5 مجالات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير استراتيجيات إدارة مشروع التجارة الإلكترونية
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي من أهم عوامل التمكين الأساسيّة لضمان تطوير مشاريع التجارة الإلكترونية، وتجده في أقسام إدارية متنوعة
add تابِعني remove_red_eye 41,405
أعلنت المملكة العربيّة السعودية منذ عام 2016م انطلاق تحقيق رؤية السعودية 2030، والتي تمثّل العديد من المشاريع الريادية الابتكارية في مختلف المجالات الحياتيّة، والتي انعكست حتمًا إيجابًا على انتعاش القطاع التقني والعلمي في المملكة. ونظرًا لهيمنة عصر البيانات لتقديم الحلول التقنية في الكثير من المشاريع الرياديّة، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي واحدًا من أهم عوامل التمكين الأساسيّة لتحقيق رؤية 2030.
من خلال تبني الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، فإنّ المملكة العربية السعودية تسعى لتعزيز القدرات البشريّة، وتهيئة البنية التحتيّة، وتدريب الفرق العاملة، وذلك سعيًا منها لمواكبة المنتجات الناشئة عن تطبيق الذكاء الاصطناعي وعملية التحول الرقمي.
وبما أنّ التحول الرقمي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بعالم التجارة الإلكترونية، فإنّ الذكاء الاصطناعي يُعدّ أيضًا عاملًا مُهِمًّا لنجاح التجارة الإلكترونية كذلك، ولهذا سنتعرّف في مقالنا هذا على أهمّ الطرق التي يساعد بها الذكاء الاصطناعي شركات التجارة الإلكترونية الناشئة في تعزيز إيراداتها وتحسين استراتيجيات التسويق والبيع.
استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مشاريع التجارة الإلكترونية
يلجأ أصحاب المتاجر الإلكترونية اليوم إلى استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف مراحل إدارة مشروع التجارة الإلكترونية، بدءًا من التغييرات البسيطة مثل تقليل معدل إرجاع المنتج، إلى التغييرات الأكثر وضوحًا مثل تخصيص رحلة العميل وإضافة الطابع الشخصي لها قدر الإمكان.
ونظرًا للتركيز الجليّ على تقديم أفضل ما يمكن لخدمة العملاء، فقد تزايدت الحاجة إلى تفاعل الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان، لتصبح وسيلة للتغلب على المنافسة الشرسة في سوق التجارة الإلكترونية.
تشير الدراسات إلى أن 70% من صُنّاع القرار الأمريكيين والأوروبيين في سوق التجارة الإلكترونية يعتقدون أنّ الذكاء الاصطناعي يمثل تغييرًا مهمًا لأعمالهم، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي على تحويل صناعة التجارة الإلكترونية من خلال التنبؤ بأنماط تسوق العملاء استنادًا إلى سجل الشراء والمنتجات التي يبحث عنها المستهلكون وعادات التصفح، حيث تؤثر توصيات المنتجات المخصصة بشكل متزايد على خيارات العملاء.
تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال اختراق عالم سلوك العملاء وتحليله في عمليات البحث عن عبر الإنترنت، وتحديد المستهلكين المحتملين، واستشعار اهتمامات العملاء، وتقديم المنتجات ذات الصلة في الوقت المناسب، وتنفيذ التحليلات لتوسيع نطاق الوصول وقاعدة العملاء. كما ويساعد الذكاء الاصطناعي العلامات التجارية العالمية مثل نايك في الارتقاء بالمستوى الأعلى عند تقديم تجارب عملاء استثنائية، فمن المعروف أنّ هذه العلامة التجاريّة الشهيرة خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتقديم أنظمة تمرين مخصصة، وتوصيات المنتج كجزء من برامج ولاء العملاء.
لا يقتصر الأمر على العلامات التجارية الشهيرة فحسب؛ بل تستفيد الشركات متوسطة الحجم أيضًا من ميزة الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة العملاء.
5 مجالات تُعزّز بها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تطوير التجارة الإلكترونية
يستطيع رياديو مشاريع التجارة الإلكترونية الاستعداد لتطوير أعمالهم باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حيث إنَّ من تحليل الاتجاهات وأنماط سلوك العملاء يساعد في تحسين عمليات المبيعات وتعزيز قرارات الانتقال إلى السوق الاستراتيجية التي تؤثر على المحصلة النهائية؛ وذلك من خلال:
1. التسويق المستهدف
ذُكر في دراسة أجرتها شركة ديلويت أجرتها مؤخرًا أنّ ثلاثًا من الأولويات الخمس الأولى لمستخدمي الذكاء الاصطناعي الأوائل؛ هي: تطوير منتجات جديدة، وزيادة المنتجات والخدمات الحالية، وتعزيز العلاقات مع العملاء.
في حين تعتمد شركات التجارة الإلكترونية على التسويق المستهدف باستخدام الذكاء الاصطناعي في المراحل الأولى من رحلة العميل. باستخدام الذكاء الاصطناعي، تستطيع هذه الشركات استهداف العملاء المحتملين في مرحلة “التفكير”، وإرشادهم في بحث منتجاتهم، ومساعدتهم في العثور على المنتجات التي يرغبون فيها.
كما وتستطيع شركات التجارة الإلكترونية أن تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تحديد الأنماط التنبؤية للتنبؤ بقرارات الشراء الخاصة بالعملاء، وتحديد العملاء “الأكثر قابلية للشراء” بسهولة. يمكّن الذكاء الاصطناعي من رؤية العملاء بزاوية 360 درجة، مما يسمح للشركات بوضع استراتيجيات تسويقية مستهدفة، وتنفيذ حملات فعالة مع المؤثرين.
2. التوصيات المخصصة
بعد وضع شركة أمازون العالميّة معايير جديدة لتجارب التسوق الشخصية عبر الإنترنت، أصبحت شركات التجارة الإلكترونية متوسطة الحجم تستثمر وقتًا كبيرًا في الذكاء الاصطناعي لإشراك عملاء جدد وزيادة المبيعات المتكررة
تشير الدراسات إلى أنّ 80% من المستهلكين يفضلون شراء العلامات التجارية التي تقدم توصيات لهم مخصصة. تُمكّن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أصحاب مشاريع التجارة الإلكترونية من تقديم الاقتراحات المناسبة للعملاء، وذلك لاختيار ما يناسبهم من منتجات بعد تحليل سجل الشراء، والنقرات، واستعلامات البحث.
وهذا بدوره يساعد في زيادة عمليات البيع وتقديم تجربة تسوق فريدة للعملاء، وكسب ولائهم إلى الأبد. سواء كانت علامة تجارية كبيرة ومعروفة أو شركة تجارة إلكترونية متوسطة الحجم، فإن التوصيات الشخصية المستندة إلى الذكاء الاصطناعي وتجارب العملاء الفردية تضمن لك مكانة تنافسية قوية في سوق التجارة الإلكترونية المزدحمة اليوم.
3. تصنيف العملاء وتقسيمهم
يُعد تصنيف العملاء واحدًا من أهم الركائز الأساسية لتسويق التجارة الإلكترونية بشكل ناجح، وهو ما يميز المشاريع الناجحة والمتميزة عن غيرها من مشاريع التجارة الإلكترونية العادية. لم يعد تصنيف العملاء مقتصرًا على المعايير الديموغرافية التقليدية بفضل الذكاء الاصطناعي، حيث تساعد هذه التكنولوجيا في تصنيف العملاء لفئات، وذلك بناءً على البيانات السلوكية دون أي تحيز بشري.
ونظرًا لتزايد الطلب على تجارب العملاء ذات الخصوصية العالية، لم تعد شركات التجارة الإلكترونية سعيدة بمعرفة “من” يشتري منتجاتها. بدلًا من ذلك، يجب أن يعرفوا “أين ومتى وكيف يتفاعل المستهلكون مع مشاريعهم، وذلك بهدف وضع استراتيجيات بيع ناجحة.
