كيف ساعدني منطق البالون على النجاة بنفسي وبمن أحب؟

ليست هنالك حياة خالية من المشكلات، وليس هناك أحد يعيش رفاهية “اللاهموم واللامسئوليات”، يصارع كل منّا في مضماره الخاص من أجل البقاء، بمعاناة معلنة أو غير معلنة، ولكن لو وقف كل واحد منا ندًّا أمام كل مشكلة تواجهه، لتحولت حياته إلي ساحة قتال. ولو أعرض عنها، لأصبح متخاذلًا، متهاونًا في حق نفسه.

فكيف أواجه إذًا دون أن ألتحم في صراع مرير؟ وكيف أحمي نفسي دون أن أعرضها للهلاك ؟

تحقيق الحماية من الوحش الذي يشاركك أرضك، وزادك، وعتادك، ومساحة الهواء التي تتنفسها دون المساس بمساحته الخاصة يتطلب فعلًا سحريًّا، ولا فرضية غير ذلك. كأن تكون غير مرئي مثلًا. إذا افترضنا أن الوحش هو المنغصات اليومية، فما هي فرضية كونك غير مرئي؟

“منطق البالون هو الفعل السحري، واللاسحري في الوقت نفسه الذي تتطلبه حصانتك”.

ما منطق البالون؟

البالون الخاص بي هو دائرتي الأولى شديدة الخصوصية، المغلقة على روحي فقط. دائرة لي وحدي بخلاف تقسيمة الدوائر الأخرى، مثل دائرة الأسرة، دائرة الأصدقاء، دائرة الأقارب، وغيرها.

ما أهمية أن يكون لي بالون خاص؟

“النجاة يا صديقي”

تخيل أنك تذهب كل صباح لخوض معركة تعود بعدها في آخر الليل إلى الخواء، إلى اللاشيء. لا بيت تعود إليه، لا فراش دافئة تسكن فوقها جراحك، لا طعام يشدّ عودك، لا شيء يطيب خاطرك، لا وطن يحتويك. وطنك هذا الذي تعود إليه كل ليلة، ولو لعشر دقائق هو بالونك الخاص. هناك حيث تجلس أمنياتك مطمئنة في صحبة أحلامك. حيث تستند فيه وجيعتك على كتف سلامك. وطنك الذي لن يخذلك يومًا، والذي سيحتضنك حينما تتعب قدماك.

كيف أصنع بالوني الخاص ؟

•  فقط حدّد وقتًا كل يوم تجالس فيه نفسك، ولو لعشر دقائق.
•  اجعل وقتك هذا مميزًا، اصنع منه طقسًا رائعًا تتحين الفرصة للعودة إليه دائمًا.
•  املأ بالونك بتفاصيلك الحرة، وذكرياتك الدافئة. زَيّن جدرانه بالكلمات الجميلة، والمواقف الداعمة، وأسدل فوق نوافذه ستائر من نور.
•  اخلق له عطرًا طيبًا من كل شعور رائع ترسخ يومًا داخلك. سد فراغاته بإيمانك بنفسك، وقبولك لنقصك.
•  أمسك عليك مخاوفك، وامنحها أمانك كي لا تكون وليمة للوحوش بالخارج.
•  لا تدعو أحدًا إليه. اجعله ملاذك الآمن، واترك داخله مفتاح سعادتك دون أن تخبر أحدًا بذلك.
•  سينغصونك بالخارج، ستمطر المشكلات فوق رأسك، ستتفاقم الهموم.

ولكن رغم كل شيء ستلجأ إلي عالمك الخاص، وتدير المفتاح في قفل سعادتك، لتبدأ دورة حياتك السرية بما فيها من آمال، ومحبة،  وراحة. مع الوقت لن تكون ناجيًا فقط، بل ستتعلم حرفة صناعة أطواق النجاة لكل من تحب.

كيف يفسر عقلك منطق البالون؟

سيترجم عقلك منطق البالون إلى فعل المكافأة. وسينتشي به مثل طفل صغير ذهب إلى أرض الحلوى أخيرًا، وصار بإمكانه زيارتها يوميًّا. سيكون عالمك الجديد وحافزك الأعظم.

تخيل وأنت تفتح عينيك لتقوم من فراشك في الصباح ، فكّر في تلك المكافأة التي تنتظرك في آخر اليوم، كيف سيكون سلوكك طوال اليوم؟ كيف ستكون طاقتك وأنت تعلم أن هناك نورًا في آخر النفق مُعدًا خصيصًا لك؟ حينما تفكر في هذه الكلمات بالأعلى لتطلق حكمًا: “هذا عبث، من أين لي أن أحصل على الوقت الكافي لهذا البالون اللعين؟”

احسب الوقت الذي تضيعه وأنت تدفن رأسك في شاشة هاتفك. حسبت الوقت؟ حسنًا، الأمر لن يستغرق ربع الوقت الذي تقضيه على هاتفك. والآن، اترك كل شيء من يديك لدقائق. اصنع مشروبك المفضل، اخلع على باب بالونك أي شيء لا ينتمي إليك. وادخل لتستعيد نفسك وتشحذ طاقتك، وتصنع ميناء سلام يربطك بواقعك بجِسر مَتِين من سكينة وارِفة، ويضمن لك ولمن تحب الوصول الآمن، والرحلة الهانئة.

والآن كيف يساعدك منطق البالونة في النجاة بنفسك وبمن تحب؟

أضمن لك أن بالونك سيوفر لك الحماية الكافية لعقلك، والأرض الثابتة من تحتك، مهما اهتز العالم من حولك. وحينما يجد السلام طريقه نحو قلبك، ستتخذه خطواتك وجهة لكل من تحب.

خلاصة القول. إن لم تستكن روحك وتهدأ، لن يكون بمقدورك إنقاذ نفسك، ولا إنقاذ أيّ شخص بالعالم.

إليك أيضًا

• لا تدع الماضي يُشكل مستقبلك
• تقنية استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية
• هل شعر مونك بما نشعر به اليوم؟