كل ما تودّ معرفته عن الشخصيات في الرواية  

أيّ كاتب عندما يكتب رواية يحتاج إلى روح لها، وأن يعطيها حياة وقيمة وتكون مفهومة عند القراء، ولكي يحقق هذا التوازن يحتاج لشخصيات تكون هي القلب النابض للرواية؛ فلن ترى رواية بدون شخصيات ولو أصبح الكاتب نفسه شخصية في الرواية.

كيف تحدد شخصيات روايتك

هناك أربعة مصادر لابتكار شخصيات روايتك وهي:

أنت نفسك: الشخصية المستمدة منك أنت كاتب الرواية، فمعظم الشخصيات المبتكرة فيها جانب من الكاتب نفسه

مثلًا: عند كتابتك لمشهد قتل قد تلجأ للغضب الدفين داخلك، عند كتابتك لمشهد حب حتمًا ستلجأ إلى علاقاتك السابقة، عندما تكتب عن شخصية طفل عمره (10) سنوات أكيد ستذكر في صفاتها ما عشته أنت في (10) سنوات.

أشخاص حقيقيون تعرفهم: وهم عبارة عن أشخاص مرّوا في حياتك وتركوا فيها نوعًا من الأثر.

مثل: إذا قررت أن بطل روايتك أستاذ في المدرسة، فأكيد ستكتب عن ذلك الأستاذ الذي ترك فيك أنت الكاتب أثرًا جيدًا أو سيئًا.

أشخاص حقيقيون تسمع عنهم: و هم شخصيات لم تلتق بهم بل سمعت عنهم، مثل: رئيس البلد، وأدولف هتلر، وحتى ابن جارك الذي مات قبل أن تولد.

خيالك الخاص: ويُعَدّ هذا المصدر من أكثر المصادر أمانًا في الكتابة، فلا أحد سيقاضيك أبدًا بل على العكس، فالشخصية من وحي خيالك وأنت المتحكم فيها، زيادة على ذلك لن تدفع نقودًا لقاء أخذ إذن شخص للكتابة عنه أو عن جده مثلًا.

كيف تتحكم في مسار شخصية في الرواية

1. التعبيرات: ونعني هنا إن كانت الشخصية شريرة فسيستعمل الكاتب تعبيرات قاسية ومنفرة، والعكس تماما بالنسبة للشخصيات الطيبة فسيستعمل الكاتب ألفاظًا جميلة، مثل: الورد والملاك وغيرها في وصفه للشخصية

2. مواقف الشخصيات: ونعني هنا عندما تكون الشخصية شريرة، فأكيد ستقوم هذه الشخصية بأفعال سيئة مثل: قتل شخص أو تدمير بيت.

وكذلك الأمر يختلف عندما تكون الشخصية طيبة، فسيكتب الكاتب عن أفعالها الجيدة كفتح دار أيتام أو بناء مسجد وغيرها.

3. مشاعرك اتجاه الشخصيات: القارئ يقرأ ما تكتبه أنت، وأنت وحدك المسئول عن مسار الشخصية التي تكتبها.

أهمية الشخصية في الرواية

• تسيطر الشخصية على الرواية كتركيب وتجهيز.
•  تعتمد الحبكة على الشخصية: أيْ إن الشخصية عندما تتغير فإن الحبكة تتغير معه مثلا: الرجل الغيور قد يقتل من يغازل زوجته، أما الرجل اللطيف فقد يصبح صديقًا مع الشخص الذي يغازل زوجته في بعض الأحيان.
•  يعتمد الإيطار على الشخصية.
•  يلعب الإيطار دورًا في صياغة الشخصية، فالذي يعيش في الريف لا يفكر مثل الذي يعيش في المدينة
•  تتلاءم الشخصية مع أماكن تواجدها في الرواية، فمثلا: الطباخ يتواجد في المطبخ، وغيرها.
•  يتأثر الأسلوب بالشخصية: ينطبق الأسلوب في الرواية على الضمير المتكلم والغائب، وغيرها فعندما يكون البطل يحب البيتزا فسوف يصف الكاتب البيتزا بنعومة، والعكس صحيح فسوف يستعمل كلمات حادة تعبيرًا عن كرهه للبيتزا.

أنواع الشخصيات في الرواية

• شخصية العجوز الحكيم: ونجد هذه الشخصية بكثرة في روايات المغامرات والقصص الدينية، حيث تكون هناك دائمًا شخصية العجوز الذي يلعب دور الناصح في الرواية.
• المغرم بأحد الشخصيات الرئيسية: ويكون إما رجلًا يحب البطلة أو تكون امرأة تحب البطل أو تكون البطلة نفسها من تكون مغرمة بالبطل.
• شخصية الفتى اللطيف: ونجد هذه الشخصية بكثرة تلعب دور صديق البطل الذي يحكي البطل له كل شيء ويشكي له همومه.
• الشخصية الشريرة: لقد غيّر الكتاب العظماء على مر الزمن من مفهوم الشخصية الشريرة التي كانت دائمًا تعرف بأنها الشخص الذي يكره البطل ويريد أخد حبيبته منه، فلقد تطورت هذه الشخصية لتصبح هي نفسها بطلًا رئيسًا للرواية.
• الكاتب نفسه: قد يسمح الكاتب لنفسه بأن يكون شخصية في روايته بذكره لأحداث مر بها هو في حياته مع كتاب آخرين أو أشخاص من دون الخدش بمسار الرواية.

تمارين لمساعدتك على اختيار الشخصيات في الرواية

التمرين الأول:

1.  اختر رواية تحبها.
2.  أعطِ وصفًا للبطل في بضع جمل من حيث تصرفاته وسلوكه ومعتقداته.
3.  صف الشخصية في نهاية الرواية إن كانت شخصية متغيرة أو ثابتة.

التمرين الثاني:

1.  أمسك الجريدة.
2.  اختر شخصية تريد الكتابة عنها ولتكن شخصية تهمك.
3.  اكتب كل شيء عنها من صفات.
4.  اسأل نفسك هل تريد هذه الشخصية بطلة لروايتك.

الخلاصة: الشخصيات مهمة في الرواية، فهناك شخصيات خيالية في الروايات فقط لكنها باقية في ذاكرة الناس وصارت مشهورة خارج الكتب، ووصل هوس الناس بها إلى فتح مطاعم ومحلات باسم الشخصيات، وحتى تسمية أبنائهم تيمنا بهذه الشخصيات مثل:

• شخصية ألباتشينو.
• شخصية كوازيمودوا.
• شخصية المحقق شارلك هولمز.
• المحقق هوريكوا بوراي.

إليك أيضًا

• أقدم بكثير مما نظن: كيف نشأ فن الرواية؟
• أربع أسئلة لتفادي ثغرات الحبكة في الرواية
• شاعرية الرواية العربية أمام الرواية الغربية