إيجابيات التسويق الإلكتروني وسلبياته

لقد حوَّل العصر الرقمي للإنترنت وشبكات المواقع الإلكترونية العالميَّة كل ما قد يخطر ببالك مُحوسبًا، كما وتغيّر مفهوم التسويق التقليدي واستراتيجيته إلى مفهوم التسويق الإلكتروني، حيث يتضمّن التسويق الإلكتروني أدوات أكثر تقدمًا وتطورًا، ما سهَّل الوصول إلى البيانات والتحليلات، وساعد المسوقين الإلكترونيين على مواءمة استراتيجياتهم التسويقيّة والتجاريّة مع هذه الأدوات. أمّا السؤال المطروح هنا: هل التسويق الإلكتروني جيد أم سيئ؟ وما هي إيجابياته وسلبياته؟ تابع القراءة لتعرف الإجابة في هذا المقال.

تعريف التسويق الإلكتروني

التسويق الإلكتروني مفهوم شامل لجميع عمليات تخطيط الإنتاج وتقديم الخدمات، وتسعيرها، والترويج لها، وتنفيذها، وتوزيعها أخيرًا إِلِكْتِرُونِيًّا عبر المتاجر الإلكترونية. الهدف من استخدام النظام المحوسب تسهيل الوصول للعملاء وتلبية طلباتهم وتوقعاتهم من عمليات الشراء. كما ويخدم التسويق الإلكتروني العملاء والشركات ذاتها بالقدر نفسه، فالعميل يحصل على أسعار تنافسيّة رائعة، والشركات ستكون أكثر قدرة على تقليل التكاليف التشغيليَّة المترتبة عليها.

هناك العديد من الشركات المتخصصة بتقديم خدمات التسويق الإلكتروني لمواقع التجارة الإلكترونية والمتاجر الإلكترونية في وقتنا هذا، مثل: شركة بكسل العربيّة، وشركة أكوان ميديا، وغيرها الكثير. يستطيع العملاء إيجاد جميع معلومات التواصل مع متجرك الإلكتروني، بالإضافة لجميع المعلومات المتعلقة بمنتجك من خلال الهواتف الذكية أينما كانوا ومتى أرادوا.

كما ويعني التسويق الإلكتروني الإعلان عن منتجاتك وخدماتك إلكترونيًّا عبر المواقع الإلكترونية، واستهداف فئة محددة من العملاء، ما يعني زيادة مشاهدة صور المنتجات، والحصول على كوبونات مخفضة، بالإضافة إلى تقديم طلب لشراء المنتج وتوصيله لمنزل العميل.

إيجابيات التسويق الإلكتروني

هناك العديد من المميزات والإيجابيات التي يمكن للتسويق الإلكتروني أن يقدمها لمشروع التجارة الإلكترونية، ومن أهمها:

أوّلًا – مخاطرة أقل

من أهمّ مميزات التسويق الإلكتروني أنّه لا يتطلَّب من مدير المتجر الإلكتروني المخاطرة الكبيرة، حيث إنَّ حملات التسويق الإلكترونية عبر المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي تُعدُّ أرخص بكثير إذا ما قارناها مع إعلانات القنوات التلفزيونيّة واللوحات الإعلانيَّة وإعلانات الصحف. إن تكلفة التسويق الإلكتروني الأولي والتكلفة التشغيلية لمتاجر البيع بالتجزئة عبر الإنترنت (المتاجر الإلكترونية) منخفضة جدًّا مقارنة بإنشاء متاجر فعلية. جميع هذه العوامل السابقة تجعل التسويق الإلكتروني أقل مخاطرة بكثير من التسويق التقليدي.

ثانيًا – تقليل التكاليف من خلال عمليات الأتمتة

يتيح التسويق الإلكتروني لمواقع التجارة الإلكترونية خيار أتمتة العمليات المختلفة للمشروع. على سبيل المثال، يمكنك إرسال طلبات العملاء مباشرة إلى شركات الخدمات اللوجستية المستقلة، ومطالبتهم بإرسال الطلب مباشرة إلى العملاء. تتيح عملية الأتمتة في هذه الحالة توفير تكلفة المخزون، وتقليل التكلفة اللوجستية على صاحب المتجر الإلكتروني، بالإضافة إلى تقليل تكاليف إدارة المخزون، وتكاليف إيجار مستودع تخزين، وتكاليف تسليم المنتج.

