التسويق الضمني (Inbound Marketing) وأهميته في التجارة الإلكترونية

التسويق الضمني هي إحدى الطرق التي يمكنك استغلالها واستخدامها من أجل تنمية مشروع التجارة الإلكترونية، وذلك من خلال بناء علاقات هادفة ودائمة مع المستهلكين والعملاء، ويتعلق التسويق الضمني بتقييم العملاء والمستهلكين وتمكينهم من الوصول إلى أهدافهم في أي مرحلة من رحلة التسوق.

السؤال هنا ببساطة “لماذا عليك استخدام التسويق الضمني؟” والإجابة أيضًا ببساطة لأنه عندما ينجح فإنك أيضًا تنجح.

خطوات التسويق الضمني لمشروع التجارة الإلكترونية

ويعمل التسويق الضمني من خلال ثلاث خطوات:

• أولًا: الجذب

حيث يتم جذب الأشخاص المناسبين بمحتوى ومحادثات قيمة تجعلك مستشارًا للعميل يثق به ويرغب في التفاعل معه.

• ثانيًا: الانخراط

وذلك من خلال تقديم رؤى وحلول تتماشى مع المشكلات أو الأهداف التي تواجه العميل من أجل زيادة احتمالية شرائهم منك.

• ثالثًا: البهجة

وذلك من خلال تقديم المساعدة والدعم من أجل تمكين العملاء من تحقيق النجاح في عملية الشراء.

وتعمل منهجية التسويق الضمني عندما يجد العملاء النجاح في رحلة التسوق ويشاركون هذا النجاح مع الآخرين، وهو ما سيجذب المزيد من العملاء لمؤسستك، وبالتالي يخلق حلقة من الاستدامة، وهذه الطريقة هي التي ستجعل مؤسستهم قادرة على بناء قاعدة كبيرة من العملاء، وتلك القاعدة هي عامل فيصلي في نجاحك في التجارة الإلكترونية.

بخلاف الاعتماد على الجمهور نفسه في عملية التسويق الضمني تعتمد بعد مؤسسات التجارة الإلكترونية على شخصيات عامة أو مؤثرين يتولون مشكلة التسويق فقط من خلال ارتداء العلامة التجارية أو استخدام أي منتج من منتجاتها، وأحيانًا يعتمد التسويق الضمني على المنتجات التي تظهر في الأفلام أو المسلسلات وكأنها غير مقصودة.

ومن هنا يمكننا القول إن التسويق الضمني يعتمد بشكل كبير على العفوية، وذلك لأن عملية التسويق غير مباشرة، وتعتمد على ثقة العملاء المحتملين، أو المتابعين للشخصيات، أو المشاهدين للأعمال الدرامية بشكل عام، ولكن خطورة هذا النوع من التسويق أن في حالة اكتشاف الجمهور أن الأمر ليس عفويًّا أو تلقائيًّا وأنه مقصود تتأثر صورة الشركة بشكل عكسي، لأن الجمهور في هذه الحالة سيشعر بالخداع وبالتالي قد يتجنب الشراء تمامًا من العلامة التجارية أو المتجر الإلكتروني.

هناك العديد من الشركات التي تفضل التسويق الضمني وذلك لأن فكرة التسويق الصريح بالنسبة لهم قد تعطي للعملاء فكرة مغلوطة حول أن المنتجات لا تباع وتحتاج إلى تسويق مباشر لكي يتم بيعها، وهناك من يتخيل أن التسويق المباشر قد يمثل ضغطًا على العملاء وتجعل العلاقة بين العميل والمتجر الإلكتروني أو الشركة علاقة غير شخصية، على عكس التسويق الضمني.

ومن هنا يمكننا القول إن التسويق الضمني يوفر التحفيز للعميل من أجل شراء المنتج ولكن بطريقة غير مباشرة، من خلال إعطاء العميل المعلومات الأساسية عن المنتج وتركه ليتخذ قراره بالشراء أو لا.

أهمية التسويق الضمني في التجارة الإلكترونية

هناك الكثير من العلامات التجارية والمتاجر الإلكترونية التي تعتمد على التسويق الضمني، وذلك لأهميته الكبيرة ودوره في زيادة قاعدة العملاء وكذلك زيادة المبيعات:

1.  التسويق الضمني يجعل المشتري يتخذ قرار الشراء بحرية، وقد يدفعه لاتخاذ قرار الشراء مرة أخرى لأنه يعرف أن القرار ينبع من داخله دون إجبار.
2.  يساعد التسويق الضمني في خلق ولاء للعلامة التجارية.
3.  يتحول المستهلك في التسويق الضمني إلى وسيلة تسويق بنفسه وهو ما يساعد المتاجر الإلكترونية للوصول إلى شرائح من العملاء أوسع وأكبر من طرق التسويق الأخرى.
4.  يعتمد التسويق الضمني أيضًا على الشخصيات العامة والمؤثرة وتلك الشخصيات تضمن للمتجر الإلكتروني سرعة الانتشار والشهرة على نطاق أوسع.
5.  من أهم مميزات التسويق الضمني أيضًا أنه لا يتكلف ميزانية كبيرة، فقد يقتصر الأمر على بعض الهدايا من المنتجات أو السلع التي تبيعها والتي يمكنك أن ترسلها كهدايا لتحصل على حملة تسويق ناجحة.

أهم الاستراتيجيات المتبعة في التسويق الضمني

الآن سنستعرض معك أهم الاستراتيجيات التي تستخدم في التسويق الضمني لتضمن لك النجاح وجذب أكبر عدد من الجمهور المستهدف وتحقيق مبيعات أفضل بالإضافة إلى الحفاظ على سعادة ورضا العميل مما يعني نموًّا أفضل لشركتك أو متجرك الإلكتروني..

أولًا: استراتيجيات الجذب

ترتبط استراتيجيات التسويق الضمني التي تجذب جمهورك المستهدف والعملاء على إنشاء المحتوى وتطويره، ولكي تصل إلى هذا الجمهور عليك أن تبدأ بإنشاء ونشر المحتوى، مثل المدونات، التغريدات، أو منشورات مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، والتي تقدم قيمة للجمهور وتجعله يتعرف على طريقة استخدام المنتج، وأهم المعلومات حول الحلول التي يقدمها هذا المنتج، كذلك شهادات العملاء وتفاصيل العروض والترويجية أو الخصومات.

الـ SEO من الطرق التي يمكنها أن تحسن من جذب الجمهور في التسويق الضمني، وذلك لأن تحسين الـ SEO يعني تحسين ترتيب الموضوع على محركات البحث، فقط عليك استهداف كلمات مفتاحية مناسبة للمحتوى الذي تقدمه وللسلع أو المنتجات أو الخدمات التي ترغب في تسويقها، وذلك لكي تساعد العملاء والجمهور المستهدف لكي يصل للمحتوى بشكل أفضل.

المحتوى الجيد والالتزام بقواعد تحسين محركات البحث يجعلك تظهر بشكل طبيعي في نتائج محركات البحث للأشخاص الذين يرغبون في الحصول على المعلومة حول منتج ما أو سلعة ما.

ثانيًا: استراتيجيات المشاركة

استخدام الأساليب السابقة يرتبط بشكل أساسي بإمكانية إشراك الجمهور والتأكد أنك تتواصل مع العملاء سواء الفعليين أو المحتملين بطريقة إيجابية، تلك الطريقة تجعلهم يرغبون في بناء علاقات طويلة الأمد معك، وبالتالي عند استخدام استراتيجيات المشاركة عليك أن تعطي العميل المعلومة القيمة حول المنتج أو السلعة التي توفرها من خلال متجرك الإلكتروني أو شركتك.

وتتضمن استراتيجيات المشاركة تحديد كيفية التعامل مع مكالمات البيع الواردة وإدارتها، والتركيز على كيفية تعامل ممثلي خدمة العملاء مع مكالمات العملاء الحاليين أو المحتملين، ولا بد هنا من أن يكون ممثلو خدمة العملاء على وعي تام بأنهم يبيعون حلولًا وليس منتجات، وهو ما سيضمن إتمام عملية الشراء وفي نفس الوقت تقديم قيمة لعملائك المناسبين.

ثالثًا: استراتيجيات مبهجة

وهذه الاستراتيجيات تساعد في جعل العملاء سعداء ويشعرون بالرضا، وضمان حصولهم على الدعم لفترة طويلة بعد إجراء عملية الشراء، وتتضمن هذه الاستراتيجية تحويل أعضاء فريق التسويق إلى مستشارين وخبراء يساعدون العملاء في أي وقت.

وفي هذه الاستراتيجية يتم الاعتماد على الاستطلاعات وبرامج الدردشة من أجل معرفة أبرز المشكلات التي تواجه العملاء وبالتالي مساعدتهم في حل تلك المشكلات وإسعادهم، وتحرص المتاجر الإلكترونية والشركات التي تعتمد على تلك الاستراتيجية على إرسال استبيانات نصف سنوية – كل 6 أشهر – من أجل طرح الأسئلة والتعرف على تجارب العملاء التي تساعد في جمع البيانات عن أفضل الطرق التي يمكن بها مساعدة العميل ودعمه وتشجيعه، وكلما زاد شعور العميل أنك تسمعه وتهتم به وبأمره، كلما زاد ولاءه للعلامة التجارية وزادت قراراته الشرائية من متجرك بالتحديد.

أخيرًا.. تذكر أنك لا تريد أن تجذب أي شخص إلى موقعك أو متجرك الإلكتروني، أنت تبحث عن الأشخاص الذين يمكن أن يتحولوا إلى عملاء محتملين وفي النهاية عملاء سعداء، وأول خطوة للحصول على هذا النوع من العملاء هو المحتوى المناسب الذي يسهم في جذب الجمهور وإشعاره بأن هذا المنتج هو السبيل لحل مشكلته.

إليك أيضًا

• التسويق التحادثي (Conversational Marketing) في التجارة الإلكترونية
• التسويق بالأداء (Performance Marketing) وأهميته في زيادة أرباح المتجر الإلكتروني
• التسويق البصري (Visual Merchandising) وأهميته في تعزيز أرباح مشروع التجارة الإلكترونية