5 طرق يجب أن تسلكها قبل أن تبدأ طريق الألف ميل
طريق الألف ميل لا يبدأ بخطوة بل يبدأ بسلك طرق متعددة للتأكد من أن الأخير هو الطريق الصحيح
add تابِعني remove_red_eye 28,689
تحدثنا عن الحياة وعن تحقيق الأهداف وعن إدارة الذات، وعن كل شيء تقريبًا يتعلق بالنجاح، ولكننا لم نتحدث عن الطرق التي يجب أن نسلكها قبل أن نذهب في طريق الألف ميل، ولكن لماذا يجب أن نتعرف على تلك الطرق، ولماذا يجب أن نمر بها أولًا؟
لأن ببساطة المرور بها سيزيد من خبراتنا وسيساعدنا على التعامل مع التحديات والعقبات في حياتنا بمرونة، والسؤال هنا هو: متى بالتحديد سنجد تلك الطرق؟ والإجابة ستختلف من شخص لآخر بناءً على ظروفه وحياته وإصراره على النجاح؛ لأن مع الأسف هناك أشخاص كُثر في حياتنا لا يسعون للنجاح، هم فقط يدورون في حلقة مُفرغة من أجل توفير احتياجاتهم الأساسية فقط، هؤلاء لا يملكون طموحًا أو حلمًا يسعون لتحقيقه ولا يفقهون شيئًا عن معنى الأهداف، وربما مقالة اليوم ستساعدهم على إدراك معنى الحياة المُقترنة بالأحلام والأهداف والشغف.
والآن لنتحدث عن الطرق الخمس التي تؤهلنا لبدء طريق الألف ميل
1- طريق التجربة
التجربة هي نواة أيّ اكتشاف وأيّ اختراع، وهي أول خطوة يجب أن نقوم بها إذا أردنا تحقيق أيّ شيء، ولكن يجب أن تعلم جيدًا أن طريق التجارب قد يجعلك أسيرًا في دروبه طوال حياتك إلا لو قررت أن ترسم طريق الخروج منه قبل أن تدخل في متاهاته؛ لأن هناك كثيرون دخلوا طريق التجربة وأعجبتهم حياتهم هناك فقرروا أن يمكُثوا فيه للأبد، وهؤلاء موجودون بكثرة حولنا وسنجدهم يدخلون في عمل ما ولا يمضي على وجودهم شهور بسيطة ثم يتركونه ويذهبون لعمل آخر، وهكذا ينتقلون من وظيفة لأخرى ومن عالم لآخر بحجة تجربة كل الاختيارات المتاحة، ولكن تلك مع الأسف ليست حياة إنها أشبه بوجودنا في مدينة الألعاب؛ فبمجرد شعورنا بالتعب من لعبة ما نذهب لتجربة غيرها، وهكذا.
لهذا السبب يجب أن تعرفوا جيدًا أن هذا الطريق كالرمال المتحركة؛ فإذا لم تستطع التخلص من قبضته بعد حصولك على ما تريد منه فأعلم أنه سيبلعك بداخله ولن ينقذك منه أحد سوى نفسك.
2- طريق الفشل
بعد خروجك من طريق التجربة استعد جيدًا لأنك ستدخل -مُجبرًا- طريق الفشل، ولا تخف من دخولك في هذا الطريق أبدًا لأن كل الناجحين مروا بهذا الطريق، والخبر السعيد هو أن حياتهم تبدلت تمامًا بعد خروجهم منه لأن طريق الفشل هو أول بوابة في طريق النجاح.
وبما أن كل طريق له مخاطره؛ فطريق الفشل أيضًا له مخاطره التي يجب أن تستعد لمواجهتها جيدًا، وأول مخاطرة ستُقابلها هناك هي مشاعرك وأفكارك السلبية؛ فإذا لم تستطع السيطرة عليها جيدًا فاعلم عزيزي أنك مُحاصر في هذا الطريق للنهاية؛ لأن تلك الأفكار وتلك المشاعر ستجلب لك كل شيء سلبي في هذا الطريق وبما أنك في دروب الفشل بالفعل فلن تحصد شيئًا من تلك الدروب سوى الفشل؛ لهذا السبب احذر من أن تتحكم بك أفكارك ومشاعرك.
وإذا أردت أن ترحل من هذا الطريق يجب أن تقول لنفسك في الصباح والمساء إنك ستغادر لا محالة وستترك طريق الفشل وستذهب لبوابات النجاح، وأن إرادتك وإصرارك وذكاءك سيقودانك لأبواب الخروج من هذا الطريق، ولكن قبل خروجك لا تنسى أن تأخذ كنزك ومفتاح الطريق التالي: طريق التعلم.