ثالثًا – الردود السريعة على العملاء

إنَّ السرعة في الرد على العملاء والاستجابة لطلباتهم من أهم عوامل نجاح التسويق الإلكتروني والانتشار الواسع لمشروع التجارة الإلكترونية. الرد الفوري والسريع على العملاء بغض النظر عن المسافة والوقت ساهم في جعل العالم قرية صغيرة، وكان السبب أيضًا في التطور والنمو التكنولوجي المذهل في العقود الماضية. لو أنَّ الناس لا تزال تستخدم طرق التواصل التقليدية مثل الصحف، والكتب، والتفاعل الوجاهي، فهذا يعني أنَّها لن تكون قادرة على رؤية التكنولوجيا الحاليّة وما تقدمه المتاجر الإلكترونية في عالمها الافتراضي الخاص.

رابعًا – سهولة جمع البيانات وتقييمها

عندما يتعلّق الأمر بجمع البيانات لمراقبة أداء المشروع، فلا يوجد بديل أفضل من أدوات التسويق الإلكتروني. ضع في الحسبان ما إذا كان عليك جمع الأموال بالطريقة التقليدية والمألوفة، فسيستغرق الأمر شهورًا، وستكون بحاجة للمزيد من الموارد الماليَّة؛ ولكنَّ التسويق الإلكتروني يتيح لك توفير السيولة المالية في غضون أيام قليلة. وسواءً كان الأمر يتعلق بجمع البيانات، أو تقييم النتائج، أو مراقبة سير العمل، أو التحقق من تحليلات النتائج؛ فإنَّ استراتيجية التسويق الإلكتروني تتيح لك ذلك كله بكل سهولة ويُسر.

خامسًا – إضفاء الطابع الشخصي

يُعدُّ التسويق الشخصي حاليًا الأسلوب الأكثر حداثة في عالم التسويق الإلكتروني، حيث يتيح لك هذا النوع من التسويق بالتعامل مع عملائك وكأنَّك تعرفهم جميعًا بناءً على بيانات التسوق التي يمكنك جمعها من أدوات التسويق الإلكتروني. في التسويق التقليدي من المستحيل أن تتذكَّر أسماء مئات الآلاف من العملاء، بينما يتيح لك التسويق الإلكتروني ذلك من خلال اتباع نهج مخصص لمشروعك التجاري الإلكتروني الخاص بك.

سادسًا – التفاعل الأمثل مع العملاء

من خلال الجمع بين نهج التسويق الإلكتروني والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك زيادة التفاعل مع العملاء المستهدفين. يمكنك أن تتفاعل مع جمهورك المستهدف من خلال نهج التسويق المُخصّص لمتجرك الإلكتروني، وكلما زادت نسبة تفاعلك مع العملاء تزيد فرصك في نجاح متجرك الإلكتروني. إنَّها الطبيعة البشريّة التي تميل للأماكن والأشياء التي نعرفها جيدًا.

سابعًا – تحقيق انتشار أوسع للمتجر الإلكتروني

يتيح لك التسويق الإلكتروني انتشارًا واسعًا غير محصور في نطاق جغرافي محدَّد لمنتجاتك وخدماتك التي تقدمها عبر المتجر الإلكتروني. من أهمِّ أهداف أصحاب المتاجر الإلكترونية ومشاريع التجارة الإلكترونية انتشار علامتهم التجارية في الأسواق، ما يتيح لأكبر عدد من الناس التعرُّف عليه. زيادة الانتشار تعني بالتأكيد تحقيق المزيد من الأرباح والإيرادات.

ثامنًا – إمكانية الوصول العالمية

أتاح التسويق الإلكتروني لكثير من مشاريع التجارة الإلكترونية الوصول إلى الأسواق العالمية. لا أحد منَّا لا يعرف أهم العلامات التجارية العالمية من جوجل، وأبل، وفيسبوك، وأمازون، ومايكروسوفت؛ فجميع هذه العلامات التجاريَّة انتشرت على نطاق عالمي واسع من خلال التسويق الإلكتروني. هناك العديد من العلامات التجاريّة الجديدة التي بدأت تنجح في فرض وجودها الإلكتروني وبقوّة من خلال التسويق الإلكتروني أيضًا.

