تجربتي مع “الخرائط الذهنية” وكيف زادت من قدرتي على الاستيعاب والتذكر
مخطط ساعدني على التذكر والتركيز والتفكير والتعلم والاستيعاب والتحليل، فأصبحت هذه الخرائط أهم وسيلة أستخدمها في تعليمي الذاتي
add تابِعني remove_red_eye 103,216
درست دورة تدريبية للخرائط الذهنية وتعلمت الكيفية من المدرب حينها ولكن لم أطبق ذلك لأني كنت أعمل حينها، وفي نفس الوقت أبحث عن جامعة حتى أستكمل الدراسات العليا في تخصص الإعلام رغبةً في الحصول على درجة الماجستير حتى لو لم تكن هذه الدراسة انتظامًا. وحين استكملت عملية التسجيل تقرر بأن عليّ دراسة فصلين تشمل مواد ولأن دراستي “عن بعد” أي الاعتماد على ذاتي في عملية التعلم وفهم هذه المواد فقط ستكون هنالك اختبارات ودكتور من الجامعة في تخصصي مشرف على هذه الاختبارات.
أخذت الكتب وبدأت الدراسة مستعينة بالإنترنت والشروحات الموجودة وكانت من أكثر المواقع التي أفادتني هي القناة التابعة للجامعة الإسلامية بغزة في فلسطين الخاصة بقسم الصحافة والإعلام وغيرها من القنوات المختلفة، ولكن حين اقترب موعد الاختبار كنت أحتاج إلى التركيز على المعلومات والحفظ حتى أتمكن من النجاح، فبادرت حينها بعمل الخرائط الذهنية حتى أسهل من عملية التعلم والتذكر، خاصةً في مادة مثل (نظريات التأثير الإعلامي) فكانت هذه الخطوات الأربعة:
1- المعرفة
بعد الاطلاع على المادة المقسمة إلى أربعة أقسام، والأخذ بكل هذه التقسيمات من الفهرس والعناوين الجانبية في المنهج وأصبحت لدي المعرفة الكاملة بمحتوى المادة انتقلت إلى التنفيذ بعد أن قررت الفكرة الاساسية التي ستقوم عليها الخريطة الذهنية والتي ستوضع في المنتصف أو المركز.
2- توجيه الأسئلة
كنت أكتب الأسئلة في أثناء دراسة المادة وتصفحها حتى أستطيع استخراج الأفكار الفرعية على سبيل المثال: “ما المراحل التاريخية لتأثير وسائل الإعلام؟” فكانت المراحل التاريخية من الأفكار الفرعية وهكذا.
3- المعاينة
استعراض الكتاب كاملًا مع المعاينة والنظرة الفاحصة على المعلومات الموجودة في المادة بحيث يتم تغطية الكتاب ومعرفة النقاط المهمة.
4- الرسم
بدأت بأخذ ورقة (A4) غير مخططة بيضاء بعد أن جعلتها أفقية أي بالعرض لتبدأ العملية كتبت الفكرة الأساسية في وسط الورقة وإحاطتها بدائرة وكتابتها بحجم كبير مع استخدام الألوان ومن ثم مدّ الفروع، وكتابة الأفكار الفرعية مع الاستعانة بالألوان وأدوات الخريطة الذهنية من أسهم ورموز وأشكال هندسية وأشكال إبداعية وصور تتناسب مع المعلومة، ومن أكثر الأمور الهامة هي الصور والرموز لكونها تساعد على التذكر أكثر من كتابة نفس المعلومة، فلو كانت هناك صورة تغني كنت أقوم باستخدامها فورًا، أيضًا التناسق بين الألوان كان مهمًّا فالألوان بشكل عام أداة مساعدة.
النتيجة كانت مدهشة لأني وجدت استيعابًا وفهمًا للمادة جاء بعد تنفيذ هذه الخرائط الذهنية وقبل حتى عملية الحفظ ساعدتني هذه الخرائط على التفكير وتنظيم الأفكار والربط بين المعلومات والتحليل، كما أنها جعلت عملية التعلم عملية ممتعة، وجعلت الوصول للمعلومات فيما بعد سهلًا جدًّا فكل فكرة رئيسية بأفكارها الفرعية في ورقة واحدة.
