ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الاستراتيجية وعملية التخطيط تلعب دورًا أساسيًّا ومهمًا في جميع المشاريع التجاريَّة في عالم الأعمال، سواءً أكانت إلكترونية أو غير إلكترونية، ولكن في عالمنا المعاصر وما عايشناه من تغييرات بعد أزمة فيروس كورونا فإنَّنا وجدنا أنَّ أكثر المشاريع قوةً ونجاحًا كانت المشاريع التجارية الإلكترونيّة التي نجحت في فرض وجودها عبر قنوات بيع متنوعة ووسائل تواصل إلكترونية مختلفة، كما واستطاعت تَخطِّي عائق التواصل الاجتماعي الوجاهي الذي مُنع منه الناس خلال الجائحة، وما فرضته من إغلاقات وحظر.
تعتمد استراتيجية التجارة الإلكترونية في قياس مدى نجاحها على حجم مبيعات الشركة والأرباح المحققة، ولكن حتى تستطيع تحقيق هذا النجاح لا بُدَّ وأن تكون لديك استراتيجية مذهلة، تُحدِّد من خلالها أهدافك وغايات قصيرة وطويلة الأمد.
إذا كنتَ تتساءل الآن ما هي خطوتك التالية بعد أن تكون قد قررت طبيعة المشروع التجاري الإلكتروني، فإنَّ الإجابة حتمًا تتمحور حول وضع وابتكار استراتيجية تجارة إلكترونية واقعية وفعَّالة. ستجد في هذا المقال نصائح مهمة للغاية تفيدك عند البدء بوضع استراتيجيتك الخاصة للمشروع التجاري الإلكتروني.
1. تحديد أهدافك وقيمك ومبادئك الشخصية
إنَّ تحديد أهدافك وقيمك الشخصية أمرٌ مهمٌّ للغاية عند وضع استراتيجية التجارة الإلكترونية الخاصة بك؛ حيث إنَّ أهدافك ستساعدك في توجيهك خلال مراحل تطوير المشروع، بينما مبادئ المشروع وقيمه والتي تعكس من خلالها شخصيتك ستكون مرجعًا لك في كل شيء بدءًا من تعاملك مع الأشخاص إلى كيفيّة إدارة خط إنتاج المشروع كاملًا.
مثال عملي على كيفية توجيه الأهداف والقيم لاستراتيجيتك في كل شيء؛ بدءًا من التسعير وانتهاءً بالعلامة التجارية:
- تقدير قيمة العناصر الطبيعيَّة تعني التزامك بتقديم منتج طبيعي بالكامل خالٍ من أي مواد كيميائية.
- هذا يعني أنك ستكون بحاجة إلى توفير العناصر والمكونات الطبيعيَّة من المُوردين الذين لا يستخدمون المواد الكيميائية.
- قد يتقاضى هؤلاء الموردون مبلغًا إضافيًّا لتوفير طلبك، وهذا يعني حاجتك إلى تسعير منتجاتك بسعر أعلى من متوسط السوق حتى تستطيع تحقيق هامش ربح إجمالي خاص بك.
- لتبرير نقطة السعر الأعلى والحفاظ على معدل تحويل قوي ستحتاج إلى زيادة الاستثمار في بناء العلامة التجارية وتجربة العملاء.
- استخدام عناصر طبيعيَّة في المنتجات قد يُسبِّب تلفها في وقت أسرع، ولذا ستكون بحاجة إلى توعية عملائك في الطريقة الأفضل لاستخدام المنتج والاستثمار في تجربة ما بعد الشراء.
عليك أن تدرك جيِّدًا أنَّ إدارة أي مشروع تجاري إلكتروني يتوافق مع أهدافك وقيمك الشخصيّة قد يخلق لك بعض التحديات الصعبة، ولكن التزامك في تحقيق ما تسعى إليه سيساعدك على التميُّز حتمًا وتحافظ على حافزك في تحقيق النجاح.
2. معرفة عملائك المحتملين بشكل أفضل
عندما تفكر في إنشاء متجر تجاري إلكتروني لا بُدَّ وأن تُحدِّد المنتج المناسب للسوق المُستهدَف، وستنجح حتمًا في تحقيق ذلك بتحديد المنتج الذي يهتم به عملاؤك المحتملون ويسعدهم شراءه والحصول عليه بالتأكيد.
حتى تستطيع أن تختار المنتج المناسب للسوق سيكون عليك أوَّلًا البحث عن جمهورك المستهدَف ومعرفة احتياجاته، ومن ثَمَّ تحديد الفئة المستهدفة والعميل الذي ستُقدِّم له منتجك. اختيار المنتج الملائم للسوق سيساعدك في تحديد مكانة علامتك التجاريَّة وقنوات التسويق ومعيار خدمة العملاء؛ وفي حال لم تكن متأكدًا كيف يمكنك أن تفهم عملاءك جيدًا ابحث عن 5-10 منهم، واستفسر منهم أكثر حول فكرتك واحتياجاتهم.
إذا وجدت أنَّ إجاباتهم مفاجأة بالنسبة لك، تحدَّثْ مع المزيد من العملاء المحتملين، حيث إنَّ هذه الخطوة مهمة للغاية عند وضع استراتيجية التجارة الإلكترونية لمشروعك الخاص، وتضيف لاستراتيجيتك رؤية قيِّمة ومهمة جدًّا.
3. خلق رؤية بعيدة المدى
بعد إجراء أبحاثك الخاصة حول منتجك الأول وعلامتك التجاريَّة وقنوات التسويقيَّة، يجب أن تفكِّر مَلِيًّا في أهداف ورؤية المشروع على المدى البعيد. حتى تستطيع أن تُحدِّد هذه الرؤية اسأل نفسك: كيف سيكون المشروع إذا حققنا النجاح المرجو في كل خطوة. ولإضافة الواقعية والعمليّة لهذه الرؤية عليك وضع إطار زمني محدًد بالإجابة عن هذه الأسئلة:
- كيف سيبدو خط منتجاتنا في غضون 5 سنوات إذا نجحنا؟
- كيف أرى علامتنا التجارية بعد 5 سنوات إذا نجحنا؟
- من هم شركاؤنا الرئيسيون (سلسلة التوريد البائعون المتعاونون) خلال 5 سنوات إذا نجحنا؟
تشبه هذه الخطوة مرحلة تحديد هدف المشروع، ولكن الغاية منها مختلفة؛ فتحديد الهدف يساعدك في تحديد سلسلة إجراءات محددة لتحقيق رؤيتك، وهي الغاية الأكبر والأسمى من المشروع. لستَ مضطرًا لتحديد جميع تفاصيل خطوات تحقيق الرؤية، وإنَّما ستكون لديك رؤوس أقلام أساسيَّة حول طبيعة المشروع وشكله بعد خمس سنوات من إنشائه.
4. ترتيب قائمة أولوياتك والالتزام بها
بعد تطبيق جميع النصائح السابقة، سيكون لديك بالطبع الكثير من الأفكار لمشروعك التجاري الإلكتروني. أمَّا الخطوة الأخيرة فهي تحديد أولوياتك، وكتابة قائمة الأولويات وترتيبها حسب أهميتها بنظرك، مع إلزام نفسك بتحقيقها ضمن إطار زمني محدَّد.
أخيرًا؛ كن مستعدًّا
إذا كنتَ تريد أن تصنع متجرًا إلكترونيًّا ناجحًا، فأنت بحاجة ماسَّة إلى تنفيذ استراتيجية تسويق فعَّالة لمشروعك التجاري. لا تتوقَّع تحقيق الأرباح وزيادة المبيعات لمجرَّد امتلاكك لمتجر إلكتروني. اتبع النصائح السابقة، ولا تتردَّد أيضًا في قراءة المقالات الأخرى المنشورة على مدونتنا حول استراتيجية التجارة الإلكترونية، وتقدِّم خطوة أولى نحو النجاح.
إليك أيضًا
إليك الطريقة المثالية لوضع استراتيجية مبتكرة للمتجر الإلكتروني
link https://ziid.net/?p=102102