سلبيات التسويق الإلكتروني

بعد أن تعرفنا على إيجابيات التسويق الإلكتروني، هناك بعض السلبيات التي تجدر الإشارة إليها، منها:

أوّلًا – الاعتماد التام على التكنولوجيا

رغم الميزات العديدة للتسويق الإلكتروني، ولكنّه يعتمد اعتمادًا كليًا على التكنولوجيا والإنترنت، ولا يمكن تحقيق أي نتائج بدون الأدوات التكنولوجية الحديثة؛ مثل: أجهزة الحاسوب، وأجهزة الاتصال بالإنترنت، وأنظمة التشغيل، والبرامج، والتطبيقات. في حال تعطّلت أداة من هذه الأدوات، قد يتعطّل سير عمليات المشروع بالكامل، ويؤدي ذلك إلى الكثير من مواضع الخلل التي تحتاج وقتًا غير قليل لإعادة السيطرة على مجريات الأمور.

ثانيًا – قضايا الخصوصية والأمان

تُعدُّ خصوصية العملاء وأمن بياناتهم من أهم القضايا في عصرنا التكنولوجي؛ ولهذا السبب قد يتردَّد العملاء ويرفضون الانضمام للنظام الأساسي الجديد خوفًا من مشكلات الخصوصية والأمان. هذا الأمر يُشكِّل تحديًا صعبًا تواجهه الشركات الناشئة التي تسعى لجذب عملاء جدد لنظامها الأساسي.

ثالثًا – ارتفاع تكاليف الصيانة

من جانب إيجابي يُقلِّل التسويق الإلكتروني الكثير من التكاليف، لكنّه في المقابل يزيد من تكلفة شراء الأدوات التقنية وتكاليف الصيانة. يجب عليك توظيف مبرمجين خبراء ومتخصصين تقنيين لإدارة منصة التجارة الإلكترونية الخاصة بمشروعك. تكاليف شراء الأدوات التقنية مرتفع للغاية، فضلًا عن توظيف الخبراء، ما يعني زيادة هذا النوع من النفقات، والذي فعليًا لا يمكنك الاستغناء عنه كونه عاملًا أساسيًّا لنجاح مشروعك التجاري الإلكتروني.

رابعًا – منافسة سعرية عالية

نظرًا لأن أيَّ متخصص تقني يمكنه إنشاء مشروع تجارة إلكتروني، وتنفيذ العمل بنفسه كاملًا؛ فإنّ نفقات التشغيل التي يحتاجها هذا الشخص ستكون أقل بكثير مقارنة بالشخص الذي يحتاج لتوظيف محترفين آخرين لتنفيذ العمل. ونتيجة لذلك، سيقدم المتخصصون في مجال التكنولوجيا منتجات وخدمات بأسعار تنافسية للعملاء، وسيكون على أصحاب مشاريع التجارة الآخرين إيجاد طرق للمنافسة دون خسارة الكثير من النفقات.

الخلاصة

بعد أن تعرفنا على إيجابيات التسويق الإلكتروني وسلبياته، لا يمكننا أن ننكر أنَّه يمكننا الاستغناء عنه في مشاريع التجارة الإلكترونية. في الحقيقة؛ التسويق الإلكتروني يُعدُّ العامل الأساسي الأوَّل والأهم لضمان نجاح أي مشروع تجارة إلكتروني، وسيكون عليك الموازنة ما بين الإيجابيات والسلبيات، من خلال التعامل المناسب مع سلبيات هذا النوع من التسويق، وإيجاد الحلول المناسبة.

إليك أيضًا

• اتهامات منصات التواصل الاجتماعي …. ما بين الفاعلية والسلبيات
• خدمة “اشترِ الآن وادفع لاحقًا”: أهم الأسباب لعرضها في مشاريع التجارة الإلكترونية في موسم الأعياد والعطل
• ماذا يعني التغليف الأخضر؟ وما المواد التي تستخدم فيه؟