ببرنامج جديد، كل ما عليك هو ترقية الباقة المشتراة حتى تحصل على خدمات أكثر أو أقل حسب الطلب.

3. ترقيات واصدارات جديدة

الترقيات التي يطلقها كل موقع مزود للخدمة، لا تتطلب تحديث البرنامج فهي متاحة وقابلة للتحديث المستمر على الموقع بكل سهولة، وبعض التحديثات لا تتطلب حتى زيادة في الدفع، على عكس الطرق التقليدية التي قد تتطلب منك الاصدارات الجديدة شراء المنتج كأنك تشتريه أول مرة.

بالإضافة لتطبيق الترقيات دون الحاجة للضغط على موظفي تكنولوجيا المعلومات الداخليين.

4. استخدام سلس

في العادة تقدِّم هذه الشركات حلولًا سَلِسةً بعيدة عن تعقيد البرامج المثبتة على الخادم، وأقل تشابكًا فكما في المثال المذكور آنفًا، نستطيع القطع بأن استخدام كانفا أسهل بكثير من استخدام فوتوشوب ولا يتطلب خبرة سابقة في التصميم ولا في الأدوات المستخدمة حتى، بل يعتمد التصميم على “السحب والإفلات” إلى حد كبير.

وإتاحة الاستخدام من أي جهاز متصل بالإنترنت يعطي ميزة إضافية للبرمجيات الخدمية.

5. التخصيص والتوافق مع أنظمة الأعمال الأخرى

مثل أنظمة تخطيط موارد المشاريع ERP وأنظمة نقاط البيع POS وغيرها. وسهولة تخصيص هذه البرامج لما يتناسب مع احتياجات العميل.

6. فعال من ناحية التكلفة

التكلفة منخفضة مقارنة بتثبيت برامج واستخدام أجهزة داعمة، بالإضافة لإمكانية إيقاف الدفع متى ما أراد المستخدم.

عيوب البرمجيات الخدمية

وكما للبرمجيات الخدمية مميزات فبالتأكيد يقابلها بعض العيوب، وهي كما يلي:

1. سيطرة غير كاملة على البرنامج

نظرًا لأنَّ شركة خارجية هي المسؤولة عن توفير الخدمة، فإن السيطرة على البرنامج غير كاملة.

2. يتطلب الاتصال الدائم بالإنترنت

قد تعد هذه ميزة وعيب في نفس الوقت، لأن الإنترنت أصبح متاحًا في كل مكان تقريبًا، إلا أنه قد تحدث بعض الحالات التي ينقطع بها الاتصال بالإنترنت، مثل الأماكن البعيدة أو إن أصاب مزود الكهرباء خلل فسيكون سببًا لعدم التقدُّم في العمل.

3. سرعة التنفيذ أبطأ مقارنة بالطرق التقليدية

حيث إن البرنامج المثبت على الجهاز بالعادة يكون أسرع من النظام المستخدم عن طريق الإنترنت الذي قد يتأثر بتأخر اتصال الإنترنت مثلًا أو بعوامل أخرى.

ما أهمية البرمجيات الخدمية للتجارة الإلكترونية؟

1. السرعة في التنفيذ

من أهم الأسباب التي تدفع منصات التجارة الإلكترونية للاعتماد على البرمجيات الخدمية، هو السرعة في إطلاق المتجر الإلكتروني وتوفير تكاليف التصميم والتطوير للمتجر، والنمو السريع للمتجر بعد الإطلاق وهذا النمو يعتمد على عوامل عديدة أهمها مراقبة تغير سلوك العملاء، وتحسين تجربة المستخدم فقد غيرت هذه التطبيقات السلوك الشرائي للعملاء مما جعل الشركات الناجحة تستفيد من هذه التغيرات وتتكيف معها وتجعلها في صالحها.

2. التركيز على ما ينجح مشروع التجارة الإلكترونية

عندما يكون لك برنامجك الخاص فإنك ستضطر للانشغال بالصيانة والتحديث المستمر والتطوير التقني والمحافظة على معايير الأمان وغيرها، أما عندما تتكلف جهة خارجية بذلك فإنك تزيل عبئًا ثقيلًا عن كاهليك لتتفرغ للتركيز على ما يخدم متجرك الإلكتروني ويدعم نجاحه. وهذا ما توفره البرمجيات الخدمية لأصحاب المتاجر الإلكترونية.

3. الخيارات أوسع للتكامل

تقدّم منصات SaaS وقتًا أقل في التنفيذ والتكامل مع برامج العمل الأخرى من معظم الحلول الموجودة، لأنها تشمل خيارات أوسع ووظائف أكثر لتقديم الخدمة على أكمل وجه، وأسرع من الحلول الأخرى.

