هكذا تستطيع قراءة أكبر عددٍ ممكن من الكتب

يعدُ الكِتابُ نافذة على العالم، بابًا معرفيًّا، وطريقًا إلى الإدراك، في كلّ مرةٍ تدخل كتابًا لا تخرج منه كما دخلته، ستعيش مع حكاياته إذا كان رواية، سيشغل عقلك وتفكيرك إذا كان فلسفيًّا أو فكريًّا، وتحاول تفكيك الصورةِ أمامك إذا كان سياسيًّا، وستمنح نفسكَ خالص المتعة إذا كان شعرًا أو قصةً. تدرك حقائق وتتقفى خطوات حقائق غير منتهية. ومع كلّ كتابٍ تتغير بطريقةٍ ما، تنضج معرفيًّا، وتكبر وعيًا. وإذا كنت مهتمًا حقيقيًّا وشغوفًا بالبحث الدائم في عالم الكتبِ، ستكون زيادة إنتاجيتك القرائية أحد أهم أهدافك. التي تلعب دورًا في زيادة معرفتك ووعيك، وحتى مساحة المتعة التي يقدمها لك عالم القراءة. إذا كنتَ ممن يريدون قراءة عددٍ أكبر من الكتب، فهذا المقال لك.

1. اقرأ كل شيء

ماذا نقصد هنا بـ”اقرأ كل شيء”؟ بالتأكيد لا أقصد اقرأ كل كتابٍ تجده أمامكَ، وإن كان هذا مهمًّا في تعزيز القراءة في حياتك. لكن ما أقصده، اقرأ في كلّ المجالات وكل الأنواعِ. تنويع القراءات مهم للغاية للمحافظةِ على شغفكَ اتجاه فعلِ القراءة نفسه والتعود على تواجد الكتب في يومكَ. ما دمت تختار كتابًا قيمًا فامنح لنفسك الفرصة اكتشافَ كل ما من شأنهِ منحكَ قيمة معرفية مضافة.

حاول أن تقرأ كتابين في وقتٍ واحد، فأنواع الكتب كثيرة: الأدب، الفكر والفلسفة، التاريخ، علم النفس والاجتماع والاقتصاد والسياسة. حاول دومًا أن تنوع في اختياركَ للكتاب. في الأدب مثلًا أنواعٌ كثيرة: روايات، قصص، شعر ومسرح. يمكنك مثلًا قراءة كتابٍ في الفكر مع رواية، كتاب في السياسة مع مجموعةٍ قصصية، هكذا لا تسمح للملل من التسلل إليك. إن الكتب المصورة، المجلات الأدبية والعلمية، التي تتناول مواضيع بشكلٍ يمكن القول إنه خفيف تساعدك أيضًا على التخفيف من ثقل الكتب الدسمة، مع استمرارك في الفعل القرائي.

2. الكتب الصوتية

إن الكتب الصوتية ثورة حقيقية في عالم القراءة، وترفع إنتاجيةَ القارئ إلى ضعفِ العادي. فبينما تحتاج مكانًا وتركيزًا وجلوسًا لتقرأ بشكلٍ تقليدي تمكنكَ الكتب الصوتية من القراءة في أيّ مكان، وبأي طريقةٍ وبدل أن تقضي وقتًا طويلًا في المواصلات، القيادة، التبضع، انتظار المعاملات. أو حتى في البيتِ مع الأعمال المنزلية من الطيبِ، التنظيف، أو الاستلقاء، حتى إنه ساعدَ الكثير من الأمهات اللواتي يقضين وقتًا في الإرضاع دون التمكن من القيام بأي أمرٍ آخر، أو ممن تحتم عليهم ظروفهم السفر بشكلٍ دائم والتنقلات الكثيرة. يمكنك استغلال كلّ ذلك في الاستماعِ لكتابٍ من اختيارك، في المجال الذي تريد. كما أنها عادةً ما تمكنك من إنهاء الكتابِ في مدةٍ أقل من القراءة التقليدية.

3. اقرأ بلغاتٍ مختلفة

إذا كنتَ تجيد لغةً غير لغتكَ الأم، فهي فرصة مناسبة للتنويع اللغوي للكتب، فلن تمل القراءة بلغة واحدة وأيضًا تحسن من لغتك الثانية، وربما لغاتك الأخرى. إن تنويع القراءات لغويًّا من شأنهِ فتح باب آخرَ من أجلِ التنويع الثقافي ومعرفةِ الآخر من خلال لغته مباشرة والدخول في عالمه، اكتشاف نمط حياته، وآرائهِ.

4. دون عن الكتب

حاول دومًا أن تأخذ ملاحظاتٍ عن الكتاب الذي تقرأ، مع كتابةٍ مراجعةٍ وتقييم له، فهذا الأمر سيساعدك لاسترجاعِ كل المعلوماتِ المقتبسة منه، وأيضًا لمنحِ عقلكَ فرصةً جديدة لإدخال معلوماتٍ جديدة دون أن تشعر بالضغط أو الثقل.

5. تشارك في القراءة مع صديقٍ أو أكثر

مشاركة القراءة مع الآخرين يلعب دورًا هامًّا في خلق تحفيز داخلي للقراءة، خاصةً مع الكتبِ التي تشعر بثقلها أو لا تستطيع إتمامها، فالنقاشات والسؤال بين القراء لكتابٍ واحد “أين وصلت؟” يحفز البقية لإتمام الكتاب والانضمام للمناقشة، وهكذا ستنهي الكتاب والآخر دون مللٍ.

6. اجعل الكتاب رفيقك

اجعل الكتابَ رفيقك دومًا، هذا من شأنهِ أن يحميك من تضييع وقتكَ وهدرٍ طاقتك فيما لا تجني منه شيئًا، كما أنه يفتح لكَ عالمًا لا ينتهي من المعرفة، ويزرع فيك لهفة وشوقًا دائمًا اتجاه الكتب ومحبيها وصانعيها. فهو رفيق أوقاتك الوحيدة، أوقات السفر، وحتى المشي في الطبيعة، لن تندم يومًا لقراءةِ كتابٍ.

7. قفلة القراءة

يعاني جميع القراء من قفلة القراءة، تعامل مع الأمر بشكلٍ عادي، توقف عن القراءة لمدة، أو اختر كتبًا خفيفةً، كالمجلات، أو حتى القصص المصورة.

لا ينتهي عالم الكتب، هناك الملايين من الكتبِ في العالم، ولن تستطيع قراءتها كلها بالتأكيد، فليس الهدف هو “العدد” أو إنهاء جميع الكتب، ولكن القراءة بوعيٍ وإدراك أكبر عدد كتبٍ ممكن، والحصول على أكثر معلوماتٍ ممكنة.

إليك أيضًا

• 15 طريقة لقراءة المزيد من الكتب (تجربتي الشخصية)
• الكتب الإلكترونية مقابل الكتب المطبوعة: أيهما أكثر صداقة للبيئة؟
• ٨ طرائق لقراءة كتبٍ أكثر في كل عام