كيف كان للذكاء الاصطناعي (AI) تأثير كبير في عالم التجارة الإلكترونية؟
يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًّا في حياتنا بشتى جوانب بالحياة، لكن بالأخص في التجارة الإلكترونية. وفي تحسين نتائجها
add تابِعني remove_red_eye 414,635
يعود الظهور الأول للآلات البسيطة تاريخيًّا إلى قبل مليوني سنة، حينما تم العثور على أحافير الإنسان البدائي في أفريقيا ومعها بعض الفؤوس الحجرية. وقد كانت نواعير المياه من أولى صور الآلات المعقدة التي تم العثور عليها في الشرق الأوسط والتي تعود تقريبًا إلى عام 100 قبل الميلاد. أما أول حاسوبٍ في التاريخ بالمعنى الصحيح، فقد تم اختراعه بعام 1822. ومن هناك أخذ مجال الآلات والتكنولوجيا يسلك منحنى متسارعًا من التطور، فظهرت آلاتٌ تكنولوجية وإلكترونية لا تُعد ولا تُحصى، وصولًا إلى الذكاء الاصطناعي.
ولكن بغض النظر عن التطور الهائل الذي شهدته عبر الزمن، إلّا أنّ الغرض منها لا يزال واحدًا، ألا وهو خدمة البشرية وتسهيل حياة الإنسان. وبهذه المقالة سنتطرق تحديدًا إلى الذكاء الاصطناعي والمقصود به ثم سنتناول الأثر الكبير الذي تركه على عالم التجارة الإلكترونية.
مفهوم الذكاء الاصطناعي
ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة بعام 1956، ويشير بشكلٍ عام إلى محاكاة الذكاء البشري في الآلات والأنظمة الحاسوبية، بحيث تعطي خوارزميات البرمجة هذه الآلات إمكانية التفكير كالبشر ومحاكاة أفعالهم. فنجد أنّ معظم آلات الذكاء الاصطناعي تتسم بالقدرة على التعلم وحلّ المشكلات. وفقًا لإحدى الإحصائيات، يُتوقع أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري بحلول عام 2045، وبأن يدير العديد من الصناعات بشكلٍ كامل، لكنه بالطبع لن يحلَّ مكان الإنسان، بحيث سيخلق الذكاء الاصطناعي ما يناهز عن مليوني وظيفة جديدة.
تأثير الذكاء الاصطناعي على عالم التجارة الإلكترونية
أحدث الذكاء الاصطناعي نقلةً نوعيةً بمجال التجارة الإلكترونية، فبجانب حقيقة أنّ التجارة الإلكترونية تقوم بشكلٍ كاملٍ على شبكة الإنترنت ونتاج التطور التكنولوجي، إلّا أنّ الذكاء الاصطناعي بحدّ ذاته قد كان له آثار جمة على التجارة الإلكترونية، يتمثل أبسطها في دراسة سلوك العملاء والتنبؤ بما ينال إعجابهم. فيما يلي نتطرق إلى أهم 4 استخدامات للذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية:
1- روبوتات المحادثة
من البديهي أنّ خدمة العملاء تلعب دورًا كبيرًا في بناء صورة أيّ متجر إلكتروني وزيادة مبيعاته، إلّا أنّ توفير موظفين مستعدين للإجابة على استفسارات العملاء بصورة مُثلى وبشكلٍ فوري يتطلب مجهودًا وإمكانياتٍ عالية، لذلك أصبح العديد من أصحاب المتاجر الإلكترونية يتوجهون تدريجيًا لاستخدام روبوتات المحادثة في التعامل مع العملاء.
لكن الإجابة على الأسئلة بشكلٍ فوري ليست الميزة الوحيدة لروبوتات المحادثة، حيث إنها تتعامل مع كل عميلٍ على حِدَة بناءً على بياناته التي تبين طبيعة سلوكه ومُفضلاته، فيمكنها تبعًا لذلك أن تلبي احتياجاته بصورةٍ أفضل. كما يمكنها أن تقدم للعملاء عروضًا مُكيفةً خصيصًا لهم مما يزيد من فرصة انتهازهم لها. والأهم من كل ذلك، أنّ روبوتات المحادثة كغيرها من أشكال الذكاء الاصطناعي تتسم بالقدرة على التعلم، هذا يعني أنها ستتحسن مع مرور الوقت.
