مهارة المحاولة.. أعد المحاولة مرة أخرى
عندما تتقن مهارة المحاولة وتصبح ضمن دائرة أمانك، سيصبح كل ما ترغب به بين يديك، لأن جهدك المبذول يستحق النجاح
add تابِعني remove_red_eye 432
أنت تشبه الصفحة البيضاء الفارغة القابلة للملء بكل شيء، هذا يعني أنك قادر على تعلم كل ما تريد، وأن تملأ صفحتك البيضاء بكل ما تراه مفيدًا، لا يوجد شيء أنت غير قادر عليه، تذكّر هذا جيدًا. لنفترض أنك لا تجيد السباحة ولم يسبق لك أن جرّبتها حتى، وذات مرة حدث معك شيء اضطرك إلى اتخاذ قرار بمحاولة السباحة بوجود مختصين قادرين على إنقاذك في حال احتجت للمساعدة، هل ستحاول السباحة؟ أم ستأخذ قرارًا بأنك لن تنجح لأنك لم تجربها من قبل ولن تحاول؟
الكثير من الناس يعيشون في دائرة أمان صنعوها لأنفسهم، هذه الدائرة تحتوي كل تجاربهم الشخصية السابقة والحالية وكل المهارات التي تعلموها والمعلومات التي حصلوا عليها من تجارب الآخرين ومواقف الحياة، وأي موقف أو قرار أو محاولة بعيدة عن هذه الدائرة وغير مألوفة لديهم يتم التعامل معها بالرفض حتى قبل محاولة التفكير بها وبجوانبها السلبية والإيجابية.
هذه الطريقة لن تفلح معهم دائمًا، لأن الحياة هي حالة من التغيير الدائم ولا يستطيع أحد حصر مواقفها وظروفها ومجراها ضمن دائرة محددة، لأنه إما سيبقى ثابتًا بينما هي تتغير أو سيقع في أزمة عدم توافق بين مهاراته وقدراته وبين مواقف الحياة.
دائرة الأمان
من المهم لكل شخص فينا صنع دائرة أمان خاصة به، هذه الدائرة كما قلنا تحوي خلاصة كل تجاربه السابقة ومعلوماته وكيفية تعامله وتصرفه وخبراته ومهاراته، إنها ضرورية جدًّا لأنها تمثل رصيدًا قويًا للإنسان يحميه ويجعله يسير بشكل أفضل. لكن علينا أن نعلم كيف ومتى نستخدم هذه الدائرة، وألا نجعلها تسجننا في سجنها وتضيق مداركنا.
متى تصبح دائرة الأمان سجنًا لنا؟
عندما نبالغ بالتركيز في دائرة الأمان، ونبالغ في ردَّات فعلنا تجاه كل ما حدث لنا في السابق، فنتصرف بحذر شديد في الحاضر ونتقيد بشكل آلي بكل ما يوجد في هذه الدائرة، على سبيل المثال: كنت قد حاولت صنع الكعك لتقديمه للأصدقاء ولكنك فشلت لأنك لم تطبق الخطوات كما هي فأصبح الكعك قاسيًا وغير ناضج، في المرة القادمة قد تأخذ قرار بعدم إعادة تجربتك لأنك تعرضت للإحراج أول مرة دون مراعاة لظروفك أو طريقة تركيزك السابقة، هنا تكون قد سجنت نفسك في تجربة قديمة فاشلة وضعت قرار (عدم إعادتها) في دائرة الأمان بدلًا من بحثك عن أسباب فشلها وتجنبها ثم وضع (الخطة الصحيحة) في دائرتك.
من المهم أن نعرف عند تشكيلنا لدائرة الأمان أنه يجب علينا النظر للتجربة بمنظار حيادي ومنطقي بعيدًا عن العواطف حتى لا نرتكب الأخطاء بحق أنفسنا، فالتفكير العقلاني الذي يبحث في السبب لهذه النتيجة ولا يتصرف على أساس النتيجة وحدها، هو الذي ينقذنا من سجن أنفسنا وتقييدها، لأنه بالعودة إلى مثالنا السابق، فنحن حكمنا على أنفسنا بالفشل مدى الحياة في صناعة الكعك، متناسين أنها كانت محاولتنا الأولى وأن هناك سببًا وراء الفشل ومن المؤكد أنه بعيد عن قدراتنا، فنحن قادرين لا شك، إنما هو فقط بتنفيذ خطوات الوصفة أو الالتزام بالمقادير، أي أنه سبب خارجي يمكن التغلب عليه.
مهارة المحاولة
تتابع معي المقال، وأظن أنك قد شكلت صورة عمّا أقصده في مهارة المحاولة، أليس كذلك؟ إننا نمتلك طاقات كبيرة وعظيمة وقدرة على فعل الكثير ونحن نجهل هذه الطاقات لأننا لا نوظّفها كما يجب أو نسجن أنفسنا في فخ عدم القدرة بمجرد أننا لم نحاول سابقا أو حاولنا وتعرضنا للفشل. كتعريف للمهارة: ما يمكنك تعلّمه واكتساب معرفة به مع الوقت لتصبح خبير وماهر به، إذًا أي شيء ترغب به مع الوقت والممارسة والتدريب ستصبح ماهرًا به، ما ينقصك فقط هو (مهارة المحاولة)، أن تعطي لنفسك الفرصة عدة مرات لاكتشاف قدراتك ومواهبك، لتتعلم وتخطئ حتى تنجح.
إن المحاولة هي الخطوة الأولى للنجاح والفشل هو الخطوة الثانية، مع تكرار المحاولة في كل مرة ستكتسب مهارات جديدة وخبرات جديدة لتصل إلى المرة الأخيرة مؤهلًا للنجاح بجدارة. لا تحكم على نفسك بالفشل مسبقًا بالاعتماد على مهاراتك السابقة ودائرة أمانك المقيدة بالعواطف أو خوفك من الفشل، بل درِّب نفسك لاكتساب مهارة المحاولة لتصبح عادة من عاداتك، ثم ضع مهارة المحاولة في دائرة الأمان الخاصة بك، لتمنح نفسك سببًا لتحاول في كل مرة دون أن تسيِّرك العواطف بعيدًا وتقيد قدراتك.
عندما تقرر المحاولة لا بد من أخذ كل جوانب الموضوع بعين الاعتبار حتى تصل إلى نتيجتك المرغوبة، بمعنى أنه يجب أن تبحث في الأسباب التي قد دفعتك للفشل في المرة الأولى ثم تحاول ثانية بعد تدارك هذه الأسباب، من هنا تنشأ الخبرة والمعرفة، من الفهم العميق للتجربة بعد محاولات عديدة أُخذت كل نتائجها بعين الاعتبار حتى بلوغ الهدف.
الآن، أتوقع أن ما أرغب في إيصاله لك أصبح واضحًا، إنك تملك قدرات هامة جدًّا، احذر من فخ الفشل المسبق ودرّب نفسك لاكتساب مهارة المحاولة لأنها أهم مهارة تتسلح بها لتصل لهدفك وتبلغ النجاح.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 432
مهارة المحاولة .. مستقبلك رهن محاولتك
link https://ziid.net/?p=95813