الذكاء الاصطناعي AI في عالم التجارة الإلكترونية
الذكاء الاصطناعي تقنية حديثة يؤثر استخدامها في التجارة الإلكترونية بشكلٍ مباشرٍ على مجموعةٍ واسعة من الوظائف في المتجر الإلكتروني
add تابِعني remove_red_eye 414,635
إن سمعت أحدهم يتحدث عن مصطلح “الذكاء الاصطناعي”، فقد يكون الإنسان الآلي أو الروبوتات التي نراها في أفلام الخيال العلميّ هي أول ما يتبادر إلى ذهنك. لكن هذا ليس ما نعينه بذلك حين نتحدث عن مصطلح الذكاء الاصطناعي في سياق التجارة الإلكترونية تحديدًا، بل يُقصد به نوعٌ محددٌ من التقنيات الحديثة التي يؤثر استخدامها في التجارة الإلكترونية بشكلٍ مباشرٍ على مجموعةٍ واسعة من الوظائف في المتجر الإلكتروني.
ألم تفهم المقصود بذلك تمامًا بعد؟ لا تقلق، تابع قراءة المقال لتتعرف أكثر على مفهوم الذكاء الاصطناعي ومجالات استخدامه في التجارة الإلكترونية، والأهم من كل ذلك التأثير الذي تركه على هذا العالم.
مفهوم الذكاء الاصطناعي
يُعرَّف الذكاء الاصطناعي بأنه مجموعة من التقنيات الحديثة التي تمنح الحاسوب أو البرنامج الرقمي القدرة على التفكير بطريقة مشابهة للعقل البشري، بحيث يصبح قادرًا على أداء عدد من الوظائف التي تتطلب ذكاءً بشريًّا كالتفكير واكتشاف المعنى والتعلم من التجارب السابقة وتحليل البيانات واستردادها وفهم اللغة المنطوقة وترجمتها وتقديم التوصيات والعديد من الوظائف والمجالات الأخرى المشمولة بهذا المصطلح.
تأثير الذكاء الاصطناعي على التجارة الإلكترونية
لا شكّ في أنَّ مسألة الذكاء الاصطناعي بشكلٍ عام موضوع جدل، فمن الناس من استبشر بهذا التقدم التكنولوجي العظيم وما هو قادرٌ على تقديمه للبشرية، ومنهم من تآكله القلق من أن يحلَّ محلَّ البشر تدريجيًّا. لكن ماذا عن تأثيره على التجارة الإلكترونية؟
الحقيقة هي أنَّ الذكاء الاصطناعي قد لعب دورًا كبيرًا في تطور مجال التجارة الإلكترونية بسرعةٍ كبيرةٍ جدًّا، وغيَّر طريقة عمله 180 درجة. فقد أتاح لأصحاب المتاجر الإلكترونية العديد من الإمكانيات التي لم تكن متوفرةً بنفس الدرجة على الأقل، كالتنبؤ بأنماط التسوق بناءً على سلوكيات العملاء والمستهلكين على شبكة الإنترنت. هذا إلى جانب أهميته الجوهرية في تحسين آليات التسويق الإلكتروني، فأصبح المتجر الإلكتروني يستطيع الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ليخاطب كل عميلٍ على حدة باستخدام خاصيَّة التعلم الآلي.
مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية
في إحدى الإحصائيات، وُجد أنّ 78% من العلامات التجارية الإلكترونية قد بدأت باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في متاجرها الإلكترونية بالفعل! إليك أهم 4 مجالات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المتاجر الإلكتروني:
1- روبوتات المحادثة
روبوتات المحادثة هي من أكثر أشكال الذكاء الاصطناعي استخدامًا بالتجارة الإلكترونية، فمن المُتوقع أن يشهد سوق خدماتها نموًّا هائلًا في السنوات المقبلة ويُقدر بأن تصل قيمته إلى 3.99 مليار دولار بحلول عام 2030. ويُعزى السبب في التوجه الكبير إلى استخدامها في المتاجر الإلكترونية إلى ما تتيحه من إمكانية تقديم الدعم للعملاء والإجابة على معظم استفساراتهم وأسئلتهم على مدار الساعة وبصورة فورية، مما يساهم بدوره في تحسين تجربة العميل.
