لا تكتب أهدافك بل اصنع عادات جديدة
يُقال: إن (40%) من أفعال يومنا هي عادات شكّلناها في الماضي، لا أعلم مدى صحّة هذا القول، لكن لمَ لا نجرّب ونراقب أنفسنا عن قُرب؟
add تابِعني remove_red_eye 2,839
يُقال: إن (40٪) من أفعال يومنا هي عادات شكّلناها في الماضي، لا أعلم مدى صحّة هذا القول، لكن لِمَ لا نُجرّب ونُراقب أنفسنا عن قُرب خلال هذا اليوم؟ لنرى ما نفعل من أفعال دون أن نشعر، لإنها تشكّلت في أدمغتنا منُذ زمن وأصبحت عادات لا نُفكر حتى في تأديتها.
مُنذ زمنٍ ليس ببعيد، كُنت ممّن يوقده الشّغف وحب التغيير بداية كُل عام، فصِرْتُ في رَكْب مَن يدوّنون أهدافهم قُبيل كُل عام، تعلم اللغة الإنجليزية، الوصول للوزن المثالي، قراءة (10) أو (20) كتابًا لهذه السنة. ولكن ما إن يمضي الشّهر الأول إلَّا وقد نسينا ما قررّنا تحقيقه، ولا لَوْم علينا في ذلك لإننا ننغمس في حياتنا اليوميّة ولا نُمْعِن التفكير في المستقبل. ممّا لا ريب فيه بأن من يَمرّ بمرحلتي هذه، ستُصيبه الخيبة من ذاته، فيشكو من ضعف حيلته تِجاه أهدافه، ومما يزيد الأمر سوءًا، عندما يرى غيره قد خطَّ أهدافه وشرع في تنفيذها وشارف على تحقيقها، فهذا يُخلِّف أفكارًا مسمومة تِجاهَ نفسه.
في مطلع عام (2019م) وقعت عيني على مُلخصٍ لكتاب يحكي عن طريقة تشكيل حياتنا بالعادات، وكيف أنّ معظم أمورنا التي نفعلها اليوم ما هي إلّا نتاج عاداتٍ تشكَّلت على مرّ الأوقات، عادات جيّدةٍ كانت أو سيئة. يستهلّ الكاتب بدايةً بطريقة عمل دماغنا تجاه الأمور الجديدة، فالدماغ يغلب عليه الخوف من الأمور الجديدة والخارجة عن المألوف، ويَرْكَن -دائمًا- للأمور التي اعتاد عليها لإنها آمنة. يشرع الكاتب بعد ذلك في طريقة تكوين العادات وأنَّ لكلّ عادة في حياتنا، جيّدةً كانت أو سيئةً تخضع لـ(3) أمور وهي: المُثير، والفِعل، والمكافأة.
سيكولوجية تطوير العادات الجيدة
لا تغيِّر كل عاداتك.. غيّر إحداها فقط!
فلنأخذُ مِثالاً على عادة الرياضة، فالمُثير هُنا قد يكون رغبة الرِّياضي في امتلاك جسم أكثر صحَّةً وتناسقًا، أو قد يكون المُثير هو مشاركة الرياضة في بطولة قد تكون عليها جوائز قيّمة، أمّا الفعل هو ذهاب الرياضي للصالة الرياضية وممارسة التمارين، وأخيرًا المكافأة يشعر الدماغ بنوعٍ من الرّاحة والنشوة الصحّية.
اقرأ أيضا: لماذا اشترك صديقي في النادي الرياضي ولم يذهب إليه أبدا؟
تشكّلت تجربتي في إنشاء عادتي الأولى، بعد أن اقتنعت بأن الأهداف أحيانًا تكون ليست لصالحنا، فقد تكون مُثبِّطة لا مُحفِّزة لنا لو لم نخطّها بشكلٍ صحيح. كُنت ولازلت مولَّع بفكرة الثقافة العامة وقضاء جُلّ وقتي بين دفّات الكُتب، مُسافرًا مرَّة مع سائحٍ خطّ حروف تجربته في كِتاب و تائهًا مرَّة مع من حاول البحث عن ذاته حتى وجدناها سويًّا.
كُنت ولازلت أرُيد للقراءة أن تحلَّ محلَّها في يومي، فهَمَمْتُ بجعلها عادةً مُرسخة في دماغي. في بادئ الأمر ارتأيت ألَّا أحُدِّدَ كمًّا ولا وقتًا للقراءة، حتى لا يكون اهتمامي كلُّه في اجتيازي للكمِّ وأنسى الفضل الموجود في القراءة. ومما ساعدني حقًّا هو تسجيل قائمة بعدد المرّات التي أنجزتُ فيها عادة القراءة، فُكنت حينما أضع مؤشرًا –تَمّ القراءة– على الأيام بالتوالي، تجتاحني سعادة ليست ببسيطة.
كيف أكون أمًّا أفضل: 10 عادات تجعلك أكثر فاعلية
10 عادات سيئة ينبغي أن تتخلص منها لتعيش حياة سعيدة
ولا ريب في أن تأتي عليّ أيّام لا أرغب فيها بالقراءة، ومما هو صحي عدم إرغام ذاتي بالقراءة بمجرد أنّي قرأت، فالقراءة شيءٌ مُقدَّس، ليس أمرًا مُجبرًا عليه، فلا تتوانى لو مرّت بك أيام لم تستطع فيها بتأدية عادتك، المُهم ألَّا تستمر طويلًا في عدم ممارستها. استمريّت أضع علامة –تم القراءة– لِمَا يقرُبُ من سِتّة شهور، حتى اتضح لي بأنه ليس من المهم بعد اليوم أن أعُلّم على الأيام التي قرأتها، فقد ترسّخت لدي العادة، وأصبحتُ اقرأ بشكلٍ يومي
قد تنحرف أحيانًا عن مسارك، فتأتي أيام تغدو بها تأدية العادة أمرًا صعبًا، ولا ضيرَ في هذا، ولكن من المهم الاستمرارُ حقًّا في ممارستها حتى وإن قلّلت من كمّ هذه العادة أو وقتها.
add تابِعني remove_red_eye 2,839
مقال مُلْهم حول تغيير العادات وتطويرها من أجل تحقيق الأهداف
link https://ziid.net/?p=56799