فرص المبرمجين في ظل ازدهار التجارة الإلكترونية

نظرًا لوجود ما يُقدّر بـ 12 إلى 24 مليون موقع تجارة إلكتروني حول العالم، من السهل جدًا أن يضيف المبرمج إلى جعبته المزيد من فرص العمل وأفكار البرمجيات كخدمة (SaaS). تتساءل عن أمثلة أوضح للفرص؟

الجواب سهل..

إنّ تطوير الموقع الإلكتروني الخاص بالتجارة الإلكترونية تحديدًا يتطلّب تطوير جميع الجوانب الفنيّة للموقع، سواءً بطريقة عمله، وتقديم حلول المدفوعات، وتحسين تجربة المستخدم، وغير ذلك الكثير. وفي هذا المقال سنتعرّف أكثر على الفرص التي أتاحتها التجارة الإلكترونية للمبرمجين، وفي المقابل سنعرف كيف يمكن للمبرمجين الخبراء المساعدة في رفع مستوى خدمة المتاجر الإلكترونية، ما ينعكس إيجابًا على ازدهار التجارة الإلكترونية عمومًا.

في الوقت الحالي هناك العديد من الأدوات والأنظمة الأساسية والخدمات المُقدمة التي تُعزّز قوة التجارة الإلكترونية وتُحسّن النتائج التي ستحصل عليها، ولا يزال الأمر في طور التحسين والتطوير. ورغم ذلك لا تزال العديد من مواقع التجارة الإلكترونية تعتمد على الطرق الأساسيّة لبناء موقعها الإلكتروني، حيث تطلب بناء الموقع من الصفر (مفتوح المصدر).

بينما تلجأ شركات أخرى إلى التكيف مع أنظمة التجارة الإلكترونية متعددة القنوات، وتخصيص وظائفها، حيث تطلب اعتماد برامج الخدمة (SaaS)، وهذه الطريقة تساعد في إضافة ميزات تجاريّة فريدة، خاصة لمشاريع التجارة الإلكترونية التي تعتمد على التعلم الآلي (ML) والذكاء الاصطناعي (AI).

وغالبًا ما تتجه شركات التجارة الإلكترونية إلى اعتماد الخيار الثاني، حيث يستضيف كبار المزودين خدماتهم التجارية ويقدمونها مقابل رسوم لشركات أخرى. ولكن ما دور المبرمج الفعلي في مشاريع التجارة الإلكترونية؟

دور المبرمج في التجارة الإلكترونية

قبل حدوث ثورة التجارة الإلكترونية، كانت الشركات التجارية تطلب مبرمجًا بارعًا في لغة محددة أو أداة تجارة إلكترونية معنية، وكانت تُقدّم منتجاتها من خلال قناة تجاريّة واحدة غالبًا، بالإضافة إلى الحاجة لتقنيات وأُطر عمل أقل. أمّا مشاريع التجارة الإلكترونية الحديثة أصبحت تستهدف قنوات متعددة، والمبرمج الأكثر طلبًا في الوقت الراهن هو القادر على العمل على عدّة واجهات وقنوات مختلفة.

ونظرًا لتنوع الوظائف التي يمكن أن يطلبها صاحب المشروع التجاري من المبرمج، ستجد تاليًا أهمّ الخصائص التي يجب أن تتوفّر في المتجر الإلكتروني، والتي نحدد بناءً عليها طبيعة خبرة المبرمج المطلوبة.

أهم الخصائص المطلوبة لتطوير موقع التجارة الإلكترونية

تتنوَّع المميزات والخصائص المختلفة التي تحتاجها الشركات عند التحول إلى التجارة الإلكترونية، وذلك بناءً على طبيعة المشروع نفسه والاحتياجات الفريدة الخاصة به.

بناءً على أهداف المشروع، تضع الشركات قائمة بالميزات التي تحتاج توفرها في المتجر الإلكتروني بحيث تتماشى مع نموذج العمل بشكل وثيق ومتكامل. على سبيل المثال، إذا كانت الشركة تعمل على نطاق محلي فلن تكون بحاجة إلى إضافة ميزة تحويل الواجهات تلقائيًا إلى لغة أخرى بحسب لغة العميل.

عادة يكون لكل شركة قائمة متطلبات تقنية تواجه بها تحدياتها. وكل ما عليك كمبرمج أن تتأمل تلك القائمة لتجد فرصتك. على أية حال، غالبًا لن تخرج المتطلبات عن أمور أساسية سنوضحها لك في الجزء التالي من المقالة.

أهم خصائص النجاح لأي متجر إلكتروني وكيف يستفيد منها المبرمج

1. تصميم متجاوب

من المُتوقَّع زيادة مبيعات التجارة الإلكترونية عبر الهواتف الذكيّة، نظرًا لاستخدام أغلب الناس هواتفهم من أجل البحث عن المنتجات التي يحتاجونها، ولذا احرص على تقديم موقع إلكتروني سريع الاستجابة متوافق مع الهواتف الذكيّة.

يمكن لمبرمجٍ رائع أن يساعد الشركات في تصميم موقع إلكتروني متوافق مع الحواسيب المكتبية والمحمولة والهواتف الذكية.

تُقدّم أكاديمية حسوب مرجعًا مفيدًا جدًا متخصصًا بتعلُّم كل ما يحتاجه المبرمج لإعداد تصميم متجاوب لمواقع التجارة الإلكترونية. إن كنتَ بحاجة لمراجع متخصصة في هذا المجال، يمكنك قراءة هذه المقالات:

– مدخل إلى التصميم المتجاوب والتصميم المتكيف.

– أساسيات تصميم الويب المتجاوب.

2. تحسين خصائص محركات البحث من خلال البرمجة

إنّ تحسين عمل محركات البحث (SEO) تُعدّ استراتيجية رائعة لزيادة وصول العملاء للمتجر الإلكتروني، وسيكون لدى المبرمج فرصة بناء الموقع بطريقة تزيد من عمليات التحويل، ما يجعل زيارات العملاء أكثر فعالية من حيث التكلفة.

3. تحسين سرعة الموقع

وفقًا لتقرير نشرته شركة جوجل، فإنّ احتمال الارتداد يزيد بإضافة ثانيتين زائدتين إلى وقت تحميل الصفحة. تُعد مواقع التحميل السريعة ميزة إضافية تساعد على تحسين محركات البحث، وذلك لأنّ جوجل يستخدم سرعة الموقع عاملًا مهمًا لترتيبه في التصنيفات الأولى. ولهذا ستكون بحاجة لتوظيف مبرمج متخصص يعرف كيفيّة تحسين خصائص المتجر الإلكتروني، ليس من الناحية الجماليّة والعمليّة فقط، وإنّما أيضًا ليكون سريع التحميل.

إذا كنتَ بحاجة للمزيد من المعلومات حول أهمية محركات البحث وزيادة سرعة تحميل الصفحات، يمكنك قراءة كتاب دليلك إلى تحسين محركات البحث SEO المقدم عبر منصة أكاديمية حسوب.

4. بناء نظام إدارة المحتوى (CMS)

يُعدّ نظام إدارة المحتوى (CMS) أمرًا مهمًا لموقع التجارة الإلكترونية حيث يَضُم هذا النظام أي محتوى ديناميكي؛ مثل: منشورات المدونة، والمرئيات، وأي عناصر أخرى من المحتوى في التصميم، ويكون ذلك كله في مكان واحد.

عندما تطلب الشركات من مبرمج ماهر برمجة نظام إدارة محتوى، فإنّ هذا سيساعدها في إجراء أية تغييرات تريدها وإضافة محتوى جديد يُعزّز قيمة المتجر الإلكتروني ولذا نجد بعض الشركات تطلب هذه الخدمة من المبرمجين المستقلين على خمسات أو مستقل.

5. تطوير حلول إدارة المخزون

لو تصفحت أفضل المواقع الإلكترونية المتخصصة بالتجارة الإلكترونية ستجد أنّ المنتجات متوفرة لديهم دومًا، وتُجدَّد باستمرار، كما ويقدمون إصدارات عديدة من المنتجات، فضلًا عن العروض الترويجيّة والخصومات.

في الواقع، الشركات بحاجة لأن يحتوي متجرها الإلكتروني على خصائص ضرورية تساعدها على إضافة وتحديث المخزون وتعديل القوائم، وتتبعها، بعمليات ذكية مؤتمتة وذلك حتى تتمكّن من منح عملائها المنتجات التي يطلبونها باستمرار.

لتحقيق ذلك ستكون الشركات بحاجة لأن تطلب من مبرمج ممتاز إضافة الخصائص التي تساعدها على تنفيذ هذه المهام في متاجرها بأسهل الطرق وأسرعها.

6. تطوير حلول الدفع

لم يعد من المقبول في الوقت الحالي أن تُقدّم شركات التجارة الإلكترونية خيارًا واحدًا للدفع فقط، علمًا أنّ خيارات الدفع المرنة والمتنوعة تساعد على تسريع عملية اتخاذ العميل لقرار الشراء، وتحثه أيضًا على إنفاق المزيد من الأموال، ولهذا من المهم جدًا توفير خيارات دفع متعددة.

ولتوفير هذه الخاصية في متاجرها الإلكترونية ربما سيكون على الشركات التعاقد مع مبرمج ممتاز، لتوفير مثل هذه الحلول بأبسط طرق وأيسرها على العميل. كما إن هنالك فرصة للمبرمج أن يطور حلول دفع ابتكارية، فقبل سنتين أو ثلاث لم تكن شركات التجارة الإلكترونية تعرف أكثر الحلول التي تحقق نموًا هائلا اليوم، وما زال قطاع التقنية المالية متعطشًا للمزيد من الابتكار.

7. تطوير حلول الأمان والحماية

إنّ إنشاء متجر إلكتروني يعني التعامل مع بيانات حساسة؛ مثل: أرقام هواتف العملاء، وأرقام بطاقات الائتمان، ومعلومات الدفع الأخرى، ومن أهم مسؤوليات التاجر التعامل بحذر مع هذه البيانات. قد تكون فرصتك في هذه المساحة، للابتكار أو تنفيذ حلول لمشاكل يعاني منها التجار اليوم.

نصائح عامة للمبرمجين في ظل ازدهار التجارة الإلكترونية

بصفتك مبرمجًا يسعى للعمل في مشاريع التجارة الإلكترونية، ابدأ خطوتك الأولى بمعرفة كيفية تصميم موقع ومتجر إلكتروني بأفضل طريقة ممكنة، واسعَ لتعلُّم كيفية استخدام جميع التقنيات المستخدمة في تطبيق الخصائص السابقة المطلوبة لمشروع التجارة الإلكترونية الناجح، والتي ستعود بالنفع على المشروع، وتحقيق الأرباح وزيادة المبيعات.

عليك أيضًا تعزيز مهاراتك وخبراتك التقنية بمواكبة كل ما استُحدث من تقنيات تخص التجارة الإلكترونية، وتقديم الحلول المبتكرة لإنشاء المتاجر وتخصيصها بمواصفات محددة، بالإضافة إلى تقديم حلول لوجستية، وحلول الأتمتة والربط بين المنصات، وغيرها الكثير.

لا يعني هذا بالضرورة أن تكون ملمًا بجميع هذه المناحي بكل تفاصيلها، وإنّما حتى تتميّز وتحصل على فرص أفضل بكثير؛ فكلما بذلت جهدًا أكبر في تعلم هذه الحلول البرمجية وابتكارها، ستكون أقدر حتمًا على تحصيل المزيد من الدخل وزيادة عدد عملائك.

أنصحك بالالتحاق بالدورات التدريبيّة الرائعة التي تقدمها أكاديمية حسوب، والتي تساعدك لتتعلم كيفية برمجة تطبيق متجر إلكتروني، ومن أهمها: دورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة Python، والتي تحتوي على 44 ساعة فيديو تدريبية. وهناك أيضًا دورة تطوير واجهات المستخدم، والتي تحتوي على 58 ساعة فيديو تدريبية.

هناك أيضًا مراجع أخرى يمكنك الاستعانة بها في طريقك نحو تحقيق الهدف، مثل: دليلك لتصميم متجر وموقع تجارة إلكترونية على شبكة الإنترنت، وإنشاء متجر إلكتروني باستخدام نظام أودو Odoo.

أخيرًا؛ لا شكّ بأنّ التجارة الإلكترونية كان لها دورٌ مهم في زيادة الطلب على المبرمجين، وزيادة فرصهم في العمل بدخل عالٍ، لا سيّما أصحاب الكفاءات العالية، والذين بذلوا جهودًا ملحوظة في مواكبة ثورة التجارة الإلكترونية. لم يفت الأوان، يمكنك أنت أيضًا عزيزي المبرمج أن تبدأ رحتلك الآن، اسعَ لأن تتميَّز وتترك بصمتك الخاصَّة في هذا العالم الجديد.

إليك أيضًا

• دليلك إلى السوق الرقمي: أنواع التجارة الإلكترونية وأهم مزاياها
• أفضل 5 شارات ثقة لزيادة معدلات تحويل في مشاريع التجارة الإلكترونية
• موضة البراند الرقمي في عالم التجارة الإلكترونية