[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تكون صداقات ناجحة في 7 خطوات
الصداقة هي أول بذرة يزرعها البشر بعد خروجهم من كنف العائلة، هي ربيع حياتنا الأبدي
الصداقة هي أول بذرة يزرعها البشر بعد خروجهم من كنف العائلة، هي ربيع حياتنا الأبدي
add تابِعني remove_red_eye 32,063
مرت (5) دقائق ولم أستطع إيجاد مقدمة للمقالة، وكل جملة أكتبها أمحوها سريعًا لدرجة أن السهم في لوحة المفاتيح أصابه خلل وتمرد ولم يستمع لأوامري، ربما لسان حاله يقول “ارحميني، هناك مفتاح آخر بجواري مكتوب عليه (Delete) سيمحو كلماتك أسرع مني”، أتدرون إن أعظم الكُتاب يعجزون أمام وصف مشاعرهم، وقتها لا تستطيع مهاراتهم اللغوية أو خبرتهم الطويلة في الكتابة أن تنصفهم وتتحدث عما يجول بخاطرهم.
وأصعب تحدٍّ يواجهني أنا شخصيًّا هو التحدث عن أحبائي وأصدقائي، لأن الكلمات لن تعبر أبدًا عن مشاعري الحقيقة؛ لكني سأحاول؛ فأنا لن أترك سباق الخمسين دون إضافة مقالة أتحدث فيها عن أصدقائي، وربما لاحقًا سأخصص مقالة لوالدي وأمي، وأعلم أني سأزيد محبتكم لوالديكم وأصدقائكم؛ فأنا -ولله الحمد- أتمتع بموهبة التأثير في الآخرين.
الآن دعوني أترك سطور الغرور والتباهي جانبًا، وأخبركم عن الخطوات السبع لبدء علاقة صداقة ناجحة.
هل تتفقون معي أن أفضل أصدقاء حظينا بهم على الإطلاق هم أصدقاؤنا من المدرسة والجامعة، وسبب ذلك ومردّه هو أن لدينا نفس الاهتمامات والمخاوف، حصة الأنجلش المملة، درجات الاختبارات، مشروع التخرج…إلخ، النفس البشرية بصفة عامة تميل لتوطيد علاقتها مع كل من يشاركها أمور حياتها، بالنسبة لي أغلب ذكرياتي مع أصدقائي كانت مواقفنا في المدرسة والجامعة، ولاحقًا حينما أقمت صداقات مع أصدقائي في العمل كان العامل الوحيد لبدء شرارة الصداقة هي وجودهم في نفس القسم معي.
وبناء علي ذلك إذا أردت عزيزي القارئ أن تبدأ علاقة صداقة مع أيّ شخص يجب أن تجد نقطة مشتركة بينكما؛ لكن احذر أن تتصنع شخصية غير شخصيتك لأنك ستخسر هويتك وستفقد هذا الشخص للأبد، أنت فقط ابحث عن نقطة مشتركة وستجدها لأن جميعنا بشر تفكيرنا يكاد يكون واحدًا.
لا شك أن الثقة هي أساس أي علاقة؛ لكن حينما يتعلق الأمر بالصداقة؛ فالثقة ليست فقط الركيزة الأساسية التي تبني عليها الصداقة، بل هي العلاقة نفسها؛ أنا على سبيل المثال لا أتذكر أن أصدقائي المقربين أخبروني بسرٍّ من أسرارهم وحذروني قبلها من ألا أخبر أحدًا قطّ بهذا السرّ؛ لأنهم وببساطة يثقون أن صداقتنا ما هي إلا ثقة متبادلة؛ لكن مع الأسف أغلب الأعمال الدرامية لا يظهرون المعدن الأصلي للصداقة، وأغلبهم يظهرون الأصدقاء علي أنهم لا يحفظون السرّ ويخونون الأمانة.. إلخ؛ لكن الواقع عكس ذلك تمامًا؛ فأصدقائي تجاوزوا مرحلة الصداقة وأصبحوا أخوة حقيقيين لي؛ فلم تسرق إحداهن حب حياتي، ولم تتحدث الأخرى عني بسوء، مشاعر الغيرة والحسد والحقد والخيانة وكل تلك المساوئ لا توجد في قاموسي أنا وأصدقائي.
