5 استراتيجيات لنجاح علامتك التجارية
العلامة التجارية هي الوقت والجهد الذي تبذله لتبقى على صلة بجمهورك المستهدف لعقود وقرون
add تابِعني remove_red_eye 29,594
تحدثنا في المقالة السابقة عن أسباب فشل العلامة التجارية واليوم سأحدثكم عن استراتيجيات مهمة يجب أن تتبعها لنجاح العلامة التجارية، ولكن هل تتذكرون ماذا أخبرتكم في المقالة السابقة؟ أن تتابعوا الماركات التجارية وتعرفوا لماذا نجحت وحققت الاستمرارية حتى الآن، عن نفسي كنت أهوى معرفة لماذا اختارت الشركة هذا الشعار بالتحديد؟ وماذا يعني هذا الشعار؟ ولماذا هو غامض؟ وما هي رسالته؟ كل تلك التساؤلات ستساعدك على ابتكار علامة تجارية مميزة تستطيع أن تبدأ بها عملك التجاري، ولكن لاحظوا وتذكروا أن الشكل والشعار يجب أن يُعبروا عن رؤيتك، وعن هويتك التجارية. دعونا الآن نتحدث على الاستراتيجيات الخمس التي يجب اتباعها لضمان نجاح علامتك التجارية كما يلي:
1- لا تدخر الوقت ولا الجهد
لا تنتظر أن تتحول ماركتك التجارية بين ليلة وضحاها لماركة عالمية، ولكن يجب أن تعطيها مزيدًا من الجهد والوقت لتحفر اسمك بين المنافسين. هل تتذكرون ستيف جوبز وقصته مع أبل وكيف استطاع إنقاذها؟ هنا لاحظوا أن الماركة قد تُعاني من خسائر فادحة رغمًا عن نجاحها وشهرتها، في الحقيقة كلما كانت الماركة أكثر شهرة كلما تعرضت لخسائر كبيرة لو صادفت مشروعًا واحدًا خاطئًا، ولكن رغمًا عن ذلك لا يجب أن نفقد الأمل ونحاول دائمًا إخراج الشركة من كبوتها؛ لأن الماركة التجارية تحتاج سنوات لبنائها، وبعد فشلها تحتاج سنوات أو مُعجزة لإعادتها للحياة مجددًا، وتذكروا أن عودة الماركات الكبيرة بعد الفشل تكون دائمًا في صالح اسم الماركة، حينها تزداد شهرة فوق شهرتها.
2- أجمع المعلومات وأدرس السوق وجمهورك أولًا
لا تكتف برؤيتك وأن منتجك أو خدمتك سيُحققان ثورة في عالم التجارة الإلكترونية، وتبدأ على الفور في تصميم شعار واسم ماركتك… إلخ؛ لأن دراسة السوق، ودراسة توجهاته وعقلية الجمهور سيساعدانك كثيرًا على ربط رؤيتك المستقبلية بما يريده جمهورك، وحينها قد تُعدل استراتيجيتك قليلًا وقد تأتيك أفكار عظيمة من جلسات العصف الذهني ومن الآراء والدراسات التي جمعتها من السوق.
3- لا تنس استراتيجيات الانتشار
بعد إنشاء العلامة التجارية تذكر أن تكون ماركتك حاضرة دائمًا في كل مؤتمر وكل نشاط اجتماعي، أتذكر منذ يومين كنت في فرع الشركة التي حدثتكم عنها في المقالة السابقة، وهناك وجدت الشركة تحث العملاء على شراء خطوط هاتف جديدة وربطها ببطاقة التموين، وهنا تذكرت أن الانتشار واستغلال الظروف المُحيطة لصالح ماركتك التجارية سيساعدك على سطوع اسمك التجاري أكثر.
4- ابحث عن الانفراد والتميز
في النقطة التي حدثتكم فيها عن ربط رؤيتكم بالجمهور ودراسات السوق أخبرتكم ألا تعتمدوا على ما ترونه فحسب، بل ابحثوا عن شيء يجعلكم أكثر تميزًا، وفي تلك النقطة يجب أن تعي جيدًا أن كلما كانت علامتك التجارية فريدة من نوعها وتجذب الانتباه وتدفع الجمهور للفضول، والرغبة في معرفة عن ماذا يتحدث شعارك كلما ساعدك ذلك على نجاح علامتك التجارية.
5- التنافس والاستمرارية
هل لاحظتم ما تفعله الشركات الكبرى في رمضان؟ هؤلاء لا يعتمدون على شهرة ماركتهم التجارية هم فقط يخططون جيدًا للإعلانات التي سيتنافسون بها مع خصومهم من الماركات الأخرى، وهذا هو أحد أسباب نجاح العلامة التجارية؛ فشركة بيبسي مثلًا لا تحتاج لدعاية، ولكنها تأتي كل سنة بإعلان مُميز لتُنافس غريمتها كوكاكولا.
وهنا قبل الختام أحب أن أوضح استراتيجية تسعى إليها الماركات مؤخرًا وهي دمج ماركتهم مع ماركة أخرى، هل تتذكرون في السنوات الماضية وجدنا تحالفًا قويًّا بين شيبسي وبيبسي في إعلانات ساعدت الماركتين على ضرب عصفورين بحجر واحد؛ فبجانب الدعاية التي حققتها كلتا الشركتين استفادت بيبسي بعملاء شيبسي الحاليين والجدد، وفي نفس الوقت استفادت شيبسي بعملاء بيبسي، نستطيع القول إنها علاقة تبادل منفعة بما أن الماركتين جمهورهم واحد ولا يوجد أيّ نوع من التنافس بينهم.
في الختام
هل أخبركم بسرٍّ؟ أهم شيء يساعد على نجاح العلامة التجارية هو وجود قائد لديه شغف، ويؤمن بما يريد تحقيقه، أتعلمون أن أغلب الأمثلة التي أخبركم بها هي نتاج لمراقبتي لرجال الأعمال في شرق آسيا وكيف بدؤوا من الصفر وتعرضوا لنكسات ومن ثمَّ بدؤوا مجددًا بماركة تجارية جديدة، وهل تعلمون ماذا حدث لماركتهم القديمة التي تركوها خلفهم لظروف خارجة عن إراداتهم؟ تلك الماركة القديمة اندثرت تحت رماد الفشل بسبب غياب القائد ذي العقلية الشغوفة، بالنسبة لي القائد المجنون بفكرته هو أكثر شخص يستطيع خلق ماركة تجارية أينما ذهب، في الحقيقة وجوده في أيّ مكان يحوّل التراب لذهب.
دعوني أَسْرُد القصة من البداية، في إحدى الشركات الخاصة بتطوير البرامج“ شركة برمجة ”بدأ صاحب الشركة العبقري بتمويل من صديقه، وبالفعل أصبحت شركتهم من أكبر شركات البرمجة، ولكن بعد فترة فرقت بينهم الصراعات والخلافات، وفي النهاية انفصلت طرقاتهم، وذهب العبقري لتأجير شقة عبارة عن غرفتين فقط بدأ فيها شركة صغيرة، وهنا ذهب معه مرؤوسوه المؤمنون به، وتركوا الشركة الكبيرة – تلك هي صفات القائد الناجح أن يتبعه مرؤوسوه ويثقون في قدرته على النجاح مجددًا – في النهاية استطاع هذا العبقري إنشاء برنامج رائع وصعد بشركته الحديثة لمراتب أعلى من شركته القديمة التي انهارت في غيابه، القصة قريبة من قصة ستيف جوبز، ولكنها تتحدث عن شخص آخر، ولكن بيت القصيد هو أن البشر قادرون على إنجاح أيّ شيء، وقادرون أيضًا على إفساده.
القائد الشغوف هو أكبر عامل من عوامل نجاح الماركة التجارية؛ لذا ابحثوا عن العباقرة المجانين وشاركوهم طموحاتكم وسيخلقون لكم ماركة تجارية تُحقق نجاحا لا مثيل له.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,594
link https://ziid.net/?p=100930