إذا كنت ممن ينتهي يومه بدون أي إنجازٍ شخصي لأهدافه، يؤسفني بأن أخبرك بأنك مستغل! لذلك من المهم أن تتعرف على إبرز النصائح التي كتبتها د.هاريت ب. بريكر لتستعيد السيطرة على حياتك خاصة إذا كان لديك رغبة في إرضاء الآخرين أو ما أسمته الكاتبة “داء إرضاء الآخرين” ورضا الناس غاية لا تدرك!
تذكر الكاتبة بأنها حتى الآن لم تقابل أحدا لم يتعرض في مرحلةٍ ما من حياته للسيطرة والاستغلال من قبل شخصٍ آخر، وتأمل بأن يغير الكتاب حال من يعاني من الاستغلال، وتكون الإجابة على سؤال من الذي يشد أو يحرك خيوطك؟ بأن تقول: لا أحد سواي
موضحةً بأن محاولات السيطرة والاستغلال قد تكون من شريك الحياة، أو الأسرة، أو في العمل، أو في علاقات الصداقة، وغير ذلك من العلاقات. وحتى تضع حد لسيطرة الآخرين واستغلالهم، عليك أن تعرف بأنك حين تخضع للمستغل أنت تضعف من احترامك لذاتك، وتجعل الآخرين يحطون من قدرك وهذا يضر صحتك الجسدية أيضًا.
مشيرةً إلى أن كل شخص يملك المفتاح الذي بواسطته إما أن يمكن الشخص المستغل من النجاح وإما أن يحبط جهوده. وحتى تعطّل فعالية أساليب المستغل عليك بتغيير سلوكك، فإما أن يغير أسلوبه معك أو يبحث لهدفٍ أسهل في مكانٍ آخر، فأنت لن تغيره.
الأشخاص المستغلون لا يهتمون بمشاعرك؛ لذلك لن يجدي معه أن تشير له بظلمٍ أو بالحزن من هذه العلاقة، لذا لا تستجيب لمحاولات تخويفك وتهديدك.
7 سمات شخصية تجعلك هدفًا لمن يحاولون السيطرة على الآخرين
الرغبة والاهتمام بإرضاء الآخرين
فالثمن سيكون استغلالك، هنالك توجهات عقلية تحكم عملية السعي إلى إرضاء الآخرين، منها بأن أعتقد أن يتعين علي أن أقدم الآخرين على نفسي، وأن أكون دائمًا سعيدًا، ولا أُبدي أي مشاعر سلبية، وأن لا أقول “لا” أبدًا كل هذا يعد بمثابة بطاقة دعوة أو إعلان للسيطرة عليك واستغلالك.
أن تكون أسير الرغبة في نيل استحسان وقبول الآخرين
المستغل هنا يمارس معك خطوتين الأولى يمنحك ما تتوق إليه، والثانية يهددك بحرمانك منه وهو ما يفعله تجار المخدرات، إذا أنت أدمنت عادة الحصول على استحسان الآخرين فالحياة الاجتماعية تطرح تهديدا مستمرا بالخسارة، وفي الحياة الرومانسية يصبح الخوف من تخلّيه عنك هو الوسيلة الأساسية لسيطرته عليك، وتحكمه فيك.
الخوف من الغضب والصراع والمواجهة
مثلًا يرفع صوته حتى تخضع له، وتجنب الصراع يدل على أن هذه العلاقات تعاني من مشكلاتٍ خطيرة ومن ضعف تواصل، فالصراع ممكن يعالج بطريقةٍ بنّاءة ويعود بالفائدة على العلاقة.
قلة الحسم وعدم القدرة على الرفض
عندما تقول سمعا وطاعة على الدوام وخاصةً عندما تريد أن تقول لا ستجد نفسك في النهاية حزينًا تاركًا السيطرة على وقتك الثمين لأي شخص يطلبه.
أن يكون لديك إحساس غير واضح بهويتك
فيعمل المستغل على أضعاف هويتك أكثر وأكثر.
ضعف الاعتماد على النفس
يعني أنك لا تثق بحكمك، وبردود أفعالك الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف قدرتك على توجيه ذاتك، ويظهر ذلك في ميلك إلى سؤال الآخرين كل من يعرف تقريبًا في رأيهم ونصيحتهم فيما يتعلق بقرارٍ على وشك أن يتخذوه أو مشكلة على وشك الحدوث، أو في تصفيف الشعر، أو شيء يقتضي اتخاذ موقف.
