[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تكون قائدًا ناجحًا في 5 خطوات
القيادة هي أن تكون قدوة للآخرين، وأن تنير لهم الطريق الواصل لأهدافهم، القائد هو من يعبر بفريقه النهر وليس من يترك فريقه للغرق
القيادة هي أن تكون قدوة للآخرين، وأن تنير لهم الطريق الواصل لأهدافهم، القائد هو من يعبر بفريقه النهر وليس من يترك فريقه للغرق
add تابِعني remove_red_eye 32,219
القيادة لا تعني أن تقف في الصفوف الأولي وتملي علي الآخرين تصرفاتهم، وما يجب وما لا يجب فعله، أغلبنا يتخيل أن القيادة تنحصر حول شخص واحد واقف علي رأس الطاولة وحوله أتباعه يمسكون له الخريطة؛ ليشير هو عليها ويوضح الأماكن المستهدفة في المشروع أو الحرب.. إلخ؛ لكن للقيادة وجوه أخرى يا سادة، ومن هنا سنبدأ موضوعنا اليوم، وسنتعرف على كيف نبني لأنفسنا شخصية قيادية بخمس خطوات عملية، بعيدًا عن الجانب النظري الذي اعتدنا عليه في كورسات وكتب القيادة.
من معايشتي لطبقات مختلفة من المجتمع، بسبب طبيعة عملي كصحافية؛ فإجبار أي شخص على الموافقة علي آرائك أو تصرفاتك بالقوة الجبرية، لن يصل بك للنتيجة التي تريدها، بل على العكس تمامًا، سينفر الآخرون منك ،وأغلبهم سيأخذون عنك فكرة أنك شخص متسلط أو متشدد جدًّا لآرائك، وهذا هو أكبر خطأ ممكن أن يقع فيه أي شخص، وأنا شخصيًّا وقعت في هذا الفخ؛ لكن لحسن الحظ أني تداركت أخطائي، ومع الوقت توقفت عن طرح آرائي وأفكاري إلا لو طلب مني ذلك.
بالنسبة لي القيادة أفعال لا أقوال، وبما أن النقطة الأولى كانت تتحدث عن الخطأ الذي يجب أن تتحاشاه، وإلا تجبر الآخرين على تبني آرائك وتصرفاتك؛ فالنقطة الثانية هي التصرف الصحيح الذي يجب أن تتبعه؛ لأننا كبشر لا نحب أن نسير خلف الأشخاص الذين يتحدثون عن أنفسهم كثيرًا ويمدحون في حِكمتهم وآرائهم وتصرفاتهم ،بل نثق أكثر في الناجحين ومن يملكون الرؤية، بالضبط كمقولة فرانك أوشن “Work hard in silence Let success make the noise” “أعمل بجد في صمت، واترك نجاحك يتحدث عنك”.
القائد الجيد هو من يستمع للآخرين جيداً؛ فإذا رأيت من حولك يخبرونك بمشاكلهم وبأفكارهم بكل أريحية فاعلم أنهم يثقون بك، ويوقنون أن بحوزتك الحل المناسب لجميع مشاكلهم، أنا عن نفسي أدركت أن تلك الخطوة من أهم خطوات القيادة، حينما وجدت كل أصدقائي يخبرونني بكل جوانب حياتهم، حتى الأشخاص الذين تعرفت عليهم حديثًا أصبحوا يستشيروني في كل شيء متعلق بعملهم.
القائد من وجهة نظري لا بد أن يتفوق على الجميع إما في المهارات أو سمات شخصيته، وهنا ذكرت كلمة “الجميع” عوضًا عن “التابعين”؛ لأني لا أحب تعريف القيادة الذي يُذكر فيه القادة وأتباعه؛ فبالنسبة لي القائد ليس له أتباع ومريدون؛ لكنه يملك أنصارًا ومؤيدين وحلفاء وأصدقاء؛ لهذا لا أحبذ كلمة “أتباع” أبدًا وأشعر أنها كلمة مهينة في حق القائد أولًا قبل أن تكون مهينة في حق أنصاره، أما بالنسبة للشيء الذي امتلكته ولم يمتلكه الآخرون هو “عمري وخبرتي” لا تتعجبون؛ فأنا أكبر من أقراني بعام كامِل، وأكبر منهم في خبرة الحياة فحينما كانوا يلعبون كنت أنا -قدرًا- أمارس مهنة الطب مع الأطباء؛ وحينما كانوا يدرسون كنت قد بدأت حياتي العملية بالفعل، أنا سافرت قبلهم للمستقبل بدون مبالغة.
