[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تستعد للحياة العملية بعد الجامعة
إذا كنت ممن تركوا الجامعة حديثاً أعلم أن حياتك المقبلة لا تمت بصلة لما درسته وتعلمته بالجامعة
إذا كنت ممن تركوا الجامعة حديثاً أعلم أن حياتك المقبلة لا تمت بصلة لما درسته وتعلمته بالجامعة
add تابِعني remove_red_eye 32,643
في الجامعة كنت متوقعة أن الحياة وردية وأني سأحصل علي وظيفة بمجرد تخرجي مباشرة في إحدى مكاتب جريدة الأهرام أو المصري اليوم؛ لكن الواقع كان مختلف تماماً عن تخيلاتي، خاصة وأن ظروف تخرجي من الجامعة جاءت في عام 2011، عقب ثورة يناير مباشرة، والآن سأخبركم ما هي التحديات التي واجهتني بعد حفلة تخرجي و كيف اصطدمت بالواقع.
بعد التخرج لم أفعل شيء سوى شراء ألبوم جديد وطبعت كل صوري مع أصدقائي في الجامعة بجوار قصر الزعفران بجامعة عين شمس، وصوري أثناء إنهاء حواري مع الفنانة نهال عنبر، وصور التخرج.
استغرقت فترة اكتئابي ما يقرب العامين تقريبًا منذ منتصف عام 2011 وحتى نهاية عام 2013، كنت خلالهما أنظر لصور أصدقائي وأشاهد ذكرياتي معهم، وحتى الآن وبعد مرور أكثر من 8 سنوات على تخرجي لازلت محتفظة برداء التخرج الأبيض، والمنقوش عليه كل خطوط أصدقائي.
أتذكر وقتها أننا تعاملنا معه كما لو أنه (جبس) وكتبنا عليه كلمة تذكار، أغلبنا غادر الجامعة حينها وذهب لمنزله بعدما تحول رداء تخرجه للوحة تذكارية شاهدها كل المارة بالشارع، وعلى الرغم من اكتئابي لفراق أصدقائي وحياة الجامعة إلا أن اندماجي في الحياة العملية أخذ مني الاكتئاب وأعطاني بدلاً منه.. معاناة!
بعد ترك الجامعة بحثت عن عمل في الصحافة ولم أجد أي فرصة على الإطلاق، وأثناء ذلك كان أصدقائي قد سبقوني بالفعل ووجدوا عمل في الصحف المصرية المختلفة، لا أستطيع أن أنكر استيائي -على الرغم من حبي لأصدقائي- لكن الأمر لا يتعلق بالحب أو الكره، هذا هو ما سيشعر به الجميع حينما يجد أصدقائه مضوا في طريقهم وهو لا يزال يجهل من أين يبدأ.
طبعاً أنا تقبلت مصيري في البداية وجاهدت وتقبلت أي فرصة حتى وإن كانت لا ترتقي لتعليمي أو لمهاراتي في الكتابة، ومع الوقت بدأت الأمور تتحسن ووجدت طريقي أخيراً؛ لذلك نصيحتي الأولي حينما تترك الجامعة أن تبتعد تماماً عن مراقبة أقرانك ومقارنة حالك بهم، أنت فقط عليك بالسعي في طريقك؛ فالملتفت لا يصل.
وكانت توقعات والداي تجاهي من أصعب الأمور بالنسبة لي؛ فمن وجهة نظرهم عدم وجود عمل في الصحافة هو شيء مرتبط بمهاراتي، وقتها ألتزمت الصمت وأصبحت أحارب في طريقي وحدي حتى عام 2018، وتحديداً في شهر ميلادي (شهر ديسمبر). حينها بدأت في العمل بموقع جريدة الجمهورية، تمنيت العمل بها فتحققت أمنيتي أخيراً، ولله الحمد أسعدت والداي بعد سنوات فقدوا فيها الأمل من عملي في الصحافة.
أكثر شيء مؤسف ستقابله بعد الجامعة هو تلك الشركات المحبطة التي ستخبرك أنك مبتدئ بالنسبة لهم، وهنا أريد أن أنصحكم بشيء فعلته في سنوات جامعتي الأخيرة، وهو أن تبدأ في شق طريق حياتك العملية مبكرًا وألّا تنتظر لما بعد التخرج، صدقني أن يدعونك بالمبتدئ تلك هي المأساة الحقيقية.
إذا أردت أن تبدأ حياة عملية ناجحة أنسى مصطلح (الأجازة) نهائيًا؛ فالثلاثة شهور التي أعتدنا عليها عقب نهاية كل عام دراسي لن نحظى بها بعد الآن. بمجرد التحاقك بعمل ما لن تحظي بإجازة أبدًا، خاصة لو كنت ممن يرغب بالعمل في ريادة الأعمال، صدقني ستنسى النوم؛ لهذا أهتم بصحتك جيداً وتناول وجباتك كاملة، ولا تنسى أن تقوم بالرياضة والتأمل للتخفيف من أعباء وضغوط العمل.
لا تنتهج سياسة “سأنتظر حتى تأتيني الفرصة المناسبة”، لا أنصحك بذلك! فقد كنت أتبع تلك السياسة بعد تخرجي وقلت لن أعمل في أي جريدة سوى الأهرام أو المصري اليوم؛ لكن مع الوقت اقتنعت أن انتهاز الفرص يعتبر من أهم استراتيجيات النجاح في الحياة العملية.
طبعاً في الجامعة كانت طريقة ارتدائنا للملابس غير مشروطة؛ لكن الحياة العملية تتطلب طريقة رسمية في اختيار الملابس كما تتطلب أسلوب محدد لمخاطبة رؤسائك في العمل وأصدقائك.
بمجرد انتهاء المرحلة الجامعية ستكتشف مصطلح جديد ألا وهو “الأهداف”، وستبدأ في تحديد الميزانية، والبحث عن حسابات التوفير..الخ.
أتمنى لو كان باستطاعتي قراءة تلك الكلمات حينما كنت بالجامعة، كنت بالتأكيد سأتخطى عقبات كثيرة وسأوفر الكثير من الوقت والجهد.
بعد عامان من بدء حياتي العملية تمنيت لو كان باستطاعتي العثور على شخص يساعدني في تنظيم جدولي، أو حتى ترشيح كتب جديدة لأقرأها، كنت أفتقد كثيراً دور المعلم والمرشد، وحتى الامتحانات التي تحدد المستوى افتقدتها، واكتشفت أني وحدي تمامًا في هذا الطريق؛ لذا استعد قارئي العزيز لمواجهة مصيرك والسير في طريق النجاح بمفردك دون مساعدة أحد.
هل أخبرتكم من قبل كيف أمضيت سنواتي منذ 2011 حتى الآن؟
أعتقد أنه خلال سلسلة من تجربتي الذاتية، وسباق الخمسين سأخبركم أكثر عن تجاربي وخبراتي؛ لكن الآن أود أن أخبركم أن حياتي كانت فوضوية مع الأسف، على الرغم من وجود أهداف محددة، وخطة لإنجاز تلك الأهداف؛ لكن الفوضى كانت نابعة من حبي للمغامرة والسعي خلف أحلامي في توقيتات غير مناسبة.
أتعلمون المثل القائل “من كل بستانٍ زهرة”؟
هكذا كانت حياتي وقتها، أتذكر أني كنت مشتتة بين عملي في التسويق، وعملي في جريدة ناشئة، بالإضافة إلي إعداد برامج صديقتي وترجمة النصوص، والبدء في كتابة الأبحاث، كانت لدي رغبة شديدة في تحقيق أكبر قدر من الإنجازات للحاق بالركب، كنت أقول في نفسي أنا متأخرة عن هدفي بخمس سنوات؛ لهذا بدأت في الموافقة علي كل المهام والتسجيل في كل الدورات التدريبية، لكن في النهاية شعرت كما لو أني كنت أحفر بئر في مكان لا يوجد به ماء منذ ملايين السنين.
لو كنت عزيزي القارئ من المتخرجين حديثاً، أو على وشك التخرج من الجامعة عليك أن تسرع في وضع أهدافك وتبدأ في حياتك العملية على الفور ولا تنتظر أن تأتيك الفرص، استمع إلي واصنع فرصتك بنفسك، وإذا لم تجد طريق لنفسك أبدًا في بناء طريقك الخاص، ولا تأبه للآخرين، وثِق في نفسك واتجه نحو هدفك ولا تلتفت للمحبطين ولا تراقب دروب غيرك، انتبه فقط للعقبات التي ستواجهها في دربك واستعد لها.
add تابِعني remove_red_eye 32,643
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
تجربة ملهمة حول مشاعر ما بعد التخرج من الجامعة
link https://ziid.net/?p=73160