كيف أنقذني البوليت جورنال؟

البوليت جورنال، هو النور الحقيقي الذي أخذ بيدي إلى تنظيم كل الأفكار والمشاريع المختلطة في رأسي

223 قارئ

ما البوليت جورنال؟
لنقل إنني أريد الاهتمام بصحتي الجسدية:
كيف تصنع البوليت جورنال الخاص بكَ؟
مثال عن تقسيم بوليت جورنال:
إليك أيضًا

نمط الحياة الذي انتميت إليهِ لمدةٍ طويلة في حياتك، يمنحك سهولة ووضوحًا في أداء مهامكَ، ومعرفة جيدة في استغلال وقتك وطاقتك كما يجب، سواءٌ كنت عاملاً، أو طالبًا أو حتى إذا كنتِ ربةَ بيتٍ. تغير هذا النمط وأوقات الدخول والخروج إلى المنزل وأوقات العمل والدراسة، مع مهامكَ الأخرى يخلف شتاتًا كبيرًا، خاصة إذا كنتَ لا تملك خطة واضحة، أو انتقلتَ من الحركة إلى السكون.

في الحقيقة، كان من الصادم لي تغير حياتيِ من طالبة جامعية، إلى عاملة، وأحيانًا كثيرة التوقف عن العملِ، ما سبب الكثير من ضياعِ الوقت والطاقة وأيضًا الكسل عن أداءِ المهام، لأكتشف بعدها طرقًا ساعدتني في التخطيط لوقتي وتنظيمه، وإدارة طاقتي، وكانت منقذًا حقيقيًّا لي من الضياع.

إذا عانيتَ مثلي من تغيرِ نمط الحياة، والضياع الذي يلاحقك جراء ذلك فهذا المقال لك.

البوليت جورنال، هو النور الحقيقي الذي أخذ بيدي إلى تنظيم كل الأفكار والمشاريع المختلطة في رأسي، وهنا أشدد على تنظيمها وليس إنجازها كلها، ولكنها أول الطريق: تحديد الهدف جيدًا وما يحتاجه. صار صديقي المقرب منذ اكتشفته، ومرآتي التي ألجأ إليها في كلِ فترةٍ أفقد فيها السيطرة على وقتي وأتكاسل.

ما البوليت جورنال؟

هو عبارة عن دفتر يتم تقسيمه إلى عدةِ أجزاءٍ كل جزء خاصٍ بمجال من مجالات حياتكَ التي تود أن تطورها، فتتابع ذلك باستمرارٍ، على جداول أو مخططات خاصةً، فيمنحكَ صورةً متكاملة فيما تقضي وقتكَ، وأين وصلتَ في أهدافكَ. في العادةِ أقسم الدفتر إلى الأجزاء التي تهمُ حياتي، والتي تتقاطعُ مع اهتمامات الكثيرين، لذلك سأشاركها معكم:

جزء خاص بالأهداف السنوية: في هذا الجزء أحاول كتابة أهدافي للسنة الجديدة، في كلِ مجالٍ أريد تطويره، مثلًا: الصحة، المال، تطوير لغة، السفر، تعلم مهارة جديدة. بشكلٍ عام. لأقسم كل هدفٍ إلى أهداف صغيرة تفصيلية، عملية أستطيع من خلالها أن أحقق الهدف الكامل.

لنأخذ مثلًا هدف الصحة: أريد الاهتمام بصحتي النفسية، فما الطريقة التي أفعل بها ذلك؟

أراجع مختصًّا نفسيًّا.
أكتب يومياتي ومشاعري لأتعرف على سبب قلقي وتوتري.
أبتعد عن كل مصدرٍ للقلق والتوتر.
أمارس التأمل.
ألتزم بعادات روحية تساعدني على الصفاء الذهني والشعور بالأمان كالصلاة، التسبيح.

لنقل إنني أريد الاهتمام بصحتي الجسدية:

أطبخ أكلًا صحيًّا.
أشرب الماء بكمياتٍ كافية.
أمارس المشي والرياضية.

وهكذا أستطيع تفصيل كل هدفٍ بخطة زمنية لو انبغى الأمر.

كيف تصنع البوليت جورنال الخاص بكَ؟

في الحقيقة هناك الكثير من المصادر، والمواد التي تساعدك على صناعة بوليت جورنال جميل ومفيد سواءٌ على موقع بنترست أو يوتيوب لكنني هنا لأساعدك كيف تقسمه، وهذه أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك قبل أن تفعل ذلكَ.

ما المجالات التي أريد لحياتي أن تتطور فيها؟: اكتب جميع المجالات المهتم بتحسين حياتك فيها في دوائر كبيرة.
لماذا أريد فعل ذلكَ؟ تحت كل مجال اكتب السبب في محاولتك لتحسينه.
اكتب أهدافًا واضحة تحت كلٍّ منها، كخطوات صغيرة/ اعرف جيدًا هدفك وسببه واعمل على إيجاد خط لذلك.
قيد الأهداف بمدة زمنية وخطة زمنية محكمة.

مثال عن تقسيم بوليت جورنال:

1.متابعة العادات؛ اكتب جميع العادات التي تريد الالتزام بها كممارسة الرياضة، التمشي، القراءة، قراءة ورد قرآني، الاستماع لمحاضرة مثلًا، وتتبع ذلك في جدولٍ خاصة.

2. اكتب قوائم الكتب التي تريد قراءتها.

3. اكتب قوائم الأفلام السينمائية، الأفلام الوثائقية التي تريد مشاهدتها.

4. جزء خاص للتوفير: حدد المبلغ المالي الذي تريد توفيره وحاول تقسيمه على كلِ شهرٍ وتتبع مدى التزامك.

5. جزء خاص بالمهام الروتينية الأسبوعية لتسهيلها:

قائمة أعمالكَ الأسبوعية واليومية، مع تحديد الوقت الذي تحتاجهُ كل مهمة.
تقسيم أعمال المنزل على أيام الأسبوع، وكذا الطبخ.
تحضير قائمة المشتريات الأسبوعية مسبقًا للتجنب الإسراف في صرفِ المال.

6. جزء خاص بتطوير مهاراتك: اكتب فيه ما المهارات التي تريد تطويرها؟ لماذا تريد ذلك؟ حدد جيدًا وضع خطة والمواد اللازمة لتقوم بذلك.

يجب أن تعرف جيدًا أيضًا أنه جزء مهم جدًّا تحديد هدفك، وتنظيم وقتك وجزء آخر مهم جدًّا أن تدير طاقتك وتحدد هدفًا مناسبًا لأوقاتِ ارتفاع طاقتك أيضًا، ومدى التزامك بذلك. والجميل أيضًا أنك تستطيع تتبع مدى إنتاجيتك عبر الأيامِ، تتدارك تأخرك، وتسامح نفسك أيضًا في الأيام التي لا تستطيع أداء المهام فيها لظروف خارجة عن إرادتك، وتستطيع التخطيط لها في أيامٍ أخرى.

لقد كتبتُ في بداية المقال أن البوليت جورنال مرآة لحياتك، وأراه كذلك فعلًا فلا أحسن من الكتابة لترى إنتاجيتك ومدى تقدمك في أهدافكَ مهما كانت بسيطة، وتجني فيها ثمار تعبك واستمراريتك وأيضًا تعرف سبب عدم إنتاجيتك.