ابنك لا يشبه ابن صديقك .. السِرُّ في الفروق الفردية
يجب أن ندرك أن هناك فروق فردية بين الأفراد، وأن هذه الفروق تحتم علينا ألا نتعامل مع الجميع بنفس الطريقة والأسلوب
add تابِعني remove_red_eye 60,650
- ليس ذلك ذنبي يا أبي
- ماهِيَّة الفروق الفردية
- أنواع الفروق الفردية
- 1- فروق النوع
- 2- فروق في الدرجة
- مجالات الفروق الفردية
- الفروق الفردية في الجانب العقلي أو المعرفي
- الفروق الفردية في الجانب الوجداني
- الفروق الفردية في الجانب الجسمي
- مظاهر الفروق الفردية
- * فروق داخل الفرد نفسه
- * الفروق بين الأفراد والجماعات
- "الأمر خارج عن سلطتي الشخصية"
- تنقسم أسباب الفروق الفردية إلى قسمين
- 1#: الأسباب الوراثية
- 2#: العوامل البيئية
بعض الآباء يُرَبُّون أبناءهم عن طريق نهج الكثير من الطرق التربوية، بعضها صحيّ والبعض الآخر ينقصه التعلم، والبعض الآخر يجب بتْرُهُ من البداية لأنه أسلوبٌ غير سويٍّ من الآباء تجاه أبنائهم الذين هم فَلَذات أكبادهم، ومن تلك الطرق طريقة التربية بالمقارنة، وهي ما يقارن فيها الآباء بين زملائهم أو أقاربهم حينما يلمح تقصيرًا منهم في ناحية من النواحي التي ينبغي عليه أن يؤدِّي فيها بشكلٍ جيدٍ.
وعلى الرغم من أن تلك الطريقة قد تبدو مُحَفِّزةً إلا أنها فكرة قاتلة، قد تجعل الفتى أو الفتاة يخرج إلى الحياة حاسِدًا، ناقِمًا، أنانيًّا يتمنى زوال النعم من غيره لأنه لا يريد الشعور بأن أحدًا يفضله، كما أنها قد تخرجه شخصًا مصابًا بنزعة السعي للكمالية لا يرضيه شيء فيموت الأب أو الأم ويَتْرُكَا صوتهما الداخليّ يحفر عميقًا ويخبره أنه لا شيء (لمجرد تفويت درجات أو مبلغ من راتب أو حتى ترقية)، الأمر لا يتوقف عند هذا وحسب بل ربما أصبح الأبناء أشخاصًا مُؤْذِيِينَ، يفعلون أيّ شيء ليحافظوا على مراتبهم في الصدارة، فما ينشأ عليه الفرد لا ينفكّ منه إلا عند مماته، وما يَتشرَّبُه طفلًا يَجْتَرُّه طوال حياته.
ليس ذلك ذنبي يا أبي
ربما تتذكر عندما كنت طفلًا أن والدك قال لك (لِمَ تِسْع درجات من عَشْرٍ، أأنت أقلّ من زميلك في شيء، تأكل مثله وتشرب مثله، وتذهبان للمدرسة في نفس الحافلة فَلِمَ حصل هو على عَشْرٍ بينما أنت حصلت على تسع درجات؟) أو قال مثلًا (لِمَ تختار تخصصًا أدبيًّا، ألست مثل ابن فلان الذي دخل كلية الطب، أَمْ أَنَّ عقلك ينقصه شيء؟!)
كم من مرَّةٍ قلَّب يديه وشكا لله خَيْبَتَهُ لأنك لم تكن مثلما تَمنَّى أو أراد، وربما أعزائي القراء أنتم من تفعلون ذلك الآن، انتبهوا إن ذلك الأمر لخَطَرٌ شديدٌ. كما أن الأمر ليس كما يبدو، فلا يوجد بشرٌ يُشبه الآخر، حتى لو وُضِعت له كل الظروف التي توفَّرت للآخر، فالأمر لا يبدو مثلما تَرَوْنَه، فكلّ تلك الأمور ترجع إلى الفروق الفردية.
ماهِيَّة الفروق الفردية
الفروق الفردية: هي الصفات التي يتميز بها الإنسان عن غيره من البشر سواءٌ كانت تلك الصفات جسميةً مثل الطول ولون البشرة، أو عقليَّةً مثل الذكاء وسرعة التحصيل، أو مزاجيةً مثل مثل سرعة الانفعال.
أنواع الفروق الفردية
1- فروق النوع
وتسمى بذلك الاسم لاختلاف وحدة القياس المشتركة التي تسمح بالمقارنة بين الصفتين مثل صفة الطول والوزن، فالطول يَتِمُّ قياسه بالمتر بينما الوزن يَتِمّ قياسُه بالكيلو.
2- فروق في الدرجة
هي اختلافاتُ الأفراد في الصفة الواحدة، حيث تُقاسُ نسبة الاختلاف بين الأفراد في نفس الصفة، فمثلًا أحمد أطول من عمرو، وهكذا.
مجالات الفروق الفردية
الفروق الفردية في الجانب العقلي أو المعرفي
فقد ينجح بعد الأبناء في دراسة تخصصٍ ما ولا ينجحون في غيره، وإذا قمنا بالسير عكس الاتجاه ودفعناهم إلى دراسة هذا التخصص سيفشلون لا محالةَ؛ لأنه لا يوافق طبيعته، وبالطبع لا يمكن أن نلومهم لذلك الأمر، لأنه خارج عن سيطرتهم.
الفروق الفردية في الجانب الوجداني
كما يختلف الأفراد في العوامل العقلية فهم يختلفون في العوامل الوجدانية، فقد تجد أن أحد أبنائك اجتماعيٌّ يحبّ اللعب، يَمْكُث معكم لفترات طويلة، بينما الآخر يحب أن يمكث وحيدًا لفترات طويلة، يحب الانفراد وكلما حاولت إخراجه من قوقعته لا يلبث إلا أن يعود إليها سريعًا وقد تصفه بأنه لا يُحبّكم أو غير ذلك، وربما تقارن بينه وبين أخيه لكن تذكر: لا يمكنه أن يكون هو.
الفروق الفردية في الجانب الجسمي
الفروق هنا تكمن في الصفات الظاهرة مثل الطول والوزن، ولون العين، فأنت لن تجد بَشرًا يُشبه الآخر حَدَّ التماثُل إلا التوائم ولكنهم يختلفون في صفات أخرى.
مظاهر الفروق الفردية
* فروق داخل الفرد نفسه
- الفروق بين مراحل عمره المختلفة، فهو مثلًا في مرحلة الطفولة يختلف من حيث قدرة التحصيل والقدرات الجسمانية الأخرى عنها في مرحلة المراهقة.
- الفروق في القدرات المختلفة: فقد يكون الإنسان ماهرًا في قدرة اللغة فيتعلم اللغات بسرعة، أو يستعمل لغته بطلاقة فيصير كاتبًا، بينما تراه غير قادر على القيام بأقل العمليات الحسابية سهولة.
* الفروق بين الأفراد والجماعات
فالأفراد لا يُشْبِهُ بعضُهم بعضًا أبدًا: انظر في أبنائك وأصدقائك، وانظر إلى بَنِي دولتك والدول الأخرى، ستجد أن في مجموع الدول تختلف الشعوب لكل دولة، وفي مجموع أفراد الشعب لتجدهم ينقسمون إلى طبقات، والطبقات إلى أفراد، ولكل فرد خصائصه وشخصيته، فلا يمكنك حتى أن تقول جميع الذكور أو جميع الإناث؛ لأن التعميمات في هذا الشأن باطلة وفاشلة ولا يمكن أن يُعوَّل عليها.
“الأمر خارج عن سلطتي الشخصية”
تنقسم أسباب الفروق الفردية إلى قسمين
1#: الأسباب الوراثية
قد تُذهلك معرفة أن ما عليه أبناؤك يرجع بجزءٍ كبير لك، فهم يرثون صفاتك الشكلية كَلَوْن عينيك مثلًا، وبعض صفاتك الشخصية مثلًا، بل إن نسبة الذكاء نفسها ترجع إلى نسبة ذكائك.
يؤكد علماء الوراثة أن الفروق الفردية عملية بيولوجية بحتة، لذلك فإنهم يَدْعُون إلى الانتفاع بالمُتاح وعدم محاولة تغييره لأن ذلك الأمر يصبح بلا جَدْوى.
2#: العوامل البيئية
البيئة هي كل ما يحيط بالفرد منذ لحظات تكوينه الأولى، وهي ما تؤثر عليه وتساهم بشكلٍ كبيرٍ في تكوينه، فسوءُ تغذية الأم الحامل يؤثر على الجنين، وحينما يُولَد الطفل ويخرج للحياة، يجد نفسه في بيئة أوسع لتسقيه من مشاربها وتُطَبِّعه بطبائعها. كما أن عامل التربية السوية يقع عليها الكثير من المسئولية تجاه الفرد فكلما كان الطفل مُشْبَعَ الاحتياجات، ينمو سويًّا، ثم يكبر الشخص في جماعته فيعتقد ما يعتقدون ويدافع عنه.
وهناك أيضًا دورٌ كبير للعوامل الاقتصادية والاجتماعية، فهي تؤثر على الفرد بدرجة كبيرة، فالطفل الذي ينشأ مُرَفَّهًا يختلف عن ذلك الطفل الذي تَعَوَّد علي الكدِّ والشَّقاء، تتغير احتياجاتهما ومعتقداتهما ومبادئهما في الحياة، فالأطفال الذين يُولَدون لوالِدَيْن متعلمَيْنِ، يختلفون عن أولئك الذين يُولَدون لوالدِيْنِ غير متعلمَيْنِ، فالبيئة تؤثر تأثيرًا كبيرًا علي الأطفال.
لذلك لا يمكننا لوم أبنائنا على ما هم عليه، ويجب أن نسأل أنفسنا قبل أن نسألهم عن أيّ خَلَلٍ أو تقصير، فلا يمكننا لَوْم الفروع إذا كان بالشجر اعوجاج.
add تابِعني remove_red_eye 60,650
هل كل الأفراد متشابهون، إذا كنت تعتقد ذلك فأنت بحاجة إلى معرفة الفروق الفردية.
link https://ziid.net/?p=56078