4. عائد استثمار أفضل للتجارة الإلكترونية

تعمل حلول التجارة الإلكترونية SaaS على تقليل أو القضاء على النفقات المرتفعة التي تخصصها الشركات للتراخيص والأجهزة المكلفة ورواتب موظفي تكنولوجيا المعلومات الإضافية وغيرها، مما يجعل عائد الاستثمار لشركات التجارة الإلكترونية أعلى مع تقليل هذه النفقات التي لا داعي لها. بالإضافة إلى أن أغلب خدمات البرمجيات الخدمية تقدّم باشتراك شهري أرخص بكثير من شراء منصة التجارة الإلكترونية التقليدية.

مخاطر استخدام منصات SaaS على التجارة الإلكترونية

بعض الأسئلة من المهم طرحها قبل المضي قدمًا في العمل مع منصات البرمجيات الخدمية SaaS لبناء تصور واضح حول العمل معها، ومعرفة التحديات التي قد تواجهها كصاحب متجر إلكتروني للسيطرة عليها قبل وقوعها أو الحد منها حسب الإمكانات المتاحة.

ماذا لو اعتمدت على مزود الخدمة ولكنهم لم يعودوا يقدمون الخدمة؟

لا بد أن تعرف بداية أن بياناتك هي ملكك أنت، ولا تستحوذ عليها البرمجيات الخدمية، لذا يمكنك في حال تعطل الموقع ترحيل بياناتك لك، ومن الجدير بالذكر التأكد من اتفاقية الخدمة قبل توقيعها على وجود بند يضمن أحقيتك في بياناتك ويمكن تصديرها في أي وقت تشاء.

الجانب الآخر الواجب التأكد منه هو وجود بديل عن مزود الخدمة، ولا تقلق من هذه الناحية فالمنافسين كثر في هذا المجال، لذا اجعل بديلك حاضرًا لأي موقف.

هل البيانات الخاصة بالمتجر الإلكتروني محمية؟

بعد التأكد من البند الذي يضمن حقك في بياناتك، يجب التحقق من الخدمات السحابية المقدمة من قبل البرمجيات الخدمية SaaS وما آلية عملها وطبيعتها، علمًا بأن جميع مزودي الخدمات يعرفون هذا القلق لدى عملائهم لذا يعملون دائمًا على توفير الخيارات الآمنة لهم.

في كل الأحوال أمان البيانات غير مرتبط بتواجد الخادم بالقرب منك أو في مكان أبعد. بائعي SaaS قادرون على الاستثمار في الأمن والنسخ الاحتياطي والصيانة أكثر بكثير من أي مؤسسة صغيرة ومتوسطة الحجم لأنه أساس عملهم ونجاحهم وصناعة موثوقيتهم.

شركات عربية تعمل بنظام البرمجيات الخدمية (SaaS)

لقد واكبت الشركات العربية التطور الحاصل في هذا المجال وكان منها الروَّاد في خدماتهم، ونذكر هنا بعض هذه الشركات على سبيل الذكر لا الحصر:

1. سلة Salla

منصة سلة تمكنك من إنشاء متجرك الإلكتروني بدقائق وتتيح أدوات إدارة المنتجات، حاصلة على ثقة أكثر من 18 ألف متجر مسجلين في منصة سلة. داعمة لجميع وسائل الدفع وتوفر تقارير مفصلة لقياس أداء المتاجر المسجلين بها.

2. موقع مكاني

مكاني موقع مختص بفريق متكامل للمساعدة في إنشاء المتاجر الإلكترونية والنمو بأعمالك في التجارة الإلكترونية دون الحاجة لخبرة تقنية سابقة، وربط المتجر بشركات الشحن والدفع الإلكتروني.

3. موقع حسوب

موقع يدير أكبر منصات العمل الحر العربية أونلاين، مستقل وخمسات، لديهم أكثر من مليوني مسجِّل، يعملون على توفير خدمات الدفع والتوصيل الآمن للأموال بين المستقل وصاحب العمل، ويستطيع صاحب العمل البحث عن المستقل الذي يناسب تصوراته عن العمل، ويستطيع المستقل بذات الوقت التقدّم للعمل على المشروع الذي يفضّله.

يريحك نظام البرمجيات الخدمية من عناء العمل على التطوير والصيانة والتحديات التقنية الكثيرة، التي تشغل بال كثير ممن يفكرون بإنشاء متجر إلكتروني، لذا فهي تقدّم الحل السهل على طبق من ذهب، ولكن لا بد من معرفة التحديات التي قد تواجهك وما عيوب هذا النظام حتى تعرف على ماذا الإقبال، وهذه الميزات الكثيرة كلها أسباب حقيقية تدفعك للعمل بهذا النظام مع الأخذ بعين الاعتبار جميع العيوب وأخذ التدابير اللازمة للتعامل معها.

إليك أيضًا

• كل ما تحتاج معرفته حول طريقة الشحن ePacket في التجارة الإلكترونية
• 12 فكرة مذهلة للاستفادة من تطبيق بينترست في زيادة مبيعات المتجر الإلكتروني
• أهمية استخدام تقنية الواقع المعزز (AR) في التجارة الإلكترونية