يمكّن تصنيف العملاء المُدعّم بالذكاء الاصطناعي شركات التجارة الإلكترونية من اعتماد أساليب استهداف متقدمة لخدمة مجموعات العملاء الأصغر بسمات محددة بوضوح، ما يساعد في تحسين الجهود التسويقية بشكل كبير.
4. تعزيز عمليات البيع
من خلال دمج الذكاء الاصطناعي مع إدارة علاقات العملاء (CRM)، فإنّ شركات التجارة الإلكترونية تلبي متطلبات العملاء بشكل أسرع وتُعزّز عمليات البيع، ما يساعد في الكشف عن فرص جديدة. تُظهِر الأبحاث أنّ العلامات التجارية يمكنها كسب المزيد من العملاء المحتملين (أكثر من 50%)، وتحقيق فوائد التكلفة (40-60%)؛ وذلك من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تعزيز المبيعات.
يساعد الذكاء الاصطناعي شركات التجارة الإلكترونية متوسطة الحجم على تبسيط عملية الخروج من موقع التجارة الإلكترونية، وذلك بتأهيل العملاء والعملاء المحتملين مسبقًا. يمكن تحقيق ذلك من خلال تبسيط عملية التنقيب، وخلق شخصية أفضل للعميل، ما يساعد مندوبي العملاء على تحديد العملاء ذوي القيمة العالية.
من خلال أتمتة عملية تأهيل العملاء المحتملين ورعايتهم، يسمح الذكاء الاصطناعي لفرق المبيعات بالتركيز على العملاء المتوقعين المؤهلين. تساعد أيضًا تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على أتمتة المهام المتكررة بحيث يمكن لمندوبي المبيعات قضاء المزيد من الوقت في بيع المنتجات، ما يُمكّن فرق العمل من عقد الصفقات في وقت أقل، تقديم رؤى حول نتائج هذه الصفقات لتحسين توقعات المبيعات.
5. مساعدة التسوق المتطورة (روبوتات الدردشة والمساعدين الصوتيين)
لقد غيرت روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي صناعة التجارة الإلكترونية تغييرًا جذريًا، حيث تشير الدراسات إلى أنّ روبوتات المحادثة زادت من نسبة من المبيعات بمعدّل 67%، كما وتحسنت أوقات الاستجابة بمقدار 4 أضعاف، وقد ارتفع رضا العملاء بنسبة 24%.
ما يجعل روبوتات المحادثة أكثر فاعلية في الوقت الحاضر تميُّزها بقدرة عالية على الاتصال ثنائي الاتجاه مع المستخدم، فهي لا تساعد العميل ما معرفة ما يحتاجه فحسب، بل تستمتع أيضًا إلى أسئلته وتجيب عنها. المساعدون الافتراضيون والروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي فعالة جدًّا أيضًا عند توجيه المستخدمين نحو الصفحة المطلوبة من موقع التجارة الإلكترونية، مثل صفحة ويب للمنتجات الجديدة والعروض الترويجية.
فضلًا عن توفير التحديثات على الطلبات والمرتجعات ونقاط الولاء، تستطيع أن تستخدم شركات التجارة الإلكترونية متوسطة الحجم هذه الروبوتات للعمل كمساعدين شخصيين للتسوق، والتي تُقدّم للعملاء نصائح مخصصة لضمان تجربة تسوق مثالية للعملاء.
نحن الآن على أعتاب عام جديد، ولذا فإنّ العديد من شركات التجارة الإلكترونية تسعى حاليًا لتجديد استراتيجياتها واعتماد أهم التحديثات المفروضة في عالم التجارة الإلكترونية، ولذا كان من الجدير بالذكر تخصيص مقالنا هذا لتعريف أصحاب هذه المشاريع بأهمية الذكاء الاصطناعي، وضرورة استخدامه في إدارة مشاريع التجارة الإلكترونية في عدّة مجالات مختلفة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 41,405
هل اصبح استخدام الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في التجارة الإلكترونية؟؟ هذا المقال يطلعك على السبب
link https://ziid.net/?p=109033