ومن الممكن أن يحتاجون بعدها للمساعدة من الآخرين لتصنيف النصائح، تحتاج هنا إلى تحسين قدرتك على صناعة القرار ومهارة تبديد مشاعر الندم التي تعقب اتخاذ قرار. وبدون القدرة على الاعتماد على أحكامك الخاصة واتخاذ قراراتك بنفسك عن طريق العمل كمصدرٍ لنصح ذاتك ستظل هدفًا للمستغلين.
المكان الذي ترجع إليه سبب ما يحدث وما لا يحدث
فهناك من يرى بأن ما يحدث له تحت سيطرة الآخرين ومكان السبب هنا خارجي أي سيطرة خارجية وليست تحت سيطرته هو لذلك لا بد أن يكون لديك مكان سيطرة داخلي مثل أن الدرجات التي تحصل عليها في المدرسة تقع تحت سيطرة قدراتك ومجهوداتك من له مكان سيطرة داخلي يحظى باحترام للذات أكبر ويكون أقل عرضةً للاستغلال.
أي نوع من الناس ربما يكون من يحرّك خيوطك ؟
الشخصية المكيافيلية
يتميز بالتشاؤم والشك في الطبيعة البشرية وبالقسوة، والدهاء في سلوكه مع الآخرين، ويؤمن بمقولة الغاية تبرر الوسيلة.
الشخصية النرجسية
كونهم يمتلكوا إحساسًا قويًا بالاستحقاق يجعلهم فاقدي الحس اتجاه حاجات ومشاعر الآخرين.
الشخصية الحدية
لديهم نزعة إلى استخدام الابتزاز العاطفي وهو تهديد مباشر أو غير مباشر من قبل شخص بمعاقبة الآخرين إذا لم يفعلوا ما يريده.
الشخصية الاتكالية
لديهم حاجة مفرطة في أن يهتم بهم الآخرون ويرعوهم، لذلك يخدع أصحاب هذه الشخصية الآخرين ويستغلونهم من أجل نيل اهتمامهم وجعلهم يتولون عنهم اتخاذ قرارتهم الحياتية.
الشخصية المتكلفة
أي يتصرف بطريقة “مسرحية” في التعبير عن مشاعره غير الصادقة أو التي يتظاهر بأنه يحس بها، وهذه الخاصية تقوم بدورين معًا الذي يسعى إلى السيطرة على الآخرين والشخص الذي يتعرض لذلك.
الشخصية التي تتسم بالعدوانية والسلبية
أكثر الحيل التي تستخدمها الشخصية المماطلة والتسويف العناد، وإهدار الوقت والتظاهر المتعمد بعدم الكفاءة وكثرة النسيان. على سبيل المثال إذا طلب منه حضور مناسبة اجتماعية يوافق ولكنه سوف يبدي مقاومته بأن يكون منطويًا ومتجهمًا الوجه، وعندما يصبح الطرف الآخر في حالةٍ من الضيق بسبب هذا السلوك فإنه سيعبر عن الاندهاش من ردة فعله فهو باختصار يخدع الآخرين ويسيطر عليهم من خلال سلبيته.
الشخصية العصبية
هي شخصية تعاني من مرض السرعة فهم مهتمون بأداء المزيد من الأشياء في وقتٍ أقل، فهذه الشخصيات تهتم بالحفاظ على سيطرتها على محيط حياتها بما في ذلك الأشخاص الموجودين في هذا المحيط.
الشخصية المضادة للمجتمع
لا يهتم أصحاب هذه الشخصية إلا بأنفسهم ويتصفون بالغرور ويظهرون اهتمامًا قليلًا بحقوق الآخرين.
الشخصية المدمنة
فالمدمن معروف عنه الكذب، فمدمني المخدرات أو الكحول يسيطرون على الآخرين، ويستغلونهم بعاداتهم الضارة، والأشخاص المقربين بهم يحاولون عمل كل شيء من أجل حملهم على التوقف عن الإدمان.
