ماذا بعد التخرج من الجامعة: كيف تواجه شبح البطالة والفراغ؟
الحياة مليئة بالخيارات ولا تقتصر على البحث عن وظيفة أو الحصول على مقعد دراسي أو تأسيس أسرة لذا تفاءل وفكر بطريقة مختلفة
add تابِعني remove_red_eye 35,716
أكثر ما يؤرق الشباب اليوم ما ينتظرهم بعد التخرج من قلة الفرص سواء على المستوى الوظيفي أو التعليمي كإكمال دراستهم العليا أو حتى فرصة تأسيس أسرة ينسون فيها همومهم ومشاكلهم، خاصة كثرة ما يسمعونه من قصص الناس حولهم في قلة فرص العمل أو انعدامها بالنسبة لحديثي التخرج، وما يتردد في نشرة الأخبار الاقتصادية من ارتفاع نسبة التضخم والبطالة.
كما أن مسار إكمال الدراسات العليا يتطلب عبئًا ماديًّا قد لا تسعفه ظروف عائلته الحالية للتقدم إلى أحد برامجها أو السفر لذلك فيضطر للإعراض عنه حاليًا حتى وإن كان لديه الرغبة في ذلك.
لذا لا بد من أن يشغل المرء نفسه لمواجهة شبح البطالة والفراغ حتى لا يصاب بالاحباط أو يفقد ثقته بنفسه ومجتمعه، وحتى يعرف أن للحياة خيارات متعددة بعد التخرج لا تقتصر على وجود وظيفة أو إكمال دراسات عليا أو حتى الارتباط لتأسيس أسرة، وإن كانت هذه الأمور مفيدة للارتقاء على الصعيد الشخصي والمجتمعي لكن إن لم تتوفر بعد التخرج فهناك الكثير من البدائل التي تجعلك سعيدًا وتنعم بحياة هادئة.
لذا أحببت مشاركتكم في هذا المقال ببعض ما وجدته حلًّا لهذه المشكلة التي أرجو أن تتقلص مع الوقت بنشر ما يزيد من الوعي بخصوصها.
أولًا: اقض وقتًا ممتعًا مع أهلك
تذكر أن في أوقات دراستك كنت مشغولًا دومًا في التحضير لواجباتك وامتحاناتك وكنت تقضي القليل من الوقت مع أهلك ومعارفك؛ لذا لِم تستثمر الآن هذا الوقت -الذي ربما لن يتكرر- بجلسات سمر وحوار مع عائلتك؟ ستكتشف الكثير من الخبرات والترابط بل ربما أوحت بعض الجلسات بفكرة تكون سببًا في الخروج من أزمتك.
ثانيًا: احفظ القرآن
بداية حفظ القرآن يحتاج إلى تفرغ وصفاء ذهن كي تتمكن من السير في هذا الطريق؛ لذا أنصحك وبشدة أن تلتحق بمسجد قريب من منزلك يعقد حلقات تحفيظ أو مركز قريب أو حتى عن بُعد إذا لم يتوفر الذهاب وجهًا لوجه، حيث إن كمية الروحانيات التي تكتسبها والمعارف التي ستتعرف عليها والهدايات الربانية التي ستشعل لديك الطاقة الإيجابية في الحياة لا توصف، فإن قطعت شوطًا في الحفظ وداهمتك فرصة عمل ستتمكن من الموازنة بين الحفظ والعمل أو بين الحفظ والدراسة لأن الخطوة الصعبة الأولى أنجزت وقت الفراغ والصفاء، أما في وقت العمل فتبقى المراجعة والتثبيت وتكون جزءًا من حياتك لا تستطيع أن تنفك عنه، فتنهلّ عليك البركة في جميع شؤونك.
ثالثًا: جرب أن تتطوع
لم لا تبحث عن مشاريع في الشبكة العنكبوتية تبحث عن متطوعين في مجالك الذي درسته في الجامعة أو في مجال ينمي قدراتك الشخصية كالقيادة وريادة الأعمال والترجمة؟ فهناك الكثير منها في الإنترنت وما عليك سوى البحث عن ما يتوافق مع اهتماماتك وميولك.
رابعًا: مارس هواية لم يكن بوسعك ممارستها
وهنا أخبرك من واقع تجربة أن الهوايات لا تُنمى ولا تصقل إلا إذا كان لديك وقت فراغ فنادرًا ما تمارس ما تحب وأنت مشغول بالعمل أو الدراسة، حيث إن جلّ تفكيرك تقضيه في التحضير للعمل أو ما يطلب منك من أبحاث أثناء مشوارك الدراسي؛ لذا فإن فرصة ممارسة الهوايات وصقلها تكمن في هذه الفترة الذهبية.
جرب مثلا الرسم بالأكريليك أو التصميم الإلكتروني أو الأعمال اليدوية كالكروشيه والصوف أو حفر الأسماء على الخشب أو عمل المجوهرات من أسلاك الذهب والفضة أو أي هواية يمكن أن تتخيلها مارسها بحب وأصقلها، فقد تكون سبب دخل لك إن أتقنتها، وإن جاءتك فرصة عمل بتخصصك فتكون قد نعمت بفترة جمال لا مثيل لها وحظيت بأعمال تعرضها في المنزل فتحوله إلى متحف ينبهر به كل من يزورك فيدعمك ذلك ويجعلك تستمر أكثر للمضي قُدمًا في تحقيق حلمك.
خامسًا: التحق بدورات عن بُعد
هناك الكثير من المنصات التي تقدم دورات وكورسات مجانية في مختلف التخصصات، وبعضها يمنحك شهادة مجانية عند إكمالك للمسار، ومنها منصة كورسيرا ورواق ودروب وسديم وغيرها، فيمكنك أن تتصفح الكورسات وتضع لك جدولًا وكأنك ملتحق في جامعة وتنتظم في حل ما يطلب منك من مهام لتتحصل على الفائدة وتحظى بشهادة الإتمام في النهاية.
سادسًا: لعلك تكون كاتبًا
جرب أن تمتهن مهنة كتابة المحتوى وأن تنشر ما يجول بخاطرك في مدونات على الإنترنت وأرشح لك منصة “زد” لأنها تنقح وتتدقق مقالك قبل نشره وتربطك بعدد هائل من القراء وتكفيك عناء التصميم والتكنولوجيا وتبرزك ككاتب، إضافة إلى دعمها المستمر لك وتشجيعك على الكتابة بعمل مسابقات سنوية للكتابة، فربما لديك الموهبة ولم تجد الفرصة والآن حان الوقت لتنطلق حيث أن المشاغل إذا زاحمتك ستتقاعس عن تدوين الكثير من الأمور المفيدة فاستغل الفرصة ولا تسوف.
وختامًا، فهذا جزء من الخيارات الكثيرة المتناثرة هنا وهناك، والتي تمكنك من استغلال وقتك بما يفيد، كما أنه إن فكرت وتأملت لوجدت الخير الكثير فيما حُجب عنك بعد التخرج مما يُقال عنه فرص وظيفية أو دراسية لم يحالفك الحظ بها. وفّق الله الجميع لما يحب ويرضى.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 35,716
لكل من ينتظر خبر التخرج. إليك ما يمكنك فعله حتى تجد الوظيفة المناسبة
link https://ziid.net/?p=66415