المراجع اللغوي وكاتب المقالات، بين الطائرة والطيّار
صعوبة المراجعة اللغوية للمقالات في أنها تتطلب؛ تركيزًا عاليًا لفترة طويلة، وقوة ملاحظة، وثقافة واسعة، وإحاطة بجميع طرق الكتابة
صعوبة المراجعة اللغوية للمقالات في أنها تتطلب؛ تركيزًا عاليًا لفترة طويلة، وقوة ملاحظة، وثقافة واسعة، وإحاطة بجميع طرق الكتابة
add تابِعني remove_red_eye 1,334
في إحدى الشركات الرائدة في مجال “تعريب الحاسب الآلي وبرامجه” التي عملت بها (باحثًا لغويًّا) في التسعينيات، قال لنا ذات مرة مديرُنا -والذي عمل “مهندسًا للطيران” بالقوات الجوية قبل التحاقه بالشركة- حين طالبْنَا أن نُساوَى نحن (اللغويين) بالمطوِّرين (المبرمجين): كيف أساويكم بِهِم؟! إنكم مِثْلي، كنا نحن “مهندسي الطيران” نقوم بصيانة الطائرة وتجهيزها للطيران ليقودها الطيّار، ولا يُسمَح بأن يكون فيها أيّ خلَل؛ لأن هذا يعرّض الطائرة ومَنْ عليها لما لا يُرْجَى عقباه، وعندما طالبنا أن نساوَى بالطيّارين، قيل لنا: أنتم كـ”السائس” يجهز الخيل ليقودها الفارس، فهل يُساوَى السائس بالفارس؟!
أردت بتلك المقدمة أن أوضح قيمة العمل اللغوي الذي يقوم به المدقق اللغوي -وخاصة للكتاب المبتدئين- والمجهود الذي يبذله لكنه لا يظهر للقارئ.
التدقيق اللغوي هو مراجعة النصوص المكتوبة للتأكد من سلامتها وخلّوها من الأخطاء النحوية والإملائية، والتأكد من وضع علامات الترقيم في موضعها الصحيح (بدون إفراط ولا تفريط) ولا يسمح للمدقق اللغوي بحذف عبارات أو تعديل جمل حسب ما يراه، وهذا قريب جدًّا من عمل المدقق الآلي الموجود في برامج تحرير النصوص مثل: الوورد، وبرامج ومواقع التدقيق الآلي.
أما المراجعة اللغوية فهي تشمل: التدقيق اللغوي، إعادة الصياغة، ضبط الأسلوب، تنسيق الفقرات. فهي عملية شاملة لتصحيح الأخطاء الشائعة في النحو والصرف والأساليب والتراكيب.
تكمن صعوبة المراجعة اللغوية للمقالات في أنها تتطلب؛ تركيزًا عاليًا لفترة طويلة، وقوة ملاحظة، وثقافة واسعة، وإحاطة بجميع قواعد اللغة، كما أنها تتطلب التفاعل مع جميع طرق الكتابة، فلكل كاتب أسلوبه وتعبيراته ولغته الخاصة، إضافةً إلى تنوع موضوعات المقالات، ناهيك عن المقالات الإلكترونية التي تتطلب مهارة التعامل مع الحاسب الآلي وبرامج تحرير النصوص، ومهارة البحث اللغوي على الإنترنت… وغير ذلك.
المراجعة اللغوية عملية مرهقة وصعبة للغاية؛ لأنها تتطلب مراجعة كل كلمة، بل كل حرف، ثم النظر في التراكيب اللغوية، لذلك فهي تتطلب تركيزًا عاليًا لفترة طويلة، لذلك يجب على المراجع الآتي:
مع انتشار الإنترنت وثقافة العمل عن بُعْد، فضّل الكثير من دور النشر والمواقع الإلكترونية الاعتماد على المراجعة اللغوية عن بُعْد، فهي بالنسبة لأصحاب العمل أفضل بكثير من الدوام الكامل ومتطلباته وكذلك للمراجعين، وعلى الرغم من أنها وسعت الفجوة بين الكُتّاب والمراجعين (من وجهة نظري) فإنها مكّنت من اتساع سوق العمل والمنافسة على الجودة، لما تتسم به من المرونة.
add تابِعني remove_red_eye 1,334
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال يوضح قيمة العمل اللغوي الذي يقوم به المراجع اللغوي، والمجهود الذي يبذله لكنه لا يظهر للقارئ
link https://ziid.net/?p=78030