مقال ذات صلة: الذكاء الاصطناعي في خدمة عملاء مشاريع التجارة الإلكترونية
2- توصيات ذكية للمنتجات
من المهم في التجارة الإلكترونية دومًا إشعار العميل بأهميته وبأنه ليس مجرد نسخةٍ أخرى عن غيره. هذا يعني تكييف طريقة مخاطبته وكذلك المنتجات التي ترشحها له بناءً على سلوكياته. وقد أثبتت الدراسات بأنّ استخدام التوصيات الذكية للمنتجات يزيد من تدفق الزوار إلى المتجر الإلكتروني بمعدل 915% ومن قيمة الطلب بنسبة 3%! ويقوم الذكاء الاصطناعي بكل بساطةٍ بتحليل بيانات العميل بما في ذلك العمليات الشرائية السابقة وسجل البحث عن المنتجات في المتجر الإلكتروني، ومن ثم يدرسها ليحدد نوعية التوصيات التي يجب عرضها على العميل، وكل ذلك خلال ثوانٍ معدودة.
ومن الجدير بالذكر أنّ سلوك العميل الذي يتم تحليله لا يجب بالضرورة أن يقتصر على حدود المتجر الإلكتروني، إذ تتيح ميزة التعلم الآلي للذكاء الاصطناعي إمكانية دراسة سلوك العملاء على مجموعة مختلفة من التطبيقات بما في ذلك تطبيقات التواصل الاجتماعي وحملات البريد الإلكتروني وشتى المواقع على شبكة الإنترنت.
3- إدارة المخزون
من المعروف أنه من أهمّ أساسيات إدارة المخزون هو التتبع الصحيح لمستويات المخزون من ناحية توفر المنتجات عالية الطلب وعدم زيادة مخزون المنتجات الراكدة. يُسهِّل الذكاء الاصطناعي عليك هذه المهمة كثيرًا، حيث يحلل عددًا من المتغيرات كالتوجهات الرائجة للسوق في السنوات الماضية والتغيرات التي من المتوقع أن تطرأ على طلبات المنتجات وكذلك القضايا أو المناسبات التي قد تؤثر على مستويات المخزون. ولم تقتصر استخدامات الذكاء الاصطناعي في إدارة المخزون على التحليل فقط، بل أصبحت العديد من الشركات في التجارة الإلكترونية تستعين بالروبوتات الذكية عوضًا عن الأيدي العاملة في تخزين المنتجات وكذلك شحنها بمجرد استلام الطلبات من العملاء.
4- حلول ذكية يقدمها الذكاء الاصطناعي في التسويق
يوجد على هذه النقطة العديد من الأمثلة لكننا سنكتفي بذكر أبرزها:
- التسوق الصوتي مع أليكسا: إثر النجاح الباهر الذي أحدثته أليكسا من أمازون، عمل المتجر الإلكتروني على تطبيق التقنية على مستوى آخر، حيث أصبح بإمكانك الاستماع لأليكسا وهي تخبرك بأفضل الصفقات اليومية على أمازون، كل ما عليك هو أن تطلب منها ذلك! كما يمكنها تحليل آخر صيحات الموضة ومن ثم إعطائك بعض النصائح المتعلقة بالأزياء وبالملابس التي ستناسبك أكثر.
- أما سلسلة المحال التجارية زارا، فقد استغلت الذكاء الاصطناعي في التقليل من المرتجعات وتحسين العمليات الشرائية المتكررة، حيث أصبح بالإمكان نصح العميل بالمقاس المناسب للقطعة بناءً على قياساته، وكذلك عرض المنتجات التي تتناسب مع تفضيلاته كالملابس الفضفاضة أو الضيقة مثلًا.
كما أشرنا في هذا المقال، يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًّا في حياتنا بشتى جوانب بالحياة، لكن بالأخص في التجارة الإلكترونية. وقد حرصنا على ذكر أبرز الاستخدامات السابقة للذكاء الاصطناعي في هذا المجال، لكن هذا لا يعني أنّ هناك حدًّا معينًّا لاستخداماته المُحتملة. فكما رأينا، يمكنك أنت أيضًا التفكير بطريقة مبتكرة تستغل فيها الذكاء الاصطناعي بحكمةٍ لصالح المتجر الإلكتروني.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 414,635
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين التجارة الإلكترونية؟؟ هذا المقال يخبرك
link https://ziid.net/?p=104621