هل العمل عن بُعد خيارك المناسب في التجارة الإلكترونية؟

العمل عن بُعد في خيارات التوظيف يشبه تمامًا التجارة الإلكترونية مقارنةً بالمتاجر التقليديّة، فالعمل عن بُعد والتجارة الإلكترونية كلاهما كانا أمرين بعيديْ المنال منذ بضعة سنوات، إلّا أنّ الثورة الحاصلة في سوق العمل اليوم غيّرت هذا الواقع جذريًا، وأجبرت الشركات والعملاء على التكيف والتأقلم مع هذا الوضع الجديد.

وممّا لا شكَّ فيه أنّ الشركات الناجحة لا بُدَّ وأن تبني فريق عمل ذا كفاءة عالية ومميزة، وذلك حتى تستطيع إسناد دعائم مشروعها التجاري الإلكتروني وإثبات وجوده في سوق التجارة الإلكترونية مُحتدِم المنافسة.

ونظرًا لأنّ طبيعة مشاريع التجارة الإلكترونية تتطلّب ثقة عملائك فيك لطلب منتجات عالية الجودة دون التعامل مع الموظفين وجهًا لوجه، فهذا يعني أنّك يجب أن تفعل الأمر نفسه مع فريق عملك العامل عن بُعد. وعلى الرغم من أنّه ليس من السهل تأسيس فريق عمل افتراضي لمشروعك التجاري الإلكتروني، إلّا أنّك بعدما تنجح في تحقيق هذه الخطوة المهمة ستحصل على الكثير من الامتيازات الرائعة التي تعود بالنفع على مشروعك وعلى موظفيك.

إن كنتَ لا تزال تتساءل ما إذا كان إتاحة خيار العمل عن بُعد لموظفيك أمرًا مفيدًا لصالح مشروعك التجاريّ، تعرّف على إجابة هذا السؤال بمتابعة قراءة المقال.

مميزات العمل عن بُعد لشركات التجارة الإلكترونية

أوَّلًا – التعامل بكفاءة مع زيادة عبء العمل الموسمي

إذا كانت طلبات العملاء تزيد في مشروعك التجاري الإلكتروني حسب مواسم معينة، وتقل في أوقات أخرى، سيكون من الأفضل توظيف مستقلين للتعامل مع تغيرات ضغط العمل، حيث يقبل العديد من المستقلين العاملين عن بُعد الوظائف الموسمية القائمة على المشاريع، وبعضهم مستعد أيضًا للعمل بدوام جزئي.

في الحقيقة، فإنّ هذه الطريقة تساعدك في التعامل مع زيادة عبء العمل بكفاءة وبساطة أكثر، مع وجود قائمة من المستقلين الموثوق بهم والمستعدين للعمل في أي وقت، لا سيّما في المهام التي لا تتطلّب مستوى عاليًا من الخبرة.

ثانيًا – تخفيف عبء المهام المتكررة والتي لا تحتاج لمستوى عالٍ من الخبرة

هناك بعض المهام السهلة والتي تتكرّر يوميًا في مشاريع التجارة الإلكترونية، ولا تحتاج للكثير من الخبرة لإنجازها، مثل: تحديث قائمة المنتجات المتوفرة، ومتابعة تعليقات العملاء والرد عليها، والتعامل مع المرتجعات، وإدارة العروض الترويجيّة، والتواصل مع العملاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي. سيكون من الأفضل لشركات التجارة الإلكترونية التعاقد مع مستقلين لإنجاز هذه المهام عن بُعد، لتقليل التكاليف أولًا، وثانيًا لإتاحة الوقت لصاحب العمل للتركيز أكثر على تطوير مشروعه وإدارته بكفاءة أعلى.

ثالثًا – الاستفادة من الإنتاجية العالية للمستقلين العاملين عن بُعد

في الحقيقة فإنّ العاملين عن بُعد لديهم القدرة على إنجاز أعمالهم بكفاءة أعلى من العمل في بيئة العمل المكتبية، بخلاف الاعتقاد الشائع. فالعمل عن بُعد يتطلّب التواصل الكتابي المستمر ما يعني تتبع المهام بطريقة أفضل، وبالتالي الحصول على نتائج أعلى ممّا تتوقّع.

