أمور تعلمتها من تجربتي الجامعية قد تفيدك

إن التجربة الجامعية تجربة مميزة، تختلف في مضمونها عن التجارب الدراسية الأخرى. قبل دخولي الجامعة، تمنيت أن أحصل على دليل لكيفية التعامل مع النظام الجامعي وكيفية مجاراته، وقد وقعت في كثير من الأخطاء بسبب عدم وعيي بهذه الأمور التالية.

١- اسأل وأقرأ

عليك قبل اختيار تخصصك الجامعي بالسؤال عن تفاصيل التخصص ومستقبل العمل في تخصصك، وأسلوب الدراسة، فليس من الطبيعي أن تدرس تخصصا طبيا في حين ترتعب من منظر الدم، وكذلك لا تختر تخصصا تعلم أنك لا تحبه أو لن تستطيع الإبداع فيه (كدراسة الهندسة لطالب يكره الرياضيات أو درجاته منخفضة فيها).

لذلك لا تتحدى رغباتك وتختر التخصص الذي يُجبرك رأي المجتمع أو أسرتك على اختياره، كذلك جرّب تخيُّل نفسك وأنت تعمل في ذلك التخصص هل يناسبك، وعلى الرغم من أن الكثير من الجامعات تتيح الفرصة لتغيير التخصص، لكن لا تغيّر التخصص للصعوبات التي تواجهها، ففي كل التخصصات صعوبة، لذلك لتكن ذا إرادة في إتمام ما اخترته وحاول دائما مسح فكرة التردد والتراجع في حياتك.

كذلك اقرأ عن تجارب الآخرين في تخصصك، فاليوم العالم زاخر بالكتب المتنوعة في شتى المجالات، واقرأ عن تجارب الأخرين في المرحلة الجامعية وكيف استمتعوا بالأيام في الجامعة وصنعوا في أيامهم إنجازات رائعة.

٢- أنت مميز

صحيح أنه عليك الاستفادة من تجارب الآخرين من أجل التعلم السريع، ولكن عليك أيضا أن تدرك أنك مختلف ومميز عنهم في تجاربك وظروفك، لذلك ليكن هدفك هو اختيار ما تستفيد منه من الآخرين وترك ما تعتقد بعدم إمكانية تطبيقه.

كذلك ستواجه الكثير من المحبِطين الذين ربما فشلوا في تحقيق أهدافهم، استفد منهم بألا تركن لهم وكن قويا بذاتك ساعيا للتغيّر نحو الأفضل لتصنع تجاربك الخاصة ولا بأس أن تغامر في بعض الأحيان، ولا بأس كذلك بأن تخوض بعض التجارب بنفسك دون انتظار الآخرين ليشاركوا معك. كذلك اتبع أسلوبك الخاص في المراجعة والمذاكرة واعرف ما يناسبك.

٣- شارك في الأنشطة الجامعية

إن المشاركة في الأنشطة الجامعية مهمة لعدة أسباب :

• رفع مستوى مهارتك في مجال تخصصك أو رفع كفاءتك وتحسين مواهبك.
• تقوية السيرة الذاتية (معظم الشباب يملك اليوم شهادات جامعية لذلك لتكن سيرتك الذاتية مميزة بمبادرتك للمشاركة في الأنشطة الجامعية).
• تكوين صدقات وعلاقات جديدة. وبما أن الأشخاص الذين يشاركون في الأنشطة هم من المبدعين النشطين، فتأكد بأن صداقتهم كنز وأنهم سيعينوك يوما بما يملكون من خبرات وعلاقات في المستقبل.

تأكد عند اختيارك للأنشطة الجامعية بعدم المشاركة في أكثر من نشاطين، لأن ذلك سيشتّتك عن الدراسة وعن الإبداع في الأنشطة. كذلك اختر الأنشطة التي تناسبك وتناسب تخصصك وميولك.

٤- حافظ على التوازن

إن دخولك الجامعة لا يعني إلغاء جوانب حياتك الأخرى (الأسرية، الروحية، النفسية). لذلك اسعَ دائما من أجل صنع التوازن بين جوانب حياتك المختلفة، فذلك يصنع وقودا يساعدك على المواصلة.

٥- تغيّر كبير

قد تواجه في بداية حياتك الجامعية تغيّرا كبيرا في عدة نواحٍ (السكن، الاعتماد على النفس، أسلوب الدراسة). لذلك عليك أن تكون مرنا من أجل ألا يقتلك التغيّر ويقتل روح الطموح والإبداع فيك، واعلم أن التغير أمر طبيعي في رحلة حياتك، لذلك تعامل معه بسلام.

٦-  تعلم لتطبّق لا من أجل الاختبار

اعلم أن ما تتعلمه اليوم هو أساسيات عملك في الغد، لذلك اسع للاجتهاد في الفهم والحفظ وتطبيق الدروس في الواقع لتستطيع أن تكوّن أساسيات التخصص الذي ستعمل فيه، توكل على الله، وابذل قصارى جهدك، واستمتع بما تتعلمه، وتذكر أن حصولك على درجة سيئة لا يعني أنك فاشل وإنما يعني أنك تحتاج لمزيد من الجهد من أجل الفهم أكثر.

٧-  طوّر لغتك الإنقليزية

بما أن معظم التخصصات تتم دراستها باللغة الإنقليزية، فإن عليك الاجتهاد في تطوير لغتك، فذلك أمر مهم من أجل مواكبة التخصص والتميز فيه، لذلك استغل أوقات فراغك في تطوير لغتك بمحاولة ممارستها باستمرار. ويوجد في موقع “زد” الكثير من المقالات المختصة بتطوير اللغة الإنقليزية.

٨- اصنع صداقات جديدة

إن المجتمع الجامعي يتكون من تنوع كبير، لذلك كن مستعدا لتكوين صداقات مع أناس يختلفون معك في الثقافات، ولكن حافظ دائما على قِيمك وثقافتك التي تربيت عليها، ولا تغيّر نفسك من أجل صنع الصداقات، حاول تعلم الأسلوب الأمثل لاختيار الصديق، فليس كل شخص يناسب أن تضعه في خانة الصديق.

وكذلك أحسِن الظن بأفعال الأخرين؛ فأنت لا تعلم الظروف التي جعلتهم يتصرفون تصرفا معينا. اسع للاستمتاع بسنوات الدراسة الجامعية وتكوين إنجازات، فأنت في عمر الشباب، لذلك انفض غبار التراخي عن قلبك واستغل نعمة الجامعة والعلم من أجل دينك ووطنك، ومن أجل رقيّك بنفسك.