كتاب قوة العادات (لتشارلز دويج).. هل سيغير من عاداتك أنت أيضًا؟
القاعدة الذهبية لتغيير أي عادة سلبية هي (بعدم مقاومتها مطلقا). كلما قاومت عاداتك السلبية كلما تشبثت بك أكثر
add تابِعني remove_red_eye 16,005
هل تعلم بأن ممارساتك طوال اليوم هي عبارة عن (عادات) وهذه العادات هي تشكل ما نسبته (٤٠٪ – ٤٥٪) لكل ما تقوم به خلال أحداث يومك المتكررة! قبل أن نعرج على فروع وأفكار الكتاب دعنا نبحث عن كلمة (العادة) في لغتنا العربية، تعريف العادة في اللغة وفق (المعجم الوسيط): هي كلُّ ما اعتيد حتى صار يفعل من غير جهد، والعَادَةُ الحالةُ التي تتكرَّر على نهج واحد.
ومن المعاني أيضا لكلمة العادة: أنه سُمِّيَ الْعِيدُ عِيدًا لِعَوْدِهِ وَتَكَرُّرِهِ كُلَّ عَامٍ.
وقد قال الشاعر المتنبي في قصيدته:
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيدًا دونَها بيدُ
– البيداء بمعنى: الصحراء
كتاب (قوة العادات) لتشارلز دويج الصادر في شهر فبراير من العام ٢٠١٢، الكتاب احتل مراتب متقدمة في أكثر الكتب مبيعًا في كل من (نيويورك تايمز، وأمازون) وهو من أهم الكتب التي تحدثت في السنوات الأخيرة عن العادات حول مفهومها والقدرة على تغييرها.
الجسم البشري ذكي بما فيه الكفاية لأن يخفف الأعباء عن نفسه، ومن هذه الأمور التي يقوم بها هو تخزينه لعادات متكررة لا تطلب المجهود المضني لإعادة استحضارها وتذكرها في كل مرة، الدماغ يستهلك كلا من (الأوكسجين والمغذيات) بما يعادل ٢٠٪، ولأنه لا يودّ أن يرهق نفسه في كل مرة يكلف (القشرة القاعدية) في المخ بمهمة تلقي العادات الأساسية وحفظها والقيام بها دون استهلاك الكثير من الطاقة في كل مرة عند ظهور العادة بشكل متكرر.
الكثير ممن يعانون من مشاكل ضمور المخ مثل مرض (الزهايمر) والذي يعني بأن الدماغ يتدهور بشكل تدريجي إلى أن يستعصي إيقافه، إلا أن المصابين بهذا المرض تجدهم لا ينسون طريق منزلهم، أو طريقة تنظيف أسنانهم، أو حتى أماكن تواجد الطعام في منزلهم الذي يتواجدون فيه، كل ذلك وأكثر لم يُمْحَ من (القشرة القاعدية) المتواجدة داخل المخ.
هل ذهبت لعملك، وقمت بغسل وجهك، وأعددت قهوتك الخاصة، وسلكت الطريق الذي تعتاده، وجلست في كرسي عملك، دون أن تتذكر كل هذه الأحداث جميعها؟ أتعلم من قام بها؟ نعم هو الذي تظنه إنها (القشرة القاعدية) والتي تقوم بما هو يعادل ٤٥٪ من عاداتك اليومية كما أشار تشارلز في كتابه (قوة العادات).
العادة تمر بثلاث مراحل أساسية
١- المحفز: وقد يكون هذا المحفز هو (مكان، وقت، مشاعر، أفعال الاخرين، أو فعل سابق للعادة)
٢- العادة (الفعل المتكرر).
٣- المكافأة (ما تناله بعد عملية تكرار العادة).
الكثير من البرامج، والكتب، والمحاضرات تركز على فعل العادة نفسه مع إغفال كلا من (المحفز، والمكافأة) يزعم الكاتب بأن بمجرد تركيزك على هذين العاملين بإمكانك إضفاء عادات جديدة أو محو عادات سيئة تستمر في القيام بها دون إدراك منك.
في دراسة ألمانية تستهدف التحفيز الرياضي لمن يريد أن يجعل من عادات ممارسة الرياضة روتينا يوميًّا، ثلث المشاركين تم التركيز عليهم بوضع (المحفز) مثل (وضع الحذاء الرياضي دائمًا في الجوار، أو مشاركة مجموعة من الأشخاص الرياضة التي يرغبون بمزاولتها) بالإضافة إلى وضع مكافأة دائمة (قطعة شوكولاتة صغيرة) مع كل ممارسة رياضية يتم الانتهاء منها، النتيجة بعد ستة أشهر من الممارسة المنتظمة هي أن ٥٨٪ من المشاركين استمروا في فعل عادة الرياضة والمداومة عليها، ومن ضمن جملة الأسباب بأنهم أحسوا بمتعة ضخ الأندورفين المسكن والسيالات العصبية المحفزة لهرمونات السعادة، التي جعلتهم مغرمين في شعور ما بعد الممارسة الرياضية المتكررة والمتمثل (بالمكافأة).
من هنا نأتي على السؤال هل يمكن للمنظمات الكبرى من غير الأفراد أن تغيير عادات أساسية متأصلة في نهجها الخاص؟ هذا ما سنجده في الماركة العالمية (ستاربكس).
في الحقيقة (ستاربكس) لا تبيع لك فقط (القهوة كمنتج بجميع أشكاله) بل تقوم بأكبر من ذلك في أن تبيع لك (خدمة عميل) مميزة. جميع موظفي (ستاربكس) تجدهم مدربين جيدًا في خدمة العملاء، وذلك وفقًا لمفهوم واضح يختصر بالكلمات الانجليزية LATTE.
L(Listen) استمع : والتي تعني عند حدوث مشكلة ما مع أحد العملاء (استمع لشكواه جيدًا).
A(Acknowledge) اعترف: مع قبول الاستماع لمشكلة العميل حان دور الاعتراف بوجود مشكلة والإقرار بها.
T (Take action) قم بالتحرك: بعد الاستماع والإقرار بوجود الخلل تحرك لتنفيذ حل يرضي العميل
T(Thank) أشكر: بعد كل هذه العاصفة من الانتقاد عليك القيام بشكر العميل الذي أشار للخطأ الذي تم ارتكابه.
E( Explane) اشرح: وهنا يحين دور الموظف في شرح الأسباب المتعلقة بالخطأ.
ستاربكس نجحت في تعليم نوعية المهارات الحياتية التي فشلت المدارس، والعائلات، والمجتمعات في تقديمها، ستار بكس أصبحت من أكبر الهيئات التعليمية في أمريكا بالوقت الحالي، ولا عجب بأن الشركة تستثمره ما مقداره 250 مليون دولار في سبيل عمليات التسويق لمنتجات (ستاربكس). في كل مرة تقوم فيها بالدخول (لستاربكس) سوف تقوم بتجربة عميل مميزة، وقد يكون الموظف الذي ستقوم بالتحدث معه صديقك في يوما ما.
هذه الشركة الضخمة عن طريق التدريب المستمر وفق المفهوم السابق LATTE قامت ببيع الكثير من المنتجات، ذلك لأنك عندما تقوم بهذه العادة المتأصلة في الشركة والتي تهدف لرضى العميل سوف تطوع الموظف بأن تجعله أيضا في أن يغير من عاداته الخاصة، دون أن يشعر بذلك.
عند تغيير العادات الأساسية سوف تقوم بتغيير كبير هائل لا تقوم بإدراكه، ذلك عن طريق التدريب المستمر بوضع (المحفز، والمكافأة) في ذهنك بشكل مستمر وذلك يستلزم إرادة وتركيز شديدين منذ البداية، تشبه إلى حد ما ضخ الماء في القنوات الجديدة، والتي لا تعرف خطوط الأرض عند المرة الأولى لكي تصل وجهتها، ولكن في المرة تلو الأخرى ستتعرف طريقها بشكل تلقائي ومعتاد نحو الخطوط المائية التي تم شقها ليقوم الماء بملئها لاحقًا بكل سهولة ويسر.
القاعدة الذهبية لتغيير أي عادة سلبية هي (بعدم مقاومتها مطلقا)!
فقط، ركز دائمًا على المحفز الحقيقي لهذه العادة السلبية، سجل كل ما يحيط بك لحظة اندلاع المحفز في (دماغك) أسئلة تحديد المؤثرات مهمة فقط دوّن في ورقة جانبية الأسئلة التالية:
- توقيت الساعة؟ من بجوارك؟ أين أنت؟ ما إحساسك الداخلي عند ظهور المحفز؟
- قم بالإجابة في ظروف مختلفة وأيام متتابعة، عندما تكرر إجابة ما، هذا هو المؤثر الذي يجب أن تركز عليه وتقوم بتغييره.
- حدد السلوك ثم حدد المكافأة، وقم بعادتك الجديدة التي تلغي سابقتها القديمة.
مثلا قد يشعر المدخن بعد تدوينه لمشكلته في ظروف متعددة بأن السبب الرئيسي لتدخينه هو وجود زميل له يقوم بإشعال سيجارته، أو شعور عميق بالتوتر وعدم الارتياح، أو ساعات الصباح الأولى التي تخبره بالقيام بالتدخين، أو مكان يجمعه بأحد أصدقائه، قد يكون إضفاء عادة شرب القهوة، أو القيام بالمشي أو الحديث مع أحد الاصدقاء كفيل بتحديد المكافأة الأخيرة وهي الشعور بالراحة، أو السعادة، من ثم التخلص من العادة السيئة (التدخين).
بالتأكيد، إن الجانب النظري من السهل التطرق إليه مع ضرب الأمثلة المتعددة، ولكن دون وجود الإرادة الفعلية لإضفاء عادة ما أو التخلص منها، لن يكون لأي حديث نظري أي فائدة تذكر إن لم تقترن بإرادة صادقة للتغير.
بإمكان هذا الكتاب أن يؤثر عليك ويجعلك تقوم بالتغيير الذي تريده، فقط متى آمنت بالفكرة، وكانت إرادتك المحرك الأساس لهذا التغيير. تذكر الآية الكريمة والمذكورة في سـورة الرعـد:( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد:11].
إليك أيضاً
add تابِعني remove_red_eye 16,005
إليك أفضل طريقة للتخلص من العادات السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية
link https://ziid.net/?p=85433