لقد نما سوق التجارة الإلكترونية بقوّة في الوطن العربي والمملكة العربية السعودية خاصّة، لا سيَّما بعد جائحة كورونا والإغلاقات التي فرضتها الحكومة على الناس وقتها، ممّا دفع الكثير من المتاجر التقليدية بعد انتهاء الجائحة لاعتماد نظام بيع المنتجات من خلال المتاجر الإلكترونية ومواقع التجارة الإلكترونية، والتي لاقت إقبالًا شديدًا لدى الكثير من العملاء والمستهلكين.
في مقالنا هذا سنتعرّف معًا على أهمّ المزايا التي قدمتها التجارة الإلكترونية للمستهلكين، وكيف أثّرت في زيادة رفاهيتهم وتوفير سبل الراحة.
التأثيرات الإيجابية للتجارة الإلكترونية على المستهلكين
لقد كان للتجارة الإلكترونية مزايا كثيرة وفرتها للمستهلكين، والتي من أهمها:
أوَّلًا – توفير مجموعة واسعة ومتنوعة من المنتجات والخدمات
لقد أتاحت مشاريع التجارة الإلكترونية بتنوعها وشموليتها مجموعة كبيرة من المنتجات والخدمات للعملاء، نظرًا لإمكانية شرائها من أي مكان في العالم. يمكن للبائع في المتجر الواقعي “التقليدي” تخزين حد أدنى من البضائع، بينما يستطيع البائع عرض عدد كبير من المنتجات في المتجر الإلكتروني، دون عوائق التكلفة الإضافية لتخزين عدد كبير من السلع. ولذا تستطيع شركات التجارة الإلكترونية توفير عدد كبير من الخيارات للمستهلكين.
ثانيًا – توفير سُبل الراحة
يمكن للعملاء شراء أي منتج من أي مكان في العالم دون الحاجة لتغيير مكانهم أو الابتعاد عن مكان عملهم أو منزلهم، وذلك كله بالضغط على بضعة أزرار. التسوق من المتجر الإلكتروني لا يُقيّد الناس، حيث توفر التجارة الإلكترونية سُبل الحاجة لشراء المنتجات والخدمات، دون وجود عوائق ماديّة أمام المستهلكين.
لا تحتاج لأن تعلق بأزمة المرور الخانقة حتى تصل إلى متجر المفضل، حيث يمكنك أن تشتري ما تحتاجه بتصفح موقع التجارة الإلكترونية الخاص بالمتجر الذي تفضله.
ثالثًا – توفير الكثير من المال
عادة ما يتكبّد العملاء تكلفة التعامل مع الوسطاء، وقد قضت التجارة الإلكترونية على هذه التكلفة. لن يحتاج المستهلك بأن يدفع الكثير، حيث إنَّ أفضل شركات التجارة الإلكترونية تسعى لتوفير المنتجات والخدمات بأسعار منافسة، وذلك حتى تكسب العملاء لصالحها ولا تخسرهم؛ نظرًا للمنافسة الشديدة في سوق التجارة الإلكترونية ووجود عدد كبير من المتاجر الإلكترونية، مع إمكانية المقارنة بين أسعار المنتجات نفسها في المتاجر الإلكترونية المختلفة.
رابعًا – توفير الوقت
توفير الوقت على المستهلكين يُعدّ في الحقيقة أحد أهم ميزات التسوق عبر الإنترنت، والتي توفرها التجارة الإلكترونية للمستهلكين، حيث إنّ الوقت المستغرق في شراء أحد المنتجات وطلبها والدفع مقابل الحصول عليها قد لا يتعدّى أكثر من خمس عشرة دقيقة، ومن ثُمّ يحصل العميل على منتجه في المكان الذي حدده هو في غضون أسبوع. يمكن للمستهلك أيضًا طلب منتجه في أي وقت، سواء في الليل قبل النوم أو خلال النهار أثناء العمل.
خامسًا – الحصول على معلومات وافية حول المنتج أو الخدمة
يُعدّ الإنترنت وسيلة أساسيّة لإجراء المعاملات في مشاريع التجارة الإلكترونية، حيث يتيح المتجر الإلكتروني للعملاء البحث عن المعلومات التي يحتاجونها عن المنتج، ومقارنة الأسعار، والخصائص، والفوائد، وتقييم قيمة المنتج أخيرًا قبل اتخاذ القرار النهائي بشرائه.
يمكن للعملاء توضيح استفساراتهم وتتبع حالة التسليم عند إرسال المنتجات إليهم. كما ويستطيع العملاء التواصل مع أصحاب المتجر الإلكتروني بشكل مباشر في حال وجود أي مشكلة في المنتجات، حيث إنّ التواصل سيكون سهلًا وسلسًا.
التأثيرات السلبية للتجارة الإلكترونية على المستهلكين
على الرغم من أنّ الشراء من المتجر الإلكتروني أو منصة التجارة الإلكترونية قد تكون الطريقة المثالية للحصول على المنتج الذي تحتاجه، إلّا أنّ التجارة الإلكترونية لها عيوبها أيضًا، والتي قد تقف حائلًا في بعض الأحيان في عزوف بعض الناس عن الشراء، ومن أهمها:
أولًا – نهج غير شخصي
لا يتواصل العميل مع البائع وجهًا لوجه عند شرائه من المتجر الإلكتروني، ممّا قد يسبب شكوكًا لديه أو عدم ثقة. لذلك يكون بعض العملاء أكثر حذرًا عند الشراء من المتجر الإلكتروني، ويفضلون الاتصال الشخصي وشراء المنتجات من المتاجر التقليدية الفعليّة، حيث يمكنهم بهذه الطريقة التحدث إلى البائع أو رؤية البضائع، أو لمسها، أو تجربتها.
ثانيًا – تحمُّل تكاليف إضافية
يعاني العملاء أيضًا من هذه المشكلة عند التسوق من المتجر الإلكتروني، حيث إنّ العملاء غالبًا ما يدفعون مقابل شحن المنتج أو تغليفه.
ثالثًا – وقت انتظار أطول
كما ذكرنا، التسوق من المتجر الإلكتروني يعني الانتظار، فلا يمكن للعملاء الدخول إلى المتجر الإلكتروني والحصول على المنتج فورًا، كما هو الحال في المتاجر التقليدية. قد يستغرق وقت الانتظار أيامًا، ولكنّه قد يستغرق أيضًا عدة أسابيع، إذا لم يكن المنتج في مستودع تخزين البضائع.
رابعًا – الشك وعدم اليقين في بعض الأحيان
في حال تعامل المستهلكين مع متاجر إلكترونية غير موثوقة، فقد يقعون في فخ الحصول على منتجات لا تتطابق طلباتهم، أو حتى عدم استلامه على الإطلاق، وخسارة المبلغ المدفوع دون أي تعويض، وما يجعل بعض الأشخاص حتى الآن يشعرون بأنّ الشراء من المتاجر الإلكترونية غير آمن.
عند المقارنة بين تأثيرات التجارة الإلكترونية الإيجابية والسلبية، أرى أنّ إيجابياتها تفوق سلبياتها في الحقيقة، ولكن من الأفضل اختيار التعامل من منصات التجارة الإلكترونية الموثوقة، والتي تولي العميل اهتمامًا كبيرًا، وتسعى لنيل رضاه بشتى الطرق.
إليك أيضًا
كيف أثرت التجارة الإلكترونية في حياة المستهلك .. هذا المقال يخبرك
link https://ziid.net/?p=108604