لماذا لم ينسجم الموظفون مع العمل عن بعد؟
أن العمل من المنزل لا يعمل بالنسبة لغالبية العمال في معظم الصناعات.ولكن لا يزال بإمكاننا أخذ الدروس التي تعلمناها والاستفادة منها
add تابِعني remove_red_eye 91,100
بالنسبة للعديد من الوظائف -لا سيما الوظائف التعاونية والتي تتطلب مهارة عالية أو المناصب الإدارية- فإن العمل من المنزل لا يُجدي نفعًا ببساطة، ويتوجب عدم الخلط بين الوضع غير الطبيعي المؤقت والوضع الطبيعي الجديد.
ربما لