تجربتي في التطوع للتوعية حول سرطان الثدي

منذ سنتين تقريبا أو أكثر لم أكن أعرف شيئا عن العمل التطوعي، وصادف بتلك الفترة أن مستشفى التعاون  بالخرج نشرت إعلانا للبحث عن متطوعات للقيام بحملة عن سرطان الثدي بعنوان “خليها لحظة تصنع فرصة”. كان الهدف من الحملة اختيار سفيرة أوسفيرات لحملة سرطان الثدي. وهنا بدأت رحلتي مع العمل التطوعي والتطوع بأن أكون أحد أعضاء تلك المجموعة الصغيرة. وواصلت التطوع في السنة التي تليها في تلك الحملة التي خصصت شهر أكتوبر من كل عام وكما هو متعارف عليه فشهر اكتوبر هو الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي.

ولأن التجارب هي التي تستمر معك مدى الحياة كانت تجارب العمل التطوعي من أهم التجارب التي عايشتها تلك الفترة، وتعلمت منها الكثير في حياتي.

العمل التطوعي  

إن قيمة دور الفرد للمجتمع لاتقتصر على كونه شخص صالح، وأن يعمل مهنة شريفة تساعده على كسب قوت يومه، وإطعام عائلته. قيمة الفرد فيما يقدمه للمجتمع ، من عطاء متبادل، وتبادل منافع، في سبيل نشر الخير والسلام تحت مظلة العمل التطوعي.

أهمية العمل التطوعي للفرد والمجتمع :

1. تقليل وقت الفراغ للمتطوع بعمل يعود عليه بالأجر والمنفعة للآخرين.

2. إدخال السرور على قلوب الآخرين بقضاء حاجاتهم.

3. لاتستطيع الحكومة مساعدة الجميع أو الوقوف عند مصالح كل فرد من المجتمع لعددهم الهائل ولكن إن اهتم كل فرد من المجتمع بمساعدة جزء من المجتمع لسهل عمل الجمعيات الخيرية للوصول إلى المحتاجين و غيرهم.

لماذا العمل التطوعي مهم للفرد والمجتمع ؟

في بعض الأوقات يخرج الإنسان صدقته ولكن يحار إلى أي مؤسسة خيرية يقدمها، وهل تذهب حقا للفرد المستحق أم لا. هنا تكمن أهمية العمل التطوعي أو الفرق التطوعية حيث يكون إيصال صدقتك أو مالك لمن يستحق بنفسك بطرق تعود عليهم بالمنفعة والفائدة كتنظيم حملات الحج والعمرة أو كسوة الشتاء للفقير أو إيصال مبلغ مالي للفقير المتعفف الذي لاتشمله أنشطة بعض الجمعيات الخيرية.

أثر العمل التطوعي على الأفراد والمجموعات

1. الشعور بالآخرين والبذل في العطاء من أجلهم.

2. إدخال الفرحة والسرور إلى حياتهم بمشاركتهم همومهم وأفراحهم.

3. الاستفادة من الوقت الفائض لدى الفرد بشغله بالأمور التي تعود عليه بالمنفعة والفائدة وعلى من حوله.

4. توجيه الأفراد إلى المؤسسات الخيرية الداعمة لهم في مجال اهتماماتهم أو المساندة لهم في مجالات مثل الصحة والتعليم والنشاطات الأخرى المختلفة.

معوقات العمل التطوعي 

1. عدم الإعلان عن النشاطات التطوعية بالشكل الكافي أو دعمها المستمر فوجود لجنة تهتم بالنشاطات التطوعية والإعلان عنها تسهل الكثير من الأمور في استقطاب المتطوعين.

2. عدم وجود الوقت الكافي للعمل التطوعي لدى الأفراد.

3. عدم رغبة الأفراد بالتطوع في أماكن بعيدة عن السكن.

4. استغلال البعض للأعمال الخيرية بالاحتيال على الناس والاستفاده من أموالهم وجهودهم.

5. الخلط بين مفهوم التطوع والعمل بأجر.

6. تعفف أصحاب الأسر المحتاجة وصعوبة إيجادهم لمساعدتهم.

7. عدم وجود المكان المناسب وقلة تفاعل المؤسسات والشركات ودعمها للعمل التطوعي.

8. تعارض وقت العمل التطوعي مع العمل والدراسة لهذا يخصص البعض أيام العطل والإجازات لذلك الغرض.

9. غياب دور برامج التدريب للمتطوعين والمتطوعات.

10. عدم التنسيق بين المجموعات أو الفرق التطوعية بالشكل المناسب.

هل ستشارك في العمل التطوعي؟

من أهم فوائد العمل التطوعي تعميق روح التعاون والتكاتف بين المجتمع والشعور بالآخرين من حولنا لهذا لايقتصر دور العمل التطوعي على العطاء فقط، بل بمشاركة الآخرين في آلامهم ومساندتهم. لهذا عزيزي القارئ لو أتيح لك أن تشارك في عمل تطوعي غير ربحي هل ستفعل ذلك ولماذا؟

سؤال يطرح العديد من التساؤلات حولك ولكن لانستطيع فهم الإجابة ما لم نفهم السؤال، قد تكون إجابتي نعم وقد تكون إجابتك لا أو نعم. لكن التجربة ستغيرك بالتاكيد، فالعمل التطوعي ينمي إدراكك ويجعلك تتعاطف مع من حولك ويوسع إدراكك للأمور.