كيف تكتسب عادة جيدة وتدمجها في أسلوب حياتك؟

إن التخلي عن عادة سيئة أو اكتساب عادة جيدة والمحافظة على ذلك رغبة يتمناها الكثيرون منا، ولكن قليلون هم من ينجحون في جعلها أسلوب حياة؛ لذا فقد جمعت لكم في هذا المقال أهم الأسباب التي تمكنكم من المحافظة على أي عادة جيدة تكتسبونها من واقع تجربة واطلاع، وقد دعمت ذلك بالأمثلة كي تتضح الصورة أكثر.

أولًا: التحلي بالصبر

إن التحلي بالصبر حل لمعظم المشاكل إن لم يكن جميعها، خاصة فيما يتعلق بالأمور التي تحتاج إلى فترة من الزمن. فالصبر علاج لكل أمر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالخطط الزمنية طويلة المدى أو حتى قصيرة المدى، وكما هو معروف فإن التغيير لا يمكن أن يكون بين ليلة وضحاها، وأن اكتساب العادات الجيدة أو التخلي عن العادات السيئة هي جزء من التغيير وتطوير الذات وقيادتها باتجاه النجاح والفلاح، لذا فأول سبب للنجاح في المحافظة على عادة جيدة هو الصبر والهدوء حتى بلوغ الغاية.

ثانيًا: أقل فترة مطلوبة

إن أقل فترة مطلوبة لاكتساب عادة جيدة كما هو مشاع إحدى وعشرون يومًا إلى تسعين يوما وهي ما تعرف بقاعدة (21/90) أي واحد وعشرون يومًا لتصبح عادة ثم تسعين يوما لتصبح أسلوب حياة، وهذه إحدى الاتجاهات الفكرية في هذا الموضوع لكن هناك من يقول إن الفترة من شهرين إلى ثمانية أشهر. وخلاصة القول أنه لا يمكن أن تتكون لدينا عادات في أقل من واحد وعشرين يومًا للتأقلم مع الوضع الجديد شرط أن نكون ملتزمين تمامًا بالعادة خلال هذه المدة.

ثالثًا: إيجاد البديل

وهذه النقطة مهمة خاصة إذا كنت تريد أن تتخلى عن عادة سيئة كمثل أن تقلص جلوسك على شبكات التواصل الاجتماعي غير المبرر، فيمكنك أن تستبدله بممارسة هواية التصوير الفوتوغرافي لمناظر الطبيعة الخلابة، أو أنك تريد أن تترك التدخين فتختار نوعًا من الفواكه المحببة إليك كبديل لك تتناوله في الفترات التي كنت تدخن فيها، وبهذا تكون قد ملأت الفراغ الذي حلّ بعد تخليك عن تلك العادة السيئة، لأن وجود الفراغ من شأنه أن يثنيك عن عزمك وربما تفشل في الوصول إلى بغيتك.

رابعًا: وضع خطة تفصيلية

كتابة خطة تفصيلية وتدوين جميع ما تود أن تكتسبه من عادات أو تتخلى عنه في ورقة حتى تتمكن من ترتيب الأولويات، لأن كل عادة تحتاج إلى مدة زمنية كي تثبت في حياتك وتصبح أسلوب حياة، وكما أخبرتك في البداية عليك أن تتحلى بالصبر فلا تخشى من طول الفترة الزمنية المدونة في الخطة، فمثلًا إن أردت اكتساب خمس عادات جيدة فإن المدة التي تحتاجها هي خمسة عشر شهرًا على اعتبار أن كل عادة تحتاج إلى تسعين يومًا، كما أن كتابة الخطة تساعد في التركيز على الهدف والاطلاع عليه بصورة يومية مما يحفز النفس ويدفعها للتقدم.

خامسًا: تقسيم العادات

إن تقسيم العادات التي تود اكتسابها أو التخلي عنها أمر في غاية الأهمية لأنه يساعد على الالتزام والتركيز وعدم التشويش وخلط الأوراق، فمثلًا لا تقل أريد أن أكون شخصًا صحيًّا، لأن مثل هذه العبارة مطاطة تشمل عدة أمور منها ترك المشروبات الضارة، وشرب لترين من الماء يوميًّا، والابتعاد عن الوجبات السريعة والقيام بالأنشطة الرياضية التي تجعلك لائقًا وغيرها، بل اجعل كل واحدة عادة منفصلة تحافظ عليها لمدة تسعين يومًا ثم بعد ذلك اختر عادة أخرى وهكذا.

سادسًا: العادة تجر عادة

تذكر جيدًا أن العادة تجرّ عادة حيث إن تخليك عن عادة سيئة وإيجاد بديل لها سيكسبك عادة جيدة تستفيد منها، فمثلًا لو قررت ترك مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي لا طائل منها والتي كانت تستهلك جزءًا كبيرًا من وقتك وتفكيرك، واستبدلت ذلك بقراءة الكتب أو التطوع في جمعية لرعاية المسنين أو الأيتام هنا تكون قد فعلت أمرين من حيث لا تدري، الأول أنك تخليت عن عادة سيئة والثاني أنك اكتسبت عادة جيدة وكما يقال أصبت عصفورين بحجر واحد.

وختامًا، هذا ما وددت أن أخبركم به في عجالة وأرجو أن يكون نافعًا وسببًا في نجاحكم باكتساب عادات جيدة تنير دربكم وحياتكم، وسببًا أيضا لأن تنجحوا في التخلي عن عادات سيئة ربما أضاعت الكثير من أوقاتكم ، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

إليك أيضًا

• لا تكتب أهدافك بل اصنع عادات جديدة
• 5 عادات غيرت حياتي تمامًا
• كيف أبدأ حياتي من الصفر لحياة جديدة