5 إستراتيجيات تساعدك على التخطيط لنجاحك بذكاء  

هل سمعتم من قبل أن البداية هي نصف النجاح؟ هي بالفعل نصف النجاح، ولكنها النصف الثاني؛ لأن النصف الأول للنجاح هو التخطيط المسبق لخطوات عملية النجاح. دعونا نبسط تلك اللوغاريتمات بمثال بسيط؛ فمثلًا لو أراد شخص أن يبني مشروعًا استثماريًّا ماذا برأيكم سيفعل أولًا؟ سيضع خطة للمشروع وسيستعين بمبادئ إدارة المشاريع، ومن ثم سيبدأ في عملية التنفيذ، هنا وضع خطة هي بمثابة الانتهاء من نصف المشروع ومرحلة التنفيذ هي النصف الآخر، ولن يتبقى سوى استخدام المثابرة والمرونة لمتابعة مرحلة التنفيذ.

والآن لنتحدث عن إستراتيجيتنا عن كيفية استغلال التخطيط المسبق للوصول لنجاحاتنا.

1- إلى أين المسير

هل تعرفون جملة “سائر، ولكن إلى أين المسير”؟ تلك هي بدايتك الحقيقة؛ فأولًا وقبل كل شيء يجب أن تعلم أهمية معرفة ماذا تريد وكيف ستحققه؛ لأن الأهداف المعممة زيادة عن اللزوم لن تفيدك أبدًا؛ فلا تقل أريد أن أصبح شخصًّا مهمًا يحتاجه البشر وتقف عند تلك الجملة فحسب، ولكن يجب أن تسأل نفسك ماذا بعد؟ هل عرفت كيف سيحتاجك البشر، ولماذا سيحتاجونك؟ هل ستخترع شيئًا عظيمًا أم دواء يعالج أمراضًا خطيرة بدون آثار جانبية أم ستكون مصدرًا لسعادة البشر ولن يستطيعوا الحياة بدون رؤيتك والتحدث معك؟ كل تلك الأسئلة يجب أن تعرف إجابتها لأنك لن تستطيع الوصول لمكان لا تعرف بالضبط أين يوجد على الخريطة وليس بحوزتك أيّ بوصلة ولا “جي بي إس” لمساعدتك على إيجاد طريقك.

2- انتقل للمستقبل

قبل بداية كل سنة أذهب لشراء أجندة العام الجديد في عيد ميلادي في (18) ديسمبر، وتلك الأجندة بالنسبة لي هي أهم هدية أمنحها لنفسي كل عام هل تعرفون لماذا؟ لأنها ستسطر خططي بالعام الجديد، أعلم أنكم ستسألون عن علاقة الأجندة بالانتقال للمستقبل!! العلاقة واضحة جدًّا لأن التخطيط لشيء ما يجب أن يحمل رؤية للمستقبل ولا يجب أن تخطط للمستقبل وأنت مُحاصر في الماضي وغارق في مهام الحاضر؛ لذا حاول بقدر الإمكان أن ترى نفسك في المستقبل بتحدياته الجديدة وانتقل للمستقبل واكتب خططك هناك ثم عد للواقع وابدأ في تحقيق ما خططت له.

3-استعد للأسوأ

في محاضرة من محاضرات إدارة المشاريع استمعت لقصة إنشاء مجمع سكني وسوبر ماركت في منطقة غابات، وتلك المنطقة عُرضة للأمطار الغزيرة على مدار السنة، وكانت تلك من أكبر مخاطر المشروع، وخبراء الطقس اقترحوا على أصحاب المشروع موعدًا محددًا للافتتاح لأن المطر حينها لن يكون غزيرًا، ولكن مديري المشروع خططوا لكل السيناريوهات السيئة التي قد تحدث لهم، وبالفعل أنقذوا الموقف في يوم الافتتاح الذي شهد أمطارًا غزيرة لم تشهدها تلك المنطقة من قبل، وهذا بالضبط أهمية التخطيط المسبق وتوقع السيناريو الأسوأ؛ لأن نجاحك يتوقف على استعدادك التام للتعامل مع كل شيء.

4- ضع ثلاث خطط

في المثال السابق لم يضع مديرو المشروع خطة بديلة لمواجهة المطر الغزير، ولكنهم قرروا أن تكون الخطة الأولى سحب المياه، والخطة الثانية وضع إسفنجات كبيرة لامتصاص المياه أمام مدخل المشروع، ومع الأسف الخطة الأولى والثانية لم ينقذا الموقف، وكانت الخطة الثالثة هي الاستعانة بطائرة خاصة لسحب المياه بكميات كبيرة جدًّا، ولأنهم كانوا على استعداد لوضع ثلاث سيناريوهات لكل خطة؛ فبكل سهولة استطاعوا أن يجدوا طيارًا بديلًا للطيار الذي اعتذر عن القدوم في آخر لحظة.

ولهذا السبب بالتحديد يجب أن تضع الإستراتيجية السابقة “الاستعداد للأسوأ” مع إستراتيجية “الخطط الثلاث” في كفة واحدة لإنقاذ نفسك من المفاجآت غير السارة، ولتستطيع التعامل مع كل السيناريوهات الغير متوقعة بمرونة.

5- كن واقعيًّا

أكبر خطأ يقع فيه البعض ويتسبب في فشلهم هو كتابة خططهم بشكل مبالغ فيه، وبالتالي يبدءون في رفع سقف توقعاتهم وطموحاتهم، ويتوقعون أن استثماراتهم في البورصة- على سبيل المثال-ستنمو وتزدهر في السنوات القادمة، ويتناسوا أن العالم قد يعاني من أزمات عالمية غير متوقعة كما حدث مع أزمة كوفيد-19؛ لهذا السبب يجب أن تتعامل بواقعية مع الأرقام ومع أهدافك ولا تكلف نفسك فوق طاقتها؛ لأنك لو تركت العنان لخيالك وسلمته زمام الأمور وسمحت له بكتابة خططك المسبقة فمن الممكن أن ينتهي بك المطاف محبطًا وخائب الظن في نفسك وقدراتك؛ لذا رجاءً لا تفعل.

في الختام

تذكروا أن أهم شيء في الحياة هو عنصر الوقت؛ فإذا أردت أن تنجح في أي شيء مهما كان فحاول بقدر الإمكان أن تستغل وقتك بذكاء، وأعرف إمكانياتك لأن مهاراتك ومعرفتك بذاتك، وإدارة وقتك بحكمة سيساعدانك على وضع الخطط وتحقيق النجاح.

إليك أيضا

• حديث مختلف عن الجانب الخفي للتنمية البشرية
• التطور الطبي بين الخيال والواقع: كيف يمكن أن نقهر المرض؟
• كيف تتعلم لغة جديدة في وقت أقل.. الجزء 2