هل تكفي كلمات المرور لحماية هويات عملاء التجارة الإلكترونية؟

في العام الماضي، استطاع الطفل نوح شراء ما يقارب الخمسين مصاصة سبونج بوب من حساب والدته على أمازون، وقد انتشر هذا الخبر في الصحف الأجنبية، حيث استطاع الطفل الحصول على جميع العناصر التي اشتراها رغم الوضع المادي السيئ للعائلة للأسف، حيث كانت هذه المنتجات غير قابلة للترجيع أو التبديل، واضطرت العائلة لدفع ما قيمته 2600 دولار.

لقد اضطرت والدته المعيلة الوحيدة لأطفالها الثلاثة إلى دفع المبلغ كاملًا، رغم وضعها المادي السيئ، ما سلّط الضوء أكثر على الحاجة المُلحة والضرورية لحماية هوياتنا على الإنترنت. من المهم للغاية إدراك حجم التهديد الحقيقي المتمثل في الاحتيال وسرقة الهوية لكلٍّ من المستهلكين، والشركات، كما يجب البحث عن بدائل متاحة لمكافحة هذا النوع من التهديد.

مشكلة حماية كلمات المرور

تزداد نسبة أعداد سرقات الهوية على مستوى عالمي، لا سيّما الهويات المحمية بكلمات مرور عادية، والتي يكثر المستهلكون استخدامها في الاقتصاد الرقمي اليوم. وللأسف، فإنّ كلمات المرور تكون أكثر عُرضة للسرقة والاحتيال كلما كانت أسهل، وتزيد قدرة المخترقين على الوصول إليها، وسرقة ما يحلو لهم.

حل المشكلة هذه يتمثّل في توفير العديد من البدائل والخيارات الجديدة، والتي تضمن بقاء هويات العملاء ومعاملاتهم الرقميّة آمنة.

ورغم أنّ الأمان والموثوقية مهمان للغاية عند إجراء المعاملات عند الشراء من متاجر ومنصات التجارة الإلكترونية، إلّا أنّ الراحة والسرعة من العوامل المهمة كذلك لتحقيق تجربة مستخدم مثالية. على سبيل المثال، يتوقّع عملاء التجارة الإلكترونية تحميل صفحات المتجر الإلكتروني في غضون ثانية إلى ثانيتين أو أقل، حتى وإن كانوا يستخدمون أجهزتهم المحمولة، وهذا التوقُع يُوضّح الفكرة التي نحاول إيصالها، ألا وهي أنّ كلمات المرور قد تكون مُحبطة أحيانًا، حيث تبطئ عملية تحميل الصفحة، ما قد يدفع عدد كبير من العملاء إلى ترك عربات التسوق، وعدم إتمام معاملات الشراء نتيجة هذا الأمر.

تزوير الهوية منتشر أمّا سمات الوجوه فريدة

تلقّت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) الأمريكية في عام 2020 وحده ما يقرب من 1.4 مليون تقرير عن احتيال في الهوية، وتعرض للسرقات، حيث يعني ذلك تضاعُف هذا المجموع مقارنة بالعامين السابقين من عام 2020.

وبعد دراسة هذه المشكلة، فقد كان عملاء التجارة الإلكترونية الفئة الثانية في التصنيف لأكثر من تعرّض للاحتيال والسرقة، حيث زادت هذه السرقات للأسف مع زيادة التعامل بالدفع الإلكتروني عند الشراء من المتاجر الإلكترونية ومنصات التجارة الإلكترونية، لا سيّما بعد جائحة كورونا، وزيادة اعتماد المستهلكين عليها في توفير احتياجاتهم.

أمّا حاليًا تتجه العديد من منصات التجارة الإلكترونية إلى اعتماد تقنيات المقاييس الحيويّة والخصائص الفيزيائيّة الفريدة للشخص (مثل: الوجه، والصوت، وبصمة الأصبع، وغير ذلك)؛ وذلك للمصادقة على معاملة المستخدم، حيث تُعدّ أكثر أمانًا مقارنة بكلمات المرور المكتوبة، والتي تضمن في الحقيقة التأكُّد من المالك الشرعي للحساب، ومن ثُمّ قبول إتمام إجراءات المعاملة.

ونظرًا لصعوبة سرقة السمات الجسدية للعملاء، فإنّ استخدام هذه التقنيات يُعد بالتأكيد أكثر أمانًا وموثوقية من كلمات المرور.

كيف يمكن أن تساعد المقاييس الحيوية لعميل التجارة الإلكترونية في حماية حسابه من السرقة والتزوير؟

نظرًا لارتباط المقاييس الحيوية والتقنيات الخاصة بها مع تكنولوجيا الهواتف الذكيّة، دون الحاجة لاستخدام أجهزة إضافية أو متخصصة، فمن السهل دمج المقاييس الحيويّة للعميل في العديد من عمليات المصادقة المختلفة، وذلك بهدف التقليل من حالات الاحتيال المتعلقة بالهوية والتجارة الإلكترونية.

يستطيع عميل التجارة الإلكترونية من خلال هذه التقنيات استخدام كلمات المرور في معاملاته على المتجر الإلكتروني، سواءً من خلال شراء منتج ما، أو مجرّد الوصول إلى حسابه، وهي فرصة رائعة لتحسين معايير الأمان والراحة.

فضلًا عن ذلك، فإنّ استخدام المقاييس الحيويّة يعيق قدرة المحتالين ومخترقي الحسابات من الوصول إلى حسابات المستهلكين، بالتزامن مع التخلص من استخدام كلمات المرور الطويلة والمعقدة في كل مرة، ودون الحاجة لتذكرها وكتابتها في كل مرة يريد فيها العميل اتخاذ إجراء ما.

لا تقتصر أهمية تقنيات المقاييس الحيوية على حماية حساب العميل فحسب؛ بل تحمي أيضًا صاحب المتجر الإلكتروني كذلك، والذي يمكنه استخدام هذه المقاييس لتكون طريقة مصادفة مستقلة أو مكملة للعمليات الجارية في متجره الإلكتروني.

نصيحتنا الأخيرة لشركات التجارة الإلكترونية في ختام هذا المقال تقتضي بضرورة الاطلاع على تقنيات المصادقة الجديدة، والتي تساعد الشركات على حماية منصاتها من السرقة والاحتيال، بالإضافة لحماية عملائها أيضًا، وهي نقطة محورية مهمة للغاية. لن تشعر بشعور جيد إذا ما تعرّض أحد عملائك للسرقة، لتجد نفسك تقف مكتوف الأيدي لا تستطيع أن تساعده أو توقف هذه المشكلة!

إليك أيضًا

• التسويق بالذكاء الاصطناعي: كيفية الاستفادة من التكنولوجيا المبتكرة للتجارة الإلكترونية
• نصائح مهمة للعمل في مجال التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي
• 6 أسباب تحفز العلامات التجارية لإنشاء منصة خاصة للتجارة الإلكترونية