ومن الجدير بالذكر أنَّ روبوتات المحادثة هذه تتمتع بقدراتٍ من ضمنها معالجة اللغة الطبيعية التي يستخدمها العملاء وفهمها، وتلبية احتياجات العملاء استنادًا إلى البيانات المتوفرة، وتقديم عروض مستهدفة للعملاء، والأهم من ذلك التعلم الذاتي مع مرور الوقت.
2- التوصيات الذكية للمنتجات
يستعين الذكاء الاصطناعي بالبيانات المتوفرة لدى المتجر الإلكتروني والمُستخرجة من العمليات الشرائية السابقة وسجل البحث عن المنتجات وعادات التصفح عبر الإنترنت في تخصيص توصيات المنتجات لتتناسب مع كل عميل على حدة وتتوافق مع تفضيلاته، عوضًا عن تصميم توصيات موحدة لشريحة كبيرة من العملاء. وقد أثبت الذكاء الاصطناعي فاعليته الكبيرة بهذا المجال في التجارة الإلكترونية، فساهم في ارتفاع معدلات التحويل بنسبة 915% وزيادة متوسط قيمة الطلبات بنسبة 3%.
3- تخصيص الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية
كما ذكرنا من قبل، تحليل البيانات هي إحدى وظائف الذكاء الاصطناعي. تُطبق هذه الوظيفة في التجارة الإلكترونية عن طريق جمع البيانات من مستخدمي وعملاء المتجر الإلكتروني ومن ثم تحليلها لاستخلاص رؤى ومعلومات واضحة عن العميل. ولا تقتصر البيانات المجموعة على العملاء الذين يزورون صفحة المتجر الإلكتروني، بل ويشمل ذلك تطبيق المتجر الإلكتروني وحملات البريد الإلكتروني أيضًا. كما تُستخدم هذه البيانات بعد جمعها وتحليلها في تحسين التوصيات المُقدمة للمنتجات وتوفير تجربة مستخدم ممتازة على جميع الأجهزة الإلكترونية.
4- إدارة المخزون
قد تكون عملية إدارة مخزون المتجر الإلكتروني يدويًّا مرهقةً إلى حدٍّ ما، خاصةً لو كان المتجر الإلكتروني يبيع عددًا كبيرًا من المنتجات التي يصعب تتبع الكميات المتوفرة والواجب توفيرها منها. لكن استخدام الذكاء الاصطناعي في أتمتة هذه العميلة قد محى تلك الصعوبة بشكلٍ شبه كامل، حيث إنّ الذكاء الاصطناعي قادرٌ على تحليل مبيعات المتجر الإلكتروني في الفترات الزمنية السابقة لتحديد أكثر المنتجات مبيعًا ومعرفة ما إن كان هناك فترات معينة يزداد فيها الطلب على منتجات محددة، إضافةً إلى توضيح أيّ تغييرات متوقعة من شأنها أن تؤثر على مخزون المتجر الإلكتروني.
ولك أن تتخيل مقدار الجهد والوقت الذي يوفره الذكاء الاصطناعي بهذا المجال، مقارنةً بالوقت والجهد الذي تستغرقه الأيدي العاملة لأداء الوظيفة نفسها، ناهيك عن نسبة الخطأ التي تتقلص إلى الصفر تقريبًا.
بما أنّ التجارة الإلكترونية تقوم بحدّ ذاتها على عالمٍ تكنولوجي رقمي، فقد كانت مجرد مسألة وقتٍ حتى يتم تسخير الذكاء الاصطناعي في تحسينها. لذا احرص على أن تكون من الغالبية العظمى للمتاجر الإلكترونية التي استغلت هذا الابتكار لصالحها، سواء كان ذلك في المجالات الشائعة المذكورة في هذا المقال أو بغيرها.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 414,635
كيف يمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على عمل المتاجر الإلكترونية ؟؟
link https://ziid.net/?p=109272