3 أسباب تدفعك للاستثمار في التسويق القريب (Proximity Marketing) في الوقت الحالي

تحدثنا في مقالنا التعريفي عن التسويق القريب، بأنّ هذا النوع من التسويق يستهدف العملاء من خلال إرسال رسائل ذات صلة إليهم، وذلك بناءً على قُربهم من موقع مُعيّن. وكذلك فإنّ التسويق القريب يتيح لمديري التجارة الإلكترونية باستهداف العملاء في المكان والوقت المناسبين، وذلك بتقديم محتوى شخصي يناسب كل عميل بحدّ ذاته.

لقد كرَّست الكثير من العلامات التجاريّة العالمية المعروفة جهودًا كبيرة لتدريب موظفيها على هذا النوع من التسويق (أي: التسويق القريب)، مثل: كوكا كولا، وبروكتر وجامبل، وغيرها، وذلك بهدف تقديم تجربة عملاء مقنعة من خلال إرسال الرسالة الصحيحة إلى الشخص المناسب، وفي الوقت المناسب.

بعد تطور الكثير من المصطلحات التسويقية الخاصة بالتجارة الإلكترونية، فقد انهمك المسوقون أكثر في تخصيص هذا النوع من التسويق تحديدًا، بدلًا من مجرد تقديم العروض والخصومات، حيث إنّ أدواته تساعد في فهم احتياجات العملاء ورغباتهم بشكل أفضل، بالإضافة لتحديد الأنماط البارزة في سلوك الشراء.

لاحظنا استخدام الشركات لتقنيات مختلفة (مثل: الواي فاي، والجي بي إس، وإن إف سي، وتقنية المنارة، وغيرها)، وذلك لتقديم رسائل محلية شخصية ومستهدفة لكلٍ من العملاء الحاليين والمحتملين، والتي تعتمد على ميزانيتك والهدف الذي تسعى لتحقيقه.

تعرّف أكثر على تعريف التسويق القريب، وأهميته، وأهم أنواعه بقراءة هذا المقال: (التسويق القريب (Proximity marketing) في التجارة الإلكترونية).

إذا لم تكن قد بادرت حتى الآن باعتماد استراتيجية التسويق القريب في مشروعك الخاص بالتجارة الإلكترونية، لا بُدّ من متابعة قراءة هذا المقال لتعرف أكثر عن الأسباب الأكثر تحفيزًا لك للاستثمار في هذه الاستراتيجية.

أوَّلًا: تبني شركات التجارة الإلكترونية المنافسة استراتيجية التسويق القريب

سواء كنتَ مستعدًّا لتبنّي استراتيجية التسويق القريب في مشروع التجارة الإلكترونية أم لا، فإنّ منافسيك يتبنونها بالفعل. وفقًا لبعض الإحصائيات فإنّ الكثير من المتاجر الفعلية تملك متاجر إلكترونية في عالم الإنترنت الافتراضي، وهذا يتطلّب منك ويفرض عليك حتمًا إثبات وجودك أيضًا، حتى تستطيع التميُّز عن منافسيك، والثبات بقوة في سوق التجارة الإلكترونية وفي خضم المنافسة المحتدمة.

ما أهمية “البيانات الضخمة” في قطاع البيع بالتجزئة؟

في يومنا الحالي يقود كبار تجار المتاجر الإلكترونية مبيعاتهم من خلال تقديم عروض ترويجية مستندة على “القرب”، ويسعون لتوفير تجارب عالمية حقيقية، وهم يطمحون لتحقيق النجاحات على مدى طويل من خلال عامل أساسي مهم، ألا وهو البيانات الضخمة. لقد أثبتت كبرى شركات التجارة الإلكترونية العالميّة (مثل: أمازون) نجاحها من خلال بناء ملفات تعريفية معقدة لعملائها الإلكترونيين، ومن ثُمّ استخدام هذه الملفات الشخصيّة لإرسال توصيات المنتجات المخصصة للعملاء، والتي غالبًا ما يشترونها وفق حاجتهم.