3- طريق التعلم
هل تعلمون ما هو مفتاح هذا الطريق، والذي يجب أن تحصل عليه قبل مغادرة طريق الفشل؟ مفتاح التعلم؛ فإذا لم تحصل على الدروس المستفادة التي تعلمتها في طريق الفشل فتأكد أنك لن تستطيع أن تخطو خطوة واحدة داخل طريق التعلم أبدًا؛ لأن هذا الطريق سيأخذ منك تلك الدروس المستفادة وسيعطيك دروسًا أخرى معها، ولكنه كالوحش الكبير يجب أن تطعمه أولًا كي يسمح لك بأخذ كل ما تريد منه..
هل تتذكرون كيف بدأنا نتعلم من الكتب؟ بعد أن جهدنا لسنوات لتعلم القراءة والكتابة، كذلك هو طريق التعلم لا تستطيع الاستفادة من كنوزه إلا بعد إعطائه ما قمت بتعلمه أثناء تواجدك في طريق الفشل، وهنا فقط تستطيع أن تحصل على المفتاح الأول لفتح أسوار الطريق الرابع، أما بالنسبة للمفتاح الثاني فأنت بالفعل حصلت عليه قبل مغادرتك طريق الفشل.
4- طريق الخبرة
أسوار هذا الطريق عالية، وأبوابه لا تفتح مع الأسف إلا بمفتاحين، المفتاح الأول هو ما أخذته معك بعد مغادرتك طريق التعلم، أما المفتاح الثاني فهو الكنز الذي حصلت عليه من طريق الفشل، وهو تجاربك الفاشلة؛ فدروسك المستفادة التي تعلمتها في دروب الفشل، وتجاربك الفاشلة اتحدوا معًا وأعطوك أهم هدية في حياتك، تلك الهدية هي التي فتحت لكم أبواب طريق الخبرة، وفي هذا الطريق ستبدأ في تدوين كل شيء حدث معك منذ البداية.
بداية من لحظة دخولك لطريق التجربة، وحتى لحظة خروجك من باب التعلم، وكل لحظة أمضيتها في تلك الأبواب الثلاث هي بمثابة خبراتك التي ستؤهلك للوقوف على أعتاب طريق الألف ميل.
5- طريق المعرفة
لا تنظروا للطريق الأخير باعتباره طريقًا سهلًا عبوره لعدم وجود أبواب وأسوار له؛ لأن الحقيقة التي تجهلونها هي أن هذا الطريق لا يسمح لأيّ شخص بدخوله بطريقة عشوائية؛ لأن بطاقة دخوله هي عقلك، وإذا لم يمر عقلك بالأبواب الأربعة السابقة فوجودك فيه لن يفيدك كثيرًا، ولن تستطيع التحرر منه حتى ولو أردت ذلك إلا لو منحك هو تأشيرة الخروج بنفسه، ولكن تذكر ألا تستعجل تأشيرة خروجك منه إلا بعد حصولك على بطاقتين أساسيتين؛ أولهما بطاقة الولوج إليه مجددًا للاستفادة منه أثناء سيرك في طريق الألف ميل، والبطاقة الثانية هي بطاقة ربط كل الأحداث التي مررت بها في الطرق السابقة بالمعرفة التي حصلت عليها في هذا الطريق؛ لأنك لو لم تستطع الإجابة على الأسئلة التالية:
1- لماذا لم تنجح تجاربك؟
2- لماذا وقعت في فخ الفشل؟
3- لماذا يجب عليك التعلم من الدروس المستفادة؟
4- كيف تستفيد من خبراتك السابقة؟
وقتها فقط لن تستطيع إدراك لماذا كان يتوجب عليك من البداية أن تمر بتلك الطرق؛ لذا افهم جيدًا أن طريق المعرفة سيخبرك بأهمية مرورك بتلك الطرق، وسيقنعك أن استعداداتك السابقة ومعاناتك في كل طريق سلكته ما هو إلا تدريب عملي لما سيحدث معك في المستقبل، وهناك ستعرف أن المعرفة والتعلم مطلوبين وأن خبراتك تعني أن تجاربك لم تنجح وأنك فشلت أكثر من مرة من أجل الوصول لهدفك في النهاية.
في الختام
بعد كتابة السطور السابقة أشعر بالفخر من نفسي لأن البشر حقًّا بحاجة للمرور بتلك الطرق ومعرفة كيفية التصرف إذا تغلبت عليهم مشاعر الحزن والقلق، ولو حققتم الآن شيئًا تفخرون به ستعلمون أن النجاح هو نتاج خروجنا منتصرين من تلك الطرق المليئة بالتحديات بداية من طريق التجربة حتى طريق المعرفة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 28,689
كيف تبدأ مسيرة الألف ميل؟ هذا المقال يجيبك
link https://ziid.net/?p=93853