في عالم البيزنس كثيرًا ما تهتم الشركات بالــ”Image”، أو ما يعرف بصورتها وهويتها في السوق، وهذا بالضبط ما أريد توضيحه هنا؛ فكل قائد يجب أن تكون له طلة مختلفة عن باقي البشر، لا أقصد الكاريزما فحسب؛ لكني أعني أن تكون شخصيته ساحرة تجذب الآخرين إليها، ولا يستطيع أحد الإفلات من قوة جاذبيتها، الآن ستسألون كيف تكون شخصيتنا أكثر سحرًا وجاذبية، الإجابة ستجدونها في السطور التالية:
دعوني أسألكم، هل هناك وجه مقارنة بين شخص لا يفقه شيئًا في القراءة والكتابة واللغات ولا يعرف شيئًا عن الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة، وبين بيل جيتس مثلًا؟ طبعًا هناك فرق كبير بينهما؛ فإذا عقد كلاهما مناظرة سيسحقه جيتس في المناظرة بلا أدني شك، نظرًا للفجوة المعرفية بينهما، وسواء شئنا أم أبينا فيجب أن نعترف أن البشر يميلون بالفطرة لهؤلاء الأكثر منهم معرفة؛ فكلما زادت ثقافتك ومعرفتك كلما تأثر من حولك بشخصيتك، وانجذبوا إليها، أنا عن نفسي كنت شخصًا عاديًّا جدًّا قبل دخولي مجال الصحافة؛ لكن الآن شتان بين شخصيتي القديمة والحالية، وشتان بين معاملة الآخرين لي في الماضي وبين معاملتهم لي حاليًا.
أخبرتكم من قبل، في مقالة سابقة (مقالة 10 مهارات هامة قبل اقتحام سوق العمل) عن الإحسان، أنا أوقن تمامًا أن الإحسان هو ما يجعلنا شخصية متميزة؛ فبالنسبة لي القيام بأي عمل على الوجه الأكمل هو ما يجعلك شخصًا مميزًا، ومختلفًا كثيرًا عن الآخرين، تخيل عزيزي القارئ أن كل شيء في حياتك من الآن فصاعدًا ستفعله بإخلاص تام، وقتها ستكون شخصيتك فريدة لا يمكن الاستغناء عنها أو إيجاد بديل لها، لن أخبرك أن تكون أفضل نسخة من نفسك؛ أنا فقط أريدك أن تكون كبصمة أصبعك؛ فكما ميزك الله ببصمة مختلفة عن باقي البشر؛ فواجبك أنت أن تجعل شخصيتك كبصمتك، اجعلها هي أيضًا النسخة الوحيدة الموجودة في عالم البشر.
أتعلمون أن أكثر شخصية يعشقها البشر هي الشخصية الأصلية، أنا أعني الشخصية العفوية والتلقائية؛ ألا تتفقون معي أن الأطفال هم أكثر الكائنات المحبوبة على وجه الأرض بسبب شخصيتهم العفوية؛ لهذا فأهم نصيحة لك عزيزي القارئ هو أن تكون نفسك ولا تتصنع شخصية غير شخصيتك من أجل التأثير على الآخرين، استمتع بحياتك وفقًا لآرائك وقناعاتك، وتأكد أن الناس ستقبلك بكل حالاتك يكفي أن تكون أنت.
قبل أن أختم معكم أريد أن أجيب على سؤالكم الأخير، وهو كيف تدرك أنك أصبحت قائدًا ناجحًا؟
في الختام أود أن أؤكد لك عزيزي القائد أن القيادة هي فطرة موجودة في خصال كل البشر؛ لكن أغلبنا محظوظ فاكتشفها، في حين أن البعض الآخر أقل حظًّا ولم يتخيل نفسه قادرًا على تحمل عبء مسئولية القيادة، وتذكر قارئي العزيز أن القائد أشبه بالشمس وأن أنصاره هم الكواكب الذين يدورن في فلكه دون انحراف، وأن القائد هو من يشجع أصدقاءه على تحقيق ما يريد بطريقتهم الخاصة؛ لهذا اهتم جيدًا عزيزي القارئ برؤيتك؛ لأنك إذا لم تكن لك رؤية خاصة بك فلا تتوقع أبدًا أن تقود الآخرين نحو هدفهم.
add تابِعني remove_red_eye 32,219
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال هام وتجربة ملهمة حول مفهوم القائد والقيادة
link https://ziid.net/?p=67171