موضة البراند الرقمي في عالم التجارة الإلكترونية

بدأ الأمر مع دخول الإنترنت حياتنا، فتغير كل شيء من حولنا، حتى تعاملاتنا مع بعضنا البعض، تطورْ إذا لم تكن من المواكبين له، ضعت لوحدك في عالم قديم، وبالطبع حتى تجارتنا تغيرت، فأصبحت تتمحور حول الإنترنت، فتم فتح بابٍ من ذهب، لتظهر لنا التجارة الإلكترونية، التي دخلنا بها أوسع أبواب التطور في عالم التجارة، فمنها أصبح لأصحاب المشاريع متاجر إلكترونية يقدمون الخدمات عن طريقها.

لكن إن هذا الانفتاح الكبير أدى إلى تنافس شرس بينت الشركات الكُبرى والصُغرى، فكل منا يبحث عن مكان يزرع به اسمًا يصل صداه مختلف أماكن العالم عن طريق تجارته، من هنا بدأت فكرة موضة البراند الرقمي الذي من خلالها نعرف بها عن أنفسنا. ولم يتوقف الأمر هنا، بل أصبح لكل علامة تجارية براند خاصة بها، تعبر عنها، لكن مهلاً ما البراند؟ وكيف يمكن دمجها مع التجارة الإلكترونية؟ هذا ما نسعى لتقديمه لكم في المقال التالي الذي ستناول فيه البراند الرقمي في عالم التجارة الإلكترونية، وأهميته، وأثره على متجر إلكتروني الخاص بك.

ما  البراند الرقمي؟

إذا أردنا أن نعرف البراند الرقمي، فلن يختلف الأمر عن تعريف البراند التجاري في الواقع الحقيقي، فيعرف البراند أو العلامة التجارية على أنها علامة مميزة يستدل على العمل التجاري من خلالها.

البراند هي اسم أو رسم أو شكل معين أصبح يُستدل به على المنشأة التجارية من الزبائن بشكل عام، فالبراند هي إحدى الاستراتيجيات التسويقية التي يستخدمها أصحاب المشاريع التي من خلالها تستطيع أن تبني اسمًا مميزًا يعرفه الجميع.

لا يختلف الأمر كثيرًا عندما نتحدث عن البراند الرقمي فهي جميع الطرق التي من خلالها نصنع اسمًا، نايك، أديداس، أم كلثوم بمجرد ذكر هذه الأسماء كلنا عرفنا المحتوى المُقدم دون الحاجة إلى البحث عنهم بشكل شخصي، وهذا الأهم بفكرة البراند الرقمي، فهي أي عبارة أو للوغو يمكن أن يعبر عنك أمام الناس جميعًا، بشكل بسيط، يمكنك أن تبقى بشكل محلي بين دائرة مغلقة من الناس، لكن إذا أردت أن تنتشر بشكل أكبر وتصبح محط الأنظار، لن يتحقق الأمر دون أن تقوم بصنع براند رقمي خاص بالمتجر الإلكتروني ليعبر عنك وعن تجارتك.

كيف تبني براند رقميًّا خاصًّا بمشروع التجارة الإلكترونية؟

كما أسلفنا سابقًا بالحديث عن أهمية البراند الرقمي في تعريف الزبائن عن وجود علامتك التجارية، أولًا وبشكل بديهي، إن صناعة البراند الرقمي يعني أنك تعمل على تسويق تجارتك بشكل جيد.

إجابةً عن سؤال كيف تقوم ببناء البراند الرقمي الخاص بتجارتك الإلكترونية، فبدايةً يجب عليك أن تحدد الهدف وأن تقوم بدراسة السوق بشكل جيد والأهم أن تحدد الجمهور المستهدف، لأن ذلك سيسهل عليك مهمة تحديد اللغة والطريقة التي ستعرض بها البراند الخاصة بك، فاحذر كل الحذر أن تكون غريبًا عن عادات الدولة التي أنشأت تجارتك فيها، على سبيل المثال، لو أردت أن تقوم بصنع براند رقمي في المملكة العربية السعودية، فاحرص على أن تكون قريبًا من العادات واللهجة الصحيحة، فإذا قمت بالتسويق لنفسك بعلامة تجارية لا تناسب المكان، سينقلب السحر على الساحر ويعود عليك ذلك بنتائج سيئة، فهذه بعض النصائح العامة لصنع براند ممتاز:

1. صمم لوغو أو شعارًا مميزًا

إن اختيار لوغو وشعار مناسب، يعمل على تقديمك خطوات كثيرة للأمام، فأصبحنا عندما نرى بعض الشعارات المعينة، نعرف دلالتها دون قراءة الاسم من شهرتها الواسعة، فقم بتصميم لوغو بألوان مناسبة لمحتواك الذي تقدمه لتصنع براند على مقاسك ويناسبك بشكل كبير.

2. اختر عبارات تسويقية جاذبة

احرص على قيامك بحملات تسويق بشكل مستمر مع تقديم بعض العبارات القصيرة التي تعبر عنك، وذلك لأن المستهلك يتأثر بما يشاهد ويسمع بشكل كبير، على سبيل المثال أديداس لديها لوغو الثلاث خطوط، لم تكتف الشركة بهذا، بل أصبحت تُقدم مع كل حملة تسويقية لها شعارًا أو عبارة ترسخت في أذهاننا دون كتابتها، فمن جديد أطلقت الشركة عبارة؟«البراند ذات الثلاثة خطوط» لتعبر عنها بشكل بسيط، لكن أثره كبير.

3. احرص على اختيار نوع البراند الذي تريد صناعته

فهل تريد صناعة براند شخصية لك أو براند أو علامة تجارية صناعية؟ ننصحك بأن تقوم ببناء براند يشمل التجارة الإلكترونية بكل نواحيها.

4. عبر عن نفسك بوضوح

لا تجعل من الأمور صعبة الفهم على المستهلك، فهو بنهاية الأمر يريد منتجًا معينًا منك، لكن أثِّر فيه بطريقة ذكية عن طريق شعار واسم ولوغو بألوان تجعله يشعر بالثقة.

أهمية البراند الرقمي للتجارة الإلكترونية

إن الأهمية القصوى للبراند الرقمية هي عملية الثقة التي ستزداد مع المستهلك، مما يجعله يثق في المنتج الذي ستقدمه، فعند صناعتك لبراند خاصة بك هذا يعني انتقالك من تجارة إلكترونية محلية إلى العالمية.

شخصيًّا لو تم تخييري لشراء منتج معين من مكانين مختلفين، لكن أحدهم لديه براند رقمي لامع والآخر لم يعط الأمر أهمية، سأختار ذا البراند بكل تأكيد. فعند صنعك لبراند قوي، هذا سيفتح لك أبوابًا كثيرة، مما يعني زيادة في المبيعات وزيادة في الانتشار وتقوية المنافسة التسويقية لديك، فبعد الانتهاء من صنع براند خاص بك، حينها يمكنك أن تقول أنك رسخت نفسك بعقول الجميع، لتجعل من نفسك أول ما يخطر على الأذهان عند الحديث عن نوع الخدمات التي تقدمها شركة التجارة الإلكترونية أو المتجر الإلكتروني.

أخيرًا أختم بقصة قصيرة، حتى الأشخاص لديهم براند صنعوها عبر التاريخ وبقيت معهم تحت كل الظروف، فالقصد هنا وعلى سبيل المثال، النجم محمد عبده صنع براند باسمه لا يمكن تغيير مكانه، فبمجرد ذكره اسمه لن يتم الجدال في قيمة العمل الذي سيقدم، بل وأكثر من ذلك، فإننا سنحكم على عظمة العمل دون سماعه، فمحمد عبده لا يحتاج إلى تعرفة أو حكم منا، وهذا نتيجة البراند الخاصة باسمه.

قس على ذلك كل شيء، من براندات وعلامات تجارية للملابس والأغاني والطعام وغيره، فلماذا جن جنون الجميع بمطعم البيك السعودي ووصل صداه مختلف الأقطار العربية؟ بالطبع نتيجة لجودة الخدمات التي يقدمها وأيضًا نتيجة لتسويق البراند الخاص به ووصول المنتج للمستهلك دون أن يصل بشكل فعلي. فلا حجة لنا لعدم صناعة براند رقمي بشكل مميز ليتحدث ويعبر عنا، فالبراند الناجح يصنع لك شهرًة واسعة تمتد عبر التاريخ، إلى هنا أترككم في أمان الله، على أمل طرح مواضيع أخرى والاستفادة منها معًا.

إليك أيضًا

• البراندات الرقمية في التجارة الإلكترونية
• كيف تصنع براند رقمي في ظل ازدهار التجارة الإلكترونية؟
• 4 خطوات لتصنع براند رقمي.. كيف تحافظ على علامتك التجارية؟