شخصيات لن ينسى العالم تضحيتهم
بين حين وآخر نكتشف أبطالًا ضحوا بوقتهم وحياتهم من أجل الإنسانية، وربما لا نستطيع تخيل العالم اليوم بدون ما قدمه هؤلاء من تضحيات
add تابِعني remove_red_eye 756
تعددت التسميات والتضحية واحدة، فالبعض يضحي بروحه ودمه والبعض الآخر يضحي بماله وتعبه والبعض الآخر يضحي بجهدة ووقته، وربما نكون قد ضحينا نحن أيضًا بأشياء معينة من أجل عوائلنا أو أصدقائنا وفي بعض الأحيان نشعر بالفخر لأننا ضحينا، وفي بعض الأحيان نندم على ذلك، ولكننا سنذكر لكم قائمة بأروع الشخصيات التي علمتنا معنى التضحية من أجل عالم أفضل ومجتمع أرقى يسمو بأرواحنا ويشعرنا بوجودنا كبشر مخلصين بعضنا لبعض، لا نريد أن نطيل عليك، أستمر بالقراءة وستشعر بالإلهام من طبيعة هذه الشخصيات ورؤية العالم من خلالهم .
الدكتور جوناس سالك مخترع لقاح شلل الأطفال
هذا الاسم له فضل كبير لإنقاذ ملايين الأطفال حول العالم، فهو طبيب وباحث أمريكي اهتم بمشروع طبي غايته تحديد الأنواع المختلفة لفيروس شلل الأطفال، ومن ثم قام بتطوير المشروع أكثر لتطوير لقاح ضد شلل الأطفال، هذا الفيروس الخبيث الذي يصيب النخاع الشوكي ويشل الجسم، ومع حالات تزايد شلل الأطفال كان من الضروري إيجاد لقاح يقضي على هذا الفيروس في حين اعتقد العديد من العلماء بأن اللقاحات لا يمكن تطويرها إلا بالفيروسات الحية لكي تكون فعالة.
ولكن مع طموح الدكتور (جوناس سالك) وإصراره لتنفيذ المشروع تمكن من تطوير لقاح يحتوي على فيروس ميت، أقصد أن الفيروس الذي قام بتطويره غير نشط واستخدم بعض المواد الطبية لمنع تكاثره، مهمة هذا الفيروس الميت (غير النشط ) أن يقوم بخداع الجهاز المناعي لتوفير الأجسام المضادة دون التعرض لخطر إصابة الشخص، وفي (12) من أبريل من عام (1955م) أعلن أن اللقاح آمن وفعال بعد عدة اختبارات قد أجراها، وعندما سُئل الطبيب عن صاحب براءة الاختراع قال إن براءة الاختراع هي ملك للناس لأن البحث تم تمويله من التبرعات الخيرية، كان من المفترض أن يحصل الطبيب على ثروة مقدارها 7 مليارات دولار لو قام بالموافقة على براءة الاختراع لنفسه ولكنه تنازل عنها لكي يكون اللقاح أقل تكلفه ومتاحًا للجميع .
خيسوس غارسيا البطل الذي أنقذ مدينته من كارثة مدمرة
كان خيسوس جارسيا، البالغ من العمر (23) عامًا وهو يعمل كمشرف في السكك الحديدية في بلدة ناكوزاري في المكسيك، وفي السابع من نوفمبر عام (1907م) عندما كان يأخذ استراحة في ساحة الشحن، لاحظ الدخان يتصاعد من سقف أحد القطارات التي تحمل الديناميت وشاهد اشتعال النيران في القش الموجود على سطح القطار وادرك أن هناك كارثة ستحصل اذا اشتعلت النيران بالديناميت وستقع الكارثة وتتعرض المدينة للخطر فقرر أن يتخذ الموقف الذي يمنع من وقوع هذه الكارثة.
وذهب إلى القطار مسرعًا ومن دون تردد وقاده بالاتجاه المعاكس بكامل قوته لمسافة بضعه كيلومترات ليأخذ القطار المحمل بالديناميت بعيدًا عن مدينته قبل الانفجار، وبالفعل تمكن من الابتعاد بالقطار عن المدينة وأنقذها من الكارثة التي أوشكت على الوقوع لولا شجاعته، ولكن ذلك كلفه حياته ومن كان معه من الركاب الآخرين، ويعتبر خيسوس غارسيا اليوم كبطل قومي في المكسيك وتم تسمية العديد من الشوارع والمدارس والأماكن العامة الأخرى باسمه.
شركة فولفو تتخلى عن براءة اختراع حزام الأمان مجانًا
لا يغيب عن أذهان الكثيرين اسم شركة فولفو السويدية المتخصصة في صناعة السيارات، فقبل اختراع حزام الأمان ذي المقابض الثلاثة الذي نراه اليوم بالسيارات كان هناك حزام أمان قبله ولكن بمقبضين فقط ويمر عبر البطن والخصر للراكب ولكنه لم يساهم كثيرًا في سلامة الركاب بشكل كامل، ففي حالة الاصطدام يتعرض الراكب للإصابة في الرأس أو الصدر أو العمود الفقري، فقررت شركة فولفو أن تضع في أولويتها الأولى هي سلامة السائق والركاب كجزء أساسي من سمعتها التجارية وهي عن طريق ابتكار حزام أمان يحقق أقصى درجات الأمان.
فقاموا باستدعاء المصمم Nils Bohlin لابتكار حلّ أفضل لأمان الركاب فقام باختراع حزام يحتوي على ثلاثة مقابض على شكل حرف (V) والذي يتم ربطه عبر البطن والصدر والخصر وساعد هذا الابتكار على تثبيت جذع الركاب والجسم في المقعد بأقصى صورة ممكنة وذلك للخروج بأقل الخسائر في حالة تعرضهم للاصطدام، وبعد هذا الابتكار حصلت الشركة على براءة الاختراع وكان من الممكن جدًّا أن تستفيد منه الشركة حصريًّا وتحصل على مبالغ طائلة ولكن بدلًا من ذلك قرروا أن هذا الاختراع سيكون له قيمة كأداة مجانية منقذة للحياة أكثر من كونه شيئًا للاستفادة منه، وتم منح هذا التصميم للشركات الأخرى لتوفير أكبر قدر ممكن من الأمان للركاب وسلامتهم.
كبار السن في اليابان يتطوعون لإنقاذ البلاد من الكارثة النووية في فوكوشيما
في (11) مارس عام (2011م)، وقع زلزال كبير أدَّى إلى تعطيل إمدادات الطاقة وأنظمة التبريد لمفاعلات فوكوشيما للطاقة النووية، مما أدى إلى وقوع حادث نووي هائل حيث غادر حوالي (750) عاملًا بسبب زيادة خطر التعرض للإشعاع. مع انخفاض عدد العمال، فاجتمع كبار السن اليابانيون المتقاعدون معًا للمساعدة في تنظيف الكارثة في محطة فوكوشيما للطاقة وأطلق كبار السن اليابانيون المتقاعدون على أنفسهم اسم “فيلق المحاربين القدامى المهرة في فوكوشيما”، وكانوا يتألفون من مهندسين متقاعدين ومهنيين آخرين تزيد أعمارهم عن (60) عامًا وكان لدى المجموعة أكثر من (200) عضوًا كانوا على استعداد للتطوع.
مشيرين إلى أن الجيل الأصغر لا ينبغي أن يواجه أخطار الإشعاع. وبالفعل كان سببهم منطقيًّا جدًّا وهو أنه حتى لو تعرضوا للإشعاع فإن الآثار الجانبية الناتجة لن تحدث إلا بعد (20-30) عامًا، وبالتالي لديهم فرصة أقل للإصابة بالسرطان فكم يريد أن يعيش الإنسان أكثر من ذلك؟؟ على عكس الصغار الذين قد تنقطع حياتهم بسبب الإشعاع الشديد ويعيشون باقي حياتهم يعانون من تأثير هذه الإشعاعات وهم في مقتبل العمر.
بالطبع هناك الكثير من الأبطال الملهمين علمونا معنى التضحية والوفاء والصدق والإخلاص بالعمل لتقديم الخير لهذا العالم، وهناك الكثير أيضًا من الذين ساهموا فعليًّا في تحسين حياتنا نحو الأفضل ويجب علينا أن نرد الجميل لهم على الأقل أن نذكرهم في كل وقت ومناسبة ونلهم أجيالنا القادمة ونحفزهم أن يكونوا مثلهم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 756
شخصيات ملهمة كانت سببًا في إنقاذ العالم على حساب أنفسهم.. تعرفوا عليهم في هذا المقال
link https://ziid.net/?p=72198