كيف تتم السيطرة عليك واستغلالك
من خلال تفعيل أحد الدافعين أو كلاهما المكسب أو الخسارة إما يعدك بكسب شيء أو يهددك بخسارة شيء. ويكون المكسب من خلال مغريات مثل المال، الحب، القبول، القوة، والنفوذ وغيرها من أذرع التحكم. وفي الخسارة العكس مثل فقدان المال، فقدان المكانة، فقدان الوظيفة.
أساليب يستخدمها المستغل في السيطرة عليك:
أسلوب الجاذبية
مثلًا يمتدحك حتى تفعل ما يريد أو تتوقف عن ما لا يريد، يحاول أن يكون محبًا ويطلب ما يريد، يقدم هدية قبل أن يطلب ما يريد، يخبرك بأنه سيقدم لك خدمة إذا فعلت ما يريد.
أسلوب المعاملة الصامتة
لا يستجيب أو يتجاهل، يظل صامتًا أو يرفض القيام بشيءٍ تحبه إلا إذا فعلت ما يريد.
أسلوب الإكراه والإجبار
مثلًا يصرخ ينتقد يوجّه الشتائم يهدد كله من أجل فعل ما يريد.
أسلوب الإقناع
يوضح الأسباب التي تجعلك من الواجب عليك فعل ما يريده، أو يسأل عن سبب عدم قيامك بما يريد، يشير إلى الأشياء الطيبة التي سوف تنتج عن فعلك لما يريد.
أسلوب الارتداد إلى السلوك الطفولي
يظهر الغضب يقطب جبينه حتى تفعل ما يريد.
أسلوب تقليل من شأن الذات
يترك نفسه عرضةً لتقليل من شأنه بالتالي تفعل ما يريد أو يحط من قدر نفسه أو يتصرف بتواضع وتذلل بالتالي سوف تفعل له ما يريد.
متى تكون عرضة للسيطرة والاستغلال
في الأوقات التي تتعرض فيها لعملية إعادة تعريف الهوية مثل عندما تكون في مرحلة انتقالية مثل أن تنتقل من الطفولة إلى البلوغ، وعندما يطرأ على حياتك تغييرًا إيجابيًا أو سلبيًا مثل الزواج أو فقدان وظيفة، وعندما تفكر في أحداث تغيير في حياتك مثل قرار الطلاق، وعند تعرضك لخسارة أو عندما تكون في فترةٍ تتسم بعدم الاستقرار والشك.
وتذكر الكاتبة بأن هنالك طرق للسيطرة وهي التدعيم الإيجابي وهو يزيد من احتمالية تكرار السلوك الذي مدحته عليه، والتدعيم السلبي من أشكالها المعاملة الصامتة، والتدعيم المتقطع والعقاب تفعل ما أريد وإلا… والتعلم من تجربةٍ واحدة بطريقة الصدمة مثل لمس يدك بنار.
المقاومة أو إنهاء العلاقة للتخلص من السيطرة
من طرق المقاومة المذكورة المماطلة من أجل كسب الوقت مثلًا طلب منك شيء قل أحتاج بعض الوقت حتى أفكر أو لا يمكنني أن أعطيك جوابًا الآن، تدرب على قول هذه العبارات وضع في اعتبارك بأن لك الحق أن تفكر قبل أن تلزم نفسك بأداء أي شيء ولا تدخل مع المستغل في حوار حول حاجتك لمزيدٍ من الوقت في التفكير ومهما حاول عليك بتكرير العبارة “أنا بحاجة لبعض الوقت في التفكير” ولا تتوقع أنك ستكون هادئًا وواثقًا من نفسك في المرة الأولى التي تفعلها فأنت تغير سلوكك من الخضوع إلى المقاومة واطمئن في النهاية ستتحول مشاعرك السلبية إلى قوةٍ وحرية وسرور.
وتنهي الكاتبة الكتاب بتصحيح طريقة التفكير التي تجعلك هدفًا سهلًا بمعتقدات تجعلك هدفًا صعبًا وأخيرًا انتبه دائمًا إلى ما يفعله المستغل لا إلى ما يقوله.
قراءة في كتاب " من يشد خيوطك " يساعدك ببعض النصائح والاستراتيجيات لوضع نهاية لأي علاقة مستغلة
link https://ziid.net/?p=32803