كيف تتخلص من عادة التسويف ككاتب؟
التسويف من أسوأ السلوكيات التي تعطلنا وتمنعنا بشكلٍ حقيقيّ من تحقيق أهدافنا في الحياة، خاصة إن لم نكن نَعِي السبب الحقيقيّ للتسويف
add تابِعني remove_red_eye 91,100
هل لاحظت أنني عُدت منذ فترة قصيرة للكتابة في زِد؟ يُفترض أن يكون هذا 5-6 موضوع لي منذ بداية العام، معقول؟ إن حدثتك عن (كثرة انشغالاتي) أو (ضيق الوقت)، فسأكون شخصًا مُخادِعًا. فما حدث حقًّا هو سقوطي ضحية لعادة التسويف. غنيٌّ عن الذكر أنني قرأت نصف دستة من المقالات التي تتحدث عن حلول لهذا المشكلة، وما سأقدمه في هذا المقال هو مزيجٌ من تجربتي الشخصية وتلك الحلول.
1. حافظ على التزاماتك صغيرة (جدًّا)
ليس هناك ما هو أسهل من غرقك -ككاتب- في مشاريع عدة، فكلما طرأت على بالك فكرة، رأيت نفسك تضع رؤوس أقلام حولها، وتحلم بالشهرة التي ستأتيك إن حولتها إلى كتاب فريد من نوعه، ثم ماذا؟ لا شيء، لديّ ملف ورقي كامل (ينوء عن حمله العصبة أولو القوة *مبالغة*)، وجميع ما فيه: أفكار قصص قصيرة مبتورة، فقرأت من روايات مختلفة، وكلما تأملتها، شعرت بالحيرة، فلا أنا قادر على التخلص منها، ولا أنا قادر على استكمال أيٍّ منها.
هل أخبرك كيف تقلّص حجم ذاك الملف، وأصبحت قصصي القصيرة منتشرة في مجلات ورقية ومواقع إلكترونية؟ بدلًا من إخبار نفسك بالكتابة لمدة (30) دقيقة، اسأل نفسك: هل يمكنني فقط كتابة جملتين؟ (وبعد ذلك يمكنني التوقف إذا أردت) بمجرد أن تفعل ذلك، اسأل: هل يمكنني إنهاء هذه الفقرة فقط؟
استمر في وضع “التزامات” صغيرة كهذه، واسأل نفسك هل يمكنني فعل المزيد إلى أن تشعر بأن لا شيء لتضيفه.
2. تمشى قبل أن تجلس إلى طاولتك
ثبت أن المشي يعزز الإبداع ويساعد على توليد الأفكار. وإن كانت الحماسة لكتابة (جملة إضافية أخرى) تولّد الدافع للاستمرار بالكتابة حتى النهاية، فإن النشاط الجسدي يضعك في حالة من الاستعداد للفعل. الدخول في حالة تدفق -بفضل المشي- قبل الكتابة يشبه “شحذ الفأس” قبل قطع شجرة.
3. احصل على بعض الإلهام
لا يمكنك أن تجد كاتبًا عظيمًا غير متعطش للقراءة طيلة الوقت، في حين أن القراءة بشكلٍ مفرط (بدلًا من الكتابة) يمكن أن تصبح شكلًا من أشكال التسويف، فإن جرعة صغيرة من القراءة يمكن أن توفر الإلهام. يمكن للقراءة أن تحفز ذهنك بأفكار جديدة عندما تسأل: كيف أصيغ ما قرأته في التوّ بطريقتي وكلماتي الخاصة؟ هل هناك قصة أو استعارة يمكنني أن أكتبها تتعلق بهذا؟
طريقة أخرى لتحصل على الإلهام هي اتباع القوالب. تدفقت أفكار هذه التدوينة وبدأت في كتابتها خلال أقلَّ من (20) دقيقة عبر سؤال نفسي: ما هي (س) طرق يمكن للمرء أن يتغلب على التسويف؟ ثم تركت الأفكار تتدفق. ما المقصود بالقوالب؟ هناك عدة طرق تقليدية يمكنك عبرها إيجاد أفكار لمقالاتك كلما أردت أن تنشر تدوينة سريعة ومفيدة، سأتحدث عنها ضمن (مطبخ الكتابة) قريبًا جدًّا بإذن الله.
4. العمل رغم المخاوف والشكوك
يُعدُّ الخوف والشك -في كثير من الأحيان- أكبر سبَبين للتسويف. يمكن أن يمنعك الخوف من الفشل، أو من إضاعة الوقت من أن تبدأ، ويمكن للشك بشأن ما تريد تحقيقه أن يحرمك متعة الاكتشاف. هل يمكنني أن أطلب منك طلبًا صغيرًا؟ اقرأ مقالاتي.. وابحث من ضمنها عمّن حظي بقراءات كثيرة وتفضيلات عديدة، هل وجدتها؟
الآن، أريدك أن تعلم أن جميع تلك المقالات “المميزة” كُتبت في لحظات من الشكّ.. والخوف من ألّا تُعجب الجمهور فلا يتفاعل معها (وهو دليل الفشل عند الكاتب)، كلها؟ نعم كلها دون استثناء.
التسويف مجرد عَرض، ونادرًا ما يكون السبب الجذري. تُشبه محاولة التغلب على التسويف دون علاج السبب الجذري محاولتك علاج مرض ناجم عن عدوى طفيلية عن طريق شرب المزيد من القهوة بدلاً من التخلص من الطفيلي ذاته!
5. استخدم المساءلة و/أو “عقلية دراسة الحالة”
عقلية دراسة الحالة هي مصطلح اخترعته لوصف تحويل مشاريعك إلى دراسات حالة Case Study. شارك مع الآخرين رؤيتك في رحلة الكتابة الخاصة بك مثل من خلال مدونتك/مقاطع الفيديو/المنشورات، واستخدمها لتبقيك مسؤولًا أمامهم {لهذا السبب أطلقت سلسلة مطبخ الكتابة}. يمكنك إضافة المزيد من الشعور بالمساءلة من خلال إخبار جمهورك بموعد اكتمال مشروع الكتابة وتقديم شيء ما لهم إذا لم تفعلها. مثل ماذا؟ سأترك مهمة تحديد (الغرامة) لخيالك الخصب.
في الختام
يقول الأديب الفرنسي (جان دي لا برويير): إن من يفشلون في الاستفادة من وقتهم هم من يشتكون دائمًا من عدم توفره.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 91,100
مقال مهم حول التسويف وضرورة التخلص منه على الفور
link https://ziid.net/?p=62372