الوقاية من الأمراض الوبائية مطلب في الثقافة الإسلامية  

الكوارث أنواع منها الزلازل والأعاصير والفيضانات والجوع والقحط والحروب والنزاعات والهجرة والتشريد والأوبئة والأمراض مثل فايروس كورونا.

والكارثة حالة طارئة منها ما يكون بتأثير الإنسان وفعله ومنها ليس للإنسان يَدٌ في وقوعها مثل: البراكين والزلازل والأعاصير و الفيضانات وهي مشيئة إلهية.

“ثقافة المجتمع المسلم في مواجهة الكوارث” كتاب من تأليف “سمية سراج فتحي” من المملكة العربية السعودية، وصدر في عام (1435هـ) أي قَبْل أزمة كورونا بخمسة أعوام، ومواجهة الكوارث التي تقصدها هي المطلوب بطريقة عملية من أفعال منظمة اتجاه الحالة المفاجئة التي طرأت جرّاء الوباء أو غيره من الكوارث. وتذكر الباحثة أن الأوبئة والأمراض تعتبر الأكثر فتكًا وتدميرًا للحياة البشرية على مر العصور ومازالت.

والوباء إذا ما زاد وانتشر وانتقل عبر الدول أصبح وباًء عالميًّا كالكورونا. والكوارث لها سلبيات وإيجابيات إلا أن السلبيات تطغى، والكوارث بمفهوم شرعي هي سُنَن كونية أيْ منهج الله في تسيير الكون وعمارته وتنبني الكوارث على أسباب، ومسبب الأسباب هو الله -عز وجل-.

• الكورونا: ما بين نظرية التطهير ورؤية الغضب!
• الخوف من العزل.. كل ما تريد معرفته عن الخوف
• لماذا لا يريد العلماء لنا معرفة كل شيء عن كورونا؟ 

وللكوارث آثار

دينية: مثل الإيمان بقدرة الله وعظمته، كيف أن فيروس بحجم لا يذكر يسبب هذه الأزمة في العالم ككل بكلمة واحدة “كن” فيكون ليلجأ الجميع للقادر -عز وجل- أيضًا تجعلنا ممتنين ومقدرين النعم التي كنا نعيش فيها بدون أن نشعر بقيمتها (من مصافحة واجتماع بالناس وعمل وصفوف مدرسية من التواصل المباشر بالآخرين).

اجتماعية: في حال فقدان عائل الأسرة أو ما يحدث من تفكك عائلي من تداعيات الوباء.

صحية: فكل كارثة لها مشاكلها الصحية بناء على نوع الكارثة والكثافة السكانية في المنطقة المصابة ومن أشهر الأوبئة السابقة لكورونا (2019م-2020م) الكوليرا والتيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي.

نفسية: من ناحية الشعور بالذعر والقلق والتوتر وعدم الأمان.

اقتصادية: من خسائر بسبب توقف الأنشطة الصناعية والزراعية والتجارية مما يبطئ عملية التنمية بشكل عام.

النظافة مطلب للوقاية

هنالك أكثر من مطلب للوقاية من الكوارث منها الأمانة والوفاء بالعهود والشكر على النعم والعمل الصالح والاستقامة وعدم الشماتة بأهل البلاء.. وغيرها. إلا أن النظافة العامة والفردية من الأمور المهمة في حال الأمراض والأوبئة ومن الوسائل الأخذ بمبدأ النظافة والمحافظة على البيئة أيضًا ففي الأوبئة والأمراض يذكر العلماء أهمية غسل اليدين عند الملامسة خوفًا من العدوى.

ويتجلى حرص الإسلام على النظافة العامة في مصادر المياه وتقول الباحثة:

“إنه في الإسلام لا يجوز الوضوء أو الاستحمام والشرب من المياه التي أصابتها النجاسة فأدت إلى تغيير أحد صفات الماء، كما جعل الإسلام إزالة الأذى شعبة من شعب الإيمان وغسل الأيدي قبل الطعام وبعده وبعد قضا الحاجة والاعتناء بنظافة الأكل والشرب”.

كل ما ذكر يجعل الوباء أقل انتشارًا بإذن الله.

عدم الدخول الى المناطق الموبوءة أو الخروج منها مطلب للوقاية

وهذا الطب الوقائي أيْ الوقاية خير من العلاج، فلا تنتظر حتى تصاب وتقول الباحثة:

“إن الإسلام وضع قواعد الحجر الصحي فإذا ما ظهر مرض مُعد في بلد ما، كان هنالك حصار شديد بحيث يمنع الدخول لهذه البلد أو الخروج منها”.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا سمعتم بالطاعون ظهر بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها”. وفي هذا احتراز من المرض الذي قد ينقل إليك بسبب عدوى أو أي سبب آخر يؤدي إلى الإصابة.

حجر صحي للحيوان

جاء في النصّ النبويّ قوله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يُورَد مُمْرِض على مُصِحّ” أي لا يورد صاحب الإبل المريضة على صاحب الإبل السليمة فيُعدي مريضها سليمها. هذا على الإبل فكيف الإنسان الذي يجب عليه المحافظة على حياته وصيانتها والبحث عن العلاج؟ ففي الشرع الكثير من الأحاديث التي تؤكد أهمية التداوي والأخذ بالأسباب. والسعي في الوقاية كما ترى الباحثة ومدافعة المصائب لا يناقض الصبر والتوكل على الله تعالى.

وحتى ننجح في مواجهة الأزمة تشير الباحثة بأنه عليك بالرضا والصبر مع تذكر الأجر والمثوبة والدعاء والتوسل إلى الله بأنواع الطاعات فالكثير يتأثر بالتعليل المادي والعلمي البَحْت في تفسير الظواهر الكونية مثل الخسوف والزلازل والأوبئة فتنسى حين حدوث ذلك أن تتوب وتلجأ إلى الله للخروج من ذلك.

خلاصة القول

“لكل داء دواء” كما جاء في النص النبوي فالسعي للوصول إلى علاج “كوفيد 19” أمر مطلوب وباب الأمل مفتوح.