مميزات التجارة الإلكترونية للمجتمع والأمة

في تحليل لسوق التجارة الإلكترونية عالميًّا استطاعت المملكة العربيّة السعوديّة أن تحتل التصنيف السابع والعشرين الأكبر في التجارة الإلكترونية، بإيرادات تفوق 7.7 مليارات دولار أمريكي في عام 2021، ممّا يجعلها متقدمة على بعض الدول الأوروبية مثل بلجيكا. وقد ساهمت التجارة الإلكترونية في المملكة العربيّة السعودية بتحقيق ما نسبته 15% من معدل النمو العالمي في عام 2021، ومن المتوقع أن تزيد المبيعات أكثر في الأعوام التالية.

كما وتشير هذه التحليلات إلى أنّ متجر نمشي، وأمازون، وإكسترا، ونون، هي المتاجر الإلكترونية الأكثر تحقيقًا للأرباح في سوق التجارة الإلكترونية على الترتيب.

أمّا في مقالنا هذا فلن نقصر حديثنا على الفائدة الاقتصادية للتجارة الإلكترونية في السعودية، وإنّما سنتعرّف معًا على أهم المزايا التي تقدمها التجارة الإلكترونية للمجتمع وعامة الشعب (الأمة) تحديدًا.

مزايا التجارة الإلكترونية للمجتمع

فيما يلي بعض المزايا التي تقدمها التجارة الإلكترونية للمجتمع:

1. توفير فرص عمل

تعمل التجارة الإلكترونية على سد الفجوة بين الباحثين عن عمل وأصحاب الشركات والمشاريع في المجتمع. تستطيع شركات الموارد البشرية المتخصصة نشر السير الذاتية للباحثين عن العمل عبر الإنترنت على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، كما وتتيح بعض الشركات في المقابل لموظفيها إمكانية العمل من المنزل. توفر التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت شبكة عالميّة واسعة جدًّا لتحديد الموارد البشرية المتاحة، بالإضافة للقدرة على تدريب هذه الموارد.

(مقال ذو صلة: 7 أسباب تدفعك للتفكير في العمل في مجال التجارة الإلكترونية)

2. تعزيز العلاقة الودية بين أفراد المجتمع

تتيح التجارة الإلكترونية للأشخاص إرسال الهدايا، وإلقاء التحية، فضلًا على إتاحة خيارات قسائم الهدايا التي يمكن إرسالها إلى الأصدقاء والأقارب في أي مكان في العالم، ما يساعد حتمًا في تعزيز العلاقة الودية بين الأفراد في المجتمع.

3. توفير ثروة من المعلومات

يمكن للأشخاص عبر الإنترنت الوصول إلى أي معلومات قد يحتاجونها في مختلف المواضيع والقطاعات، من عالم السياحة إلى المنتجات المالية. إنّ الوصول إلى المعلومات العالمية بتكلفة أقل، بمجرد نقرة زر واحدة، يعزز معرفة الناس ويساعدهم على التحول إلى جزء من مجتمع قائم على المعرفة.

4. زيادة الرفاهية لدى أفراد المجتمع

تساعد التجارة الإلكترونية الأشخاص على تنزيل الموسيقى ومقاطع الفيديو، والاطلاع على آخر التحديثات والمراجعات. كما وتتيح أيضًا للأشخاص حجز تذاكر الأفلام عبر الإنترنت من خلال منصات التجارة الإلكترونية المتخصصة في هذا المجال.

5. تقليل التلوث البيئي

يمكن للناس شراء أي منتج أو خدمة من أي مكان عبر الإنترنت دون الحاجة للخروج من منازلهم أو مكان عملهم. يمكن لشركاء العمل الاتصال ببعضهم البعض من مواقعهم، ما يساعد على تقليل حركة المرور والحاجة لاستخدام وسائل النقل، وبالتالي المساهمة في تقليل تلوث الهواء وتقليل الاحتباس الحراري.

6. التعليم عبر الإنترنت

تمكِّن التجارة الإلكترونية مجتمع الطلاب من التعلُّم واكتساب المعرفة من خلال الإنترنت. يمكن للطلاب إكمال الواجبات وتنزيل المعلومات في أي وقت. يمكن إجراء المناقشات مع المعلمين ومع الطلاب الآخرين بمساعدة الإنترنت.

يمكن للطلاب تسجيل أنفسهم في أي مؤسسة تعليمية عبر الإنترنت، والحصول على عرض عالمي بتكلفة أقل. يمنح التعليم عبر الإنترنت فرصة لكل طالب للمشاركة في الفصل الدراسي الافتراضي دون مراعاة الحالة والجنس واختلافات الأدوار في المجتمع.

7. الرعاية الصحية

ساعدت التجارة الإلكترونية أيضًا على توفير الرعاية الطبية والاستشارات من خلال الإنترنت للأشخاص المحتاجين. يمكن للأطباء والممرضات الحصول على المعلومات المهنية وتحديث خبراتهم من خلال أفضل تقنيات الرعاية الصحية المتاحة عبر منصات التجارة الإلكترونية المختصة في مجال الرعاية الصحيّة، ما يساعد الأطباء والمرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحيّة عمومًا على تقديم أفضل رعاية ممكنة لمرضاهم بتكلفة أقل.

مزايا التجارة الإلكترونية للأمة وعامَّة الشعب

فيما يلي بعض المزايا التي تقدمها التجارة الإلكترونية للأمة وأفراد الشعب عمومًا:

1. التقليل من الاختلالات الإقليمية

تعمل بعض الحكومات في الدول النامية على تقديم امتيازات ضريبيّة في المناطق النائية، والتي تساعد على زيادة عمليات الاتصال مع المناطق النائية والريفية عمومًا. مراكز الاتصال هذه تساعد في خلق فرص عمل جديدة، بينما تخصص الحكومات عائدات هذه الفرص لتطوير البنية التحتية، ما يساعد على تحقيق تنمية إقليمية متوازنة في البلدان النامية.

2. التقليل من نسبة البطالة

ممّا لا شكّ فيه أنّ مشاريع التجارة الإلكترونية تتطلّب الكثير من الموارد البشريّة الموهوبة، والتي تعمل في مجالات مختلفة لإنشاء منصات التجارة الإلكترونية ومتابعة أعمالها.

ورغم أنّ العمليات التجارية مؤتمتة، تتطلب منظومة التجارة الإلكترونية توظيف العديد من الأشخاص المسؤولين عن تقديم خدمة العملاء، وإدارة الطلبات، وغير ذلك؛ ما يعني بالطبع أنّ للتجارة الإلكترونية دورًا أساسيًّا في تقليل مشكلة البطالة، وزيادة معدلات التوظيف.

3. التنمية الاقتصادية

تساعد مشاريع التجارة الإلكترونية المتنوعة على جذب العملاء من أي مكان في العالم، وزيادة قاعدة العملاء تعني في المقابل زيادة الإنتاج المحلي؛ وهذا يُدرّ عائدات أكبر للشركات، ويُعزّز الزيادات في الدخل القومي. زيادة الدخل القومي وزيادة حجم الإنتاج والخدمات تؤدي إلى تسريع النمو الاقتصادي في الدولة، ما ينعكس إيجابًا على وضع الفرد في المجتمع.

4. توافر البضائع والمنتجات

يستطيع الناس شراء كل ما يحتاجونه من منتجات وبضائع من أي مكان في العالم، ويمكن أيضًا شراء البضائع غير المتوفرة محليًا من أي جزء من العالم، حيث إنّ مشاريع التجارة الإلكترونية العالمية تساعد الأفراد على تلبية احتياجاتهم، حتى وإن كانت نادرة أو غريبة.

إليك أيضًا

• التجارة الإلكترونية وحل مشكلة البطالة .. كيف ساعدت التجارة الإلكترونية في تعزيز فرص العمل والنمو الشامل؟
• التجارة الإلكترونية في الوطن العربي
• أهمية التجارة الإلكترونية في الوطن العربي ومستقبلها الواعد