غالبًا ما تعتمد الشركات التقليدية على نسبة قليلة من البيانات، وتضطر إلى التخمين حول سبب زيادة مبيعاتها أو انخفاضها، ودون معرفة ما يحتاجه عملائها بالضبط. بينما توفر تقنية التسويق القريب (وتقنية المنارة) فرصًا لا حصر لها لجميع كميات ضخمة من البيانات، والتي يمكن استغلالها فيما بعد لتحسين المنتجات، وتخصيص الموظفين في مختلف الأقسام، وغير ذلك.

من أهم الطرق التي يمكنك من خلالها استخدام هذه البيانات لصالحك:

• تحسين تصميم المتجر الإلكتروني من خلال تتبع مسارات المشي للعملاء وأوقات السكون.
• استخدام البيانات المحفوظة (مثل: العناصر المفضلة، أو الوصفات، أو التجارب) لتوجيه المستخدمين إلى العنصر المطلوب داخل المتجر الإلكتروني أو في قائمتك.
• تحسين أداء الموظفين من خلال الاستفادة من البيانات من استطلاع للجوال، والذي يشارك به العملاء عند الخروج من المتجر الإلكتروني أو منصة التجارة الإلكترونية.

ثانيًا: تكريس عملاء التجارة الإلكترونية اهتمامًا خاصًا بهواتفهم الذكية المحمولة

وفقًا لتقرير حديث نشرته منصة إن ريلتي فإنّ 75% من العملاء يستخدمون هواتفهم الذكية المحمولة من أجل التسوق في المتجر الإلكتروني أو الشراء من منصة التجارة الإلكترونية. وهكذا، بينما تكون مشغولاً في خوض معركة البيع بالتجزئة ضد أمازون، أو غيرها من عمالقة التجارة الإلكترونية هناك، فأنت تخسر معركة الانتباه إلى إنستغرام وفيسبوك، وحتى البريد الإلكتروني.

أفضل طريقة للمضي قدمًا هي التواصل مع عملائك على القناة الأكثر خصوصية لهم – ألا وهي هواتفهم الذكية. وعلى الرغم من أن هذا قد يجعلك تعتقد أنك بحاجة إلى دفع نشر المزيد من المحتوى على الفيس بوك، أو إرسال المزيد من رسائل البريد الإلكتروني، فمن المحتمل جدًا أن تضيع رسالتك في بحر هائل من الرسائل المشتتة. هنا تأتي أهمية التسويق القريب، والذي يتيح لك إرسال إشعارات دفع ذي صلة بشاشة هاتف العميل المحمول في الوقت المحدد، ما يلفت انتباهه لمشروعك.

عندما يتعلّق الأمر بالتفاعل مع العملاء من خلال تقنية المنارة أو التسويق القريب، من المهم اتباع بعض الإرشادات الأساسية التي تجعل اهتمامات علامة المتجر الإلكتروني التجارية تتماشى مع اهتمامات العملاء، وتضمن أيضًا استفادة جميع الأطراف من البيانات الشخصية المجموعة. (تعرّف أكثر على تقنية المنارة (Beacon Technology) في مشاريع التجارة الإلكترونية).

ثالثًا: عالم الإنترنت يتحوّل بسرعة إلى وضع عدم الاتصال

نظرًا لزيادة التوجه إلى العالم غير المتصل بالإنترنت في عالم التجارة الإلكترونية، وتنبؤ البعض بأنّ مستقبل التجارة الإلكترونية يكمن في استراتيجية القناة الشاملة، والتي تدمج ما بين العالمين (المتصل بالإنترنت وغير المتصل).

وهذا بحد ذاته سبب مهم يدفعك للتفكير في استغلال استراتيجية التسويق القريب، وذلك لزيادة استهداف العملاء بشكل شخصي وودي في مشاريع التجارة الإلكترونية، بحيث تُوفّر للعملاء وصولًا سهلًا للمنصة أو المتجر الإلكتروني، دون حدود الاتصال بعالم الإنترنت، وتوفير خصوصية أكبر لهم.

هل تعتقد أنّ هناك طرقًا أخرى قد يساعد فيها التسويق القريب في حفاظ شركات التجارة الإلكترونية على صدارتها في المنافسة؟

إليك أيضًا

• التسويق العاطفي (Emotional Marketing) ونجاحه في التجارة الإلكترونية  
• التسويق القريب (Proximity marketing) في التجارة الإلكترونية
• الدليل الاجتماعي (Social Proof) وأهمية الاستفادة منه لشركات التجارة الإلكترونية