كما أنها جعلت لدي القدرة على ولادة أفكار جديدة والربط بين المادة وما كنت أقرأ من كتب مختلفة جعلتني أصل لمفاهيم وآراء جديدة استطاعت هذه الخرائط أن تحفز ذهني وتنشطه فعلى سبيل المثال: في مادة (تكنولوجيا الاتصال ونظم المعلومات) كانت التطورات ومراحل التكنولوجيا إلى الوصول لمجتمع المعلومات هنا كان الربط بين كتاب “ستيفن كوفي” والعادة الثامنة حيث استخدام المعلومة بشكل الأمثل الحكيم منها تأتي تقسيمات العصور ما قبل التكنولوجيا إلى عصر المعلومات والانفجار المعرفي فعصر الحكمة، هذا الربط كان من ثمرات العمل على الخرائط الذهنية.
بعد هذه التجربة التي عشتها قررت الاطلاع على المؤلفات المتخصصة في الخرائط الذهنية للاستزادة والوصول إلى طرق أخرى في عملية الخرائط ومعرفة الجديد خاصةً وأن أول من كتب عن هذه الخرائط باحث المخ البريطاني “توني بوزان” لم يزل بيننا -توفى في العام الماضي (13 أبريل 2019م)- فوجدت هناك أكثر من نوع وشكل منها:
الخريطة الدائرية
والتي تستخدم لتعريف وإيضاح فكرة فتكون على شكل دائرة وفي داخلها دائرة.
خريطة الفقاعات
لوصف النوعية والأشياء وكذلك خريطة الفقاعات المزدوجة.
خريطة الشجرة
وتستخدم لتصنيف من الأكثر عمومية إلى الأكثر خصوصية وهذه نجدها في شجرات الأنساب، وفي عمل شجرة مصغرة للأسرة تبدأ بالجد والجدة فالأم والأب فالأبناء فالأحفاد وهكذا.
خريطة التحليل
تستخدم في فهم العلاقة بين الكل والجزء.
خريطة التدفق
تستخدم في توضيح التتابع أو خطوات علمية.
وغيرها من الأشكال مثل خريطة القنطرة والتدفق المتعدد، وبشكل عام تعد الخريطة الذهنية من الإستراتيجيات التي تتفق مع نظرية التعلم القائم على الدماغ، بحيث يعمل العقل بشكل يتناغم فيها النصف الأيمن مع النصف الأيسر من الدماغ. والخرائط الذهنية حاليًا تعتبر إستراتيجية تعليمية لها مسيرة. وأقدم خريطة ذهنية حين كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم صاحبه فكان أول من وظّف القدرة الذهنية رسم لهم خطًّا مستقيمًا وقال هذا سبيل الله وخطّ خطًّا عن يمينه وخطًّا عن شماله وقال هذا سبيل الشيطان.
وفي نهاية (1971م) بدأت أبحاث ومؤلفات توني بوزان في الخرائط الذهنية أو خرائط العقل لعملية التعلم لتلخيص المعلومات وتقديمها بشكل مرتب ومنظم، وبوزان يرى أنها تساعدك على استخدام طاقة عقلك واستخدام جميع أجزاء المخ بدلًا من التفكير الخطي كونها تأخذك في كل الاتجاهات وكذلك تجعل دماغك تعمل في أقصى وأفضل طاقاته وتجعل هنالك صورة كلية للموضوع أو الدرس المقدم، وهذه الخرائط كما يرى أنها مجهزة وفقًا لاحتياجات المخ كونها لا تشتمل على كلمات أو ألفاظ فقط وأرقام ومتتابعات بل تشمل الألوان والفكرة الرئيسية في المنتصف ومن ثم تتفرع الأفكار الرئيسية المرتبطة.
والغرض من هذه الخرائط الذهنية هي تبسيط المعلومات ومساعدة المتعلمين على تذكرها وتنظيمها والخرائط أداة تعليمية تساهم في تحسين عملية التعليم أيضا بالإضافة إلى الكثير من الفوائد. ويميزها استيعابها الكثير من المعلومات من خلال رسم أفرع، والبعض رأى أن هذه الخرائط تشبه خرائط المدن والعلاقات الجغرافية.
وأخيرًا، لديك العديد من القدرات التي من الممكن أن تستفيد منها لتبسيط حياتك والعملية التعليمية، وتستفيد من مخك وطاقة عقلك بطريقة إبداعية. فهي مهارة لها أدوات وطرق ستجعل الدراسة أسهل بكثير طبق ذلك وستفاجأ من النتائج.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 103,216
مقال هام يساعدك في التعرف على الخرائط الذهنية وأهميتها
link https://ziid.net/?p=67248