كلمة الصداقة ليست فقط مأخوذة من كلمة صدق؛ بالنسبة لي الصداقة ما هي إلا توكيد لفظي ومعنوي لكلمة “الصدق”؛ علاقتي بأصدقائي أصبحت وطيدة ومتماسكة لأنهم لا يكذبون أو يتجملون، أنا وهم علي سجيتنا منذ لحظة تعارفنا وحتى الآن، نحن على علم بكل صغيرة وكبيرة في حياة بعضنا البعض، وعلى الرغم من أننا لا نتواصل كثيرًا وقد يمر أكثر من 3 أو 4 شهور على لقائنا الأخير؛ لكن كل هذا لا يترك أيّ أثر على صداقتنا بل علي العكس تمامًا، علاقتنا بتقوى أكثر.
في مصر كثيرًا ما نردد هذا المثل: “يا بخت من بكاني وبكي عليا ولا ضحكني وضحك الناس عليا” هذا المثل معناه أن مصارحتك بالحقيقة حتى ولو كانت مُرّة أفضل بكثير من خداعك بالكذب، وهذا ما يفعله أصدقائي معي، هالة وأمل ونيرمين وياسمين…إلخ، لا يترددون لحظة في مصارحتي بأي خطأ ارتكبته، هم دائما ما ينصحوني من أجل مصلحتي.
أكثر جملة أكرهها في عالم السياسة هي “لا يوجد أعداء دائمون أو أصدقاء للأبد، هناك فقط مصالح مشتركة”؛ فأكثر شيء مثير للاشمئزاز أن تسعى لمصادقة فلان أو عِلّان من أجل مصلحة تريدها منه، عن نفسي لا يوجد لدي أي مانع من طرق باب أحدهم لطلب المساعدة؛ لكني لن ألجا أبدًا لمصادقته، وقتها سأطلب منه مباشرة ما أريد وسأعطيه المقابل إما مادي أو عن طريق خدمة سأقدمها له، هنا ستكون علاقة تبادل منفعة وليست صداقة؛ فالصداقة أسمى من أن يتم استغلالها بتلك الطريقة المخزية.
لا شك أن البشر يعشقون المدح أكثر من النقد، حتى أصدقاؤنا لا يستثنون من تلك القاعدة، وكما أخبرتكم أن تنصحوا أصدقاءكم، وأن تكونوا مرآة لهم، أنصحكم الآن بتوخي الحذر أثناء توجيه النصح لهم؛ لأنهم قد يعتبرونه نقدًا ومن المحتمل أن تسوء علاقتكم، ولتجنب سوء الفهم اتبعوا الخطوات الآتية حينما توجهون نصحًا أو حتى نقدًا لأصدقائكم:
حاول أن تزيد من محبة أصدقائك لك، ولا تعتمد كثيرًا علي علاقتكم القوية؛ لأن العلاقات ككوب الماء، ومع الوقت وأحداث الحياة لا بد أن يتناقص منه الماء تدريجيًّا، و فجأة ستكتشف أن الكوب أصبح فارغًا، وأن الجفاف قد سيطر بالفعل على علاقتكم.
على الرغم من عدم إيماني بالحكم على الناس من الانطباع الأول إلا أني لا زلت أتذكر أول لحظة قابلت فيها هالة ونيرمين؛ فمن الوهلة الأولي ظننت أن هالة شخصية مغرورة، وقررت ألا أتعامل معها في المستقبل، أما نيرمين فاعتبرتها شخصية ارستقراطية لا داعي لمعرفتها في المستقبل؛ لأني أميل للأصدقاء من الطبقات المتوسطة، الذين يعيشون نفس حياتي ولا يمضون جل وقتهم في الحفلات والسفر.. إلخ؛ لكن انطباعي عنهم كان مخالف تمامًا للحقيقة؛ فهالة شخصية ودودة جدًّا لكنها لا تضحك كثيرًا مع الأغراب، ونيرمين كانت من نفس طبقتي ولديها نفس نمط حياتي، وكلتاهن الآن من أصدقائي المقربين.
لن أختم المقالة بجمل إنشاء وإكليشيات الصداقة؛ لكن سأخبركم بنصيحة أخيرة، ابحثوا عن صديق يحمل كل الصفات التي حدثتكم عنها في السطور السابقة، وإذا لم تجدوا أوجدوا هذا الصديق من العدم، وكلما أصابكم الضيق أو الحزن أو حتى المرض -عافانا الله وعافاكم- اتصلوا بهذا الصديق وادعوه لتناول الغداء معكم، أو حتى أذهبوا سويًّا لأي مكان؛ لأن الأصدقاء كمولد الكهرباء قادرون علي شحن طاقتنا كلما أفرغتها ضغوط الحياة.
add تابِعني remove_red_eye 32,063
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال هام لكل من يريد تكوين صداقات جديدة جيدة وقوية
link https://ziid.net/?p=68534