كيف تكون حكيمًا؟
الحكمة لا تأتي بالفطرة ولا تحدث بالمصادفة ولكنها تأتي نتيجة تصرفات وسلوكيات وعادات نتبناها ولا نتخلى عنها
add تابِعني remove_red_eye 8,450
جعل الله سورة كاملة لرجلٍ لم يكن نبيًّا، ذلك العبد الصالح (لقمان الحكيم)، وكان يعلم ابنه ويؤدبه ويرشده إلى الطريق الصحيح بنصائحه وأقواله العذبة، التي وما إن نقرأها حتى تترسخ في عقولنا. عدة قواعد هامة تساعدك لتكون حكيمًا
التفكّر
ولا يشبه التفكير، بل أن التفكّر أعمق ويوصلك إلى أعمق نقطة لأيّ موضوع، يجعلك تأخذ أكبر الصور والتوقعات قبل الإقبال على فعل شيء، والحكمة مكتسبة ولا يُولد امرؤ بها، ومن أهمِّ ما تتفكر فيه هو أخطاؤك وزلّاتك واستنتاج المعلومات منها، محاولة تهذيب النفس وملاحظتها وفهمها وربط الأشياء التي تثير حفيظتك بالمواقف، لأن من أعمدة الحكمة أن تشمل معرفتك بنفسك وتذكّر ألّا حكمة لشخصٍ يهيج أو يبكي أو يضحك ببساطة.
تجنب السفاهة
والمقصد هنا أن تتجنب أيّ شيء يحطُّ من قدرك ورزانتك واحترامك لذاتك سواءٌ كان ذلك سِرًّا أو عَلَنًا، الابتعاد عن النميمة وما إلى ذلك. والشق الآخر هو فعل الأشياء الرائعة في الخفاء فذلك يُعليك ويزيد من قيمتك.
رؤية ما خلف السطور
عادة الحكماء رؤية ما خلف السطور، بينما يبقى الناس في أوقات فرلغهم في أشياء لا معنى لها، يبقى الشخص الحكيم يفعل شيئًا ذا قيمة، كالانغماس في التفكير العميق لتحليل مشكلاته ومشكلات غيره، قد يفهم ما قيل في جلسة من الجلسات بمجرد النظر في أوضاع الأفراد وليس بأقوالهم..وهذا ينقلنا إلى النقطة التالية وهي التأني..
التأني، والتفكير بنظرة خاصة
من الصفات الأساسية وأعمدتها هي الصبر حتى تفوح الحقائق، لا يستعجل الشخص الحكيم شيئًا حتى في علاقاته، فتراه يغربل ما يسمعه ويحلله قبل أن يصل إلى عقله الكبير، كما يستمع إلى الشخص بكل حواسه، لا يصدق الأخبار العادية وقد يكون أول من يعرف الشائعات الزائفة من الحقيقيّة لخبرته وتمكنه، فرأس الشخص الحكيم ليس وعاءً للترهات والأكاذيب.
يَزِن كلماته
قد تجده ساكتًا في المجالس وينصت بهدوء إلى الجميع، وحين يتحدث يصمت الحضور لقوة حديثه، يعتقد الشخص الحكيم أن الجميع يستحقون الحديث العذب والمنسق برصانة، ويعلم جيدًا قيمة الكلام؛ لذا يختار كلماته بكل حذر، فتجده يقول الحقيقة ولا يتردد في القول.
التعلم من كل شيء
من المستحيل أن يمرّ موقفًا أو منظرًا حتى يتخذه الحكيم درسًا لا يُنسى، التعلم بالنسبة للحكيم شيءٌ أساسي ومستمرّ، يتعلم الشخص الحكيم حتى من الجهلاء، فحين سُئِل لقمان الحكيم:
ممن تعلمت الحكمة؟
قال: من الجهلاء، كلما رأيت منهم عيبًا تجنبته.
فإذا رأيته يرفع صوته فاخفض صوتك، وإذا رأيته يسبّ ويشتم فاصمت، وإذا رأيته يحتقر الآخرين فأكرمهم.
القدرة على التعامل مع مختلف الشخصـيات
على الشخص الحكيم امتلاك مفاتيح التعامل مع كافة الشخصيات، والحذر في معاملتها والانتباه لسلوكها، كالشخصيات الغيورة والحسودة والعصبيّة إلخ.. تعلم مجاراتها وفهم ما قد يوصلك الحديث معها، كبح مشاعرك وعواطفك أمامها مهما بدا الأمر صعبًا، فهذه مهارة عالية عليك اكتسابها عبر تطبيق ما تقرأه أو تحضره عن تطوير الذات.
الجلوس مع كبار السن والأطفال الصغار
صحيحٌ أنه ليس كل كبار السن حكماء، ولكن معروفٌ أن كبار السن معروفين بالحكمة والفطنة، كما أنهم يفهمون ما تقوله دون الدخول إلى نواياك عادةً، ولا يجاملونك، وكذلك الطفل الصغير، فيعيدك إلى عوالم الصدق والحب النقي، من أساسيات الحكمة هو أن تلاحظ وتلتقط من الصغير الصفات النادرة بداخلك، وأن تقتبس ما يعطيك الكبير لتختصر طريقك إلى الحكمة.
الإيجابيّة
لا تجد شخصًا حكيمًا ومتشائمًا في الآنِ ذاته، فيعلم جيدًا أن ما من شيءٍ يحدث إلا وكان خيرًا وحكمة مخفيَيْن، فالله عزَّ وجل قال: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ). لا يتجاهل الحكيم مشاكله لأن ذلك غير منطقي، فهو يحاول معالجتها ويكون إيجابيًّا، ينظر في جمائل أموره ليتقوى، وبجانب كدِّه المستمرَّ تجده هادئًا ومطمئنًا متزنًا لا يفكر سوى بحاضره ويومه.
هذه كانت أهم النقاط التي تُمكّنك من الوصول إلى الحكمة والوقار اللذان تنشدهما، وأساسيات بل وأعمدة يجب عليك اتباعها لتحظى بالسلام الداخلي، فالحكمة تُمكّنك من الشعور بالرضا من داخلك، وهذا ما يظهر على وجهك وتصرفاتك مع الجميع، أيْ: مُعاملة الناس كما تعامل نفسك.
اقرأ أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 8,450
إن كنت تريد أن تصبح حكيمًا.. تعلم من نصائح لقمان في هذا المقال
link https://ziid.net/?p=81368