رابعًا – تكلفة توظيف المستقلين العاملين عن بُعد أقل بكثير من توظيف موظفين بدوام كامل

اختيارك لعمل موظفيك عن بُعد يعني أنّك لن تكون بحاجة لمساحة مكتبية كبيرة، وكذلك لن تقلق كثيرًا بشأن دفع تكاليف استئجار المكتب، وشراء المعدات المكتبية، ولن تصلك فواتير الخدمات التجارية بأرقام خيالية.

خامسًا – سهولة إيجاد المستقلين العاملين عن بُعد والذين يمتلكون خبرة عالية في مجالاتهم

من أفضل مميزات العمل عن بُعد القدرة على إيجاد مستقلين ذوي خبرة عالية في مجالات متنوعة، ولن تكون محصورًا في سوق العمل المحلي، وتوظيف أشخاص قريبين جغرافيًا من موقع مكتبك؛ هذا يعني أن تكون خياراتك غير محصورة، ويمكنك البحث عنهم على المستوى الدولي. إن بحثت عن أفضل المستقلين على مستقل أو خمسات أو حتى بعيد، ستجد منهم من الأردن، وجمهورية مصر العربيّة، والمملكة العربيّة السعوديّة، وفلسطين، والجزائر، والمغرب، وسوريا، وغيرها الكثير من الدول العربيّة.

في منصة بعيد على سبيل المثال؛ لن يكون عليك سوى تضييق خيارات البحث عن خبراء من خلال اختيار التخصص الذي تحتاج خبيرًا فيه، ومن ثم تحديد المسمى الوظيفي، والدولة إن أردت، واختيار ما يناسبك من المستقلين. لن تجد صعوبة في إيجاد مستقلين متخصصين في البرمجة، وتطوير المواقع، والتسويق الإلكتروني، والكتابة، والترجمة، والتحرير، بالإضافة إلى المساعدة الافتراضية، وغير ذلك الكثير.

سادسًا – شعور الموظفين بالرضا والسعادة ما ينعكس إيجابًا على عملك

من أهم مميزات العمل عن بُعد تمكين الموظف من اختيار وقت العمل الذي يناسبه، واختيار بيئة العمل التي يرتاح فيها، بالإضافة إلى قدرته على الموازنة ما بين حياته الشخصية والمهنية، ما يزيد من شعوره بالسعادة والرضا، وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على إنتاجية الموظف، وعلى مشروعك التجاري الإلكتروني بشكل عام.

خمسُ خطوات لبناء فريق التجارة الإلكترونية الافتراضي

الآن، بعد أن تعرفت على أهم مميزات بناء فريق عمل عن بُعد، قد تتساءل ما هي خطوتك التالية.

تقتضي خطوتك التالية بإنشاء فريق عمل افتراضي مُكوَّن من أفضل الخبراء في مجال التجارة الإلكترونية، ما يمكن ترجمته فيما بعد عاملًا أساسيًّا لنجاح مشروعك التجاري وازدهاره، فكيف تفعل ذلك؟

1. حدّد الوظائف والخبرات الأساسيّة التي تحتاجها

تختلف بالطبع طبيعة الوظائف المستقلة التي تحتاجها باختلاف طبيعة مشروعك التجاري الإلكتروني، فضلًا عن تأثير حجم العمل على العدد المطلوب من هؤلاء المستقلين. على كل حال، هناك بعض الخبرات الأساسيّة التي تحتاج وجودها في فريق عملك، من أهمها:

• المدير التنفيذي لمشروع التجارة الإلكترونية: سيُوجّه هذا الشخص الفريق في تحقيق الأهداف الشهرية والتصدي للتحديات غير المتوقعة.
• مدير مشروع التجارة الإلكترونية: يحافظ عضو الفريق هذا على جميع الجداول والعمليات الأساسية بالترتيب، ويضمن التواصل المناسب مع تُجّار التجزئة والمُوَرّدين.
• فريق كتابة المحتوى والتسويق: أعضاء هذا الفريق مسؤولون عن إنشاء محتوى جذّاب وعالي الجودة لجميع القنوات الإلكترونية، بالإضافة إلى تنفيذ حملات تسويقية وترويجية للمنتجات والخدمات التي يقدمها المشروع.
• مُحلّل أعمال التجارة الإلكترونية: يتابع هذا الشخص سير العمل، ويُحدّد النتائج الرئيسة الموضوعية (OKRs) ومؤشرات الأداء الرئيسة (KPIs)، والمعايير التنافسية، فضلًا عن وضع الاستراتيجيات القابلة للتنفيذ لنمو الأعمال والمشاريع.
• الفريق التقني وتكنولوجيا المعلومات: يضمن الجانب الفني للفريق هندسة الموقع بشكل صحيح، بالإضافة إلى إنشاء برامج التجارة الإلكترونية والعمليات التكنولوجية، ويضع خططًا لتطويرها وتشغيلها بسلاسة.
• فريق خدمة العملاء: ستكون بحاجة لشخص أو فريق للإجابة على استفسارات العملاء، والإشراف على رضا العملاء بعد الشراء. يعتمد عدد الأشخاص الذين تحتاجهم في هذا الفريق على حجم المشروع.

2. ابحث عن أفضل المرشحين

هناك بعض السمات الأساسيّة التي لا بُدّ من توافرها في جميع المرشحين للعمل عن بُعد بغض النظر عن مجال عملهم، ألا وهي:

• القدرة على الاتصال والتواصل الكتابي.
• وجود الحافز الذاتي للعمل.
• امتلاك الخبرة التقنية لاستخدام أدوات التكنولوجيا التي تساعد الموظف على أداء وظيفته بأفضل طريقة ممكنة.

3. وظّف المرشحين لفترة تجريبيّة في البداية

قبل أن تتعاقد رسميًّا مع المرشحين الذين اخترت العمل معهم، سيكون من الأفضل تجربة العمل معهم لفترة قصيرة أوّلًا، أو لإنجاز مهمتين أو ثلاث، ما يُمَكنك من تقييم جودة العمل بشكل أفضل، واختبار مدى التزامهم بالوقت الزمني المحدد، ومدى تقبلهم للملاحظات والانتقادات والعمل على تعديلها.

4. وفّر أدوات العمل اللازمة لإنجاز المهام

اختر أفضل البرامج والأدوات التكنولوجية التي تساعد هؤلاء الأشخاص على إنجاز مهامهم وتسليمها بأفضل طريقة ممكنة.

5. أسس ثقافة عمل مستقلة إيجابيّة ومحفزة

كن مرنًا في تقسيم المهام على موظفيك، وحاول تأسيس ثقافة عمل مشتركة بين الموظفين تستند على التعاون، والثقة بالآخرين، والمرونة. هذا سينعكس إيجابًا على عطاء موظفيك، ويُقدرون لك تفهمك لجميع أوضاعهم الاجتماعية خلال عملهم من المنزل.

حتى تُوفّر على نفسك الكثير من الوقت للبحث عن أفضل الأشخاص الذين تحتاجهم لضمان نجاح مشروع التجارة الإلكترونية، يمكنك الاستعانة بخدمة التوظيف للشركات، والتي تُقدّمها منصة بعيد، بحيث يسعى فريقها الخبير المُكوّن من أفضل أخصائي التوظيف لتأمين احتياجات شركتك من الموارد البشريّة العاملة عن بُعد، وذلك اعتمادًا على معايير قياسيّة لاختيار أفضل المستقلين، وترشيحهم للعمل معك بما يناسب بيئة الشركة وثقافتها، ما يسهم بدوره في تحسين جودة التوظيف، وخفض معدل الدوران الوظيفي، بالإضافة إلى تجنُّب نفقات التوظيف الإضافيّة.

وإن كان مشروع التجارة الإلكترونية لا يحتاج إلى فريق عمل كامل لإنجاز المهام، ولا زال في بدايته، فقد تحتاج إلى مستقل واحد أو اثنين لإنجاز العمل. على سبيل المثال، تحتاج للتعاقد مع مبرمج مواقع إلكترونية لإنشاء الموقع أوّلًا، كما وستحتاج في هذه المرحلة أيضًا للتعاقد مع أحد مصممي الجرافيك لتصميم شعار العلامة التجارية وواجهة الموقع الإلكتروني. وحتمًا خيارك الأفضل لإيجاد هؤلاء الأشخاص سيكون بالبحث عنهم على مستقل وخمسات.

إليك أيضًا

• مخاطر المخزون في مشاريع التجارة الإلكترونية: الإدارة والحلول
• 12 نوعًا من أنواع التغليف المخصص لمشاريع التجارة الإلكترونية
• نصائح مهمة لزيادة معدل الاحتفاظ بالعملاء في مشاريع التجارة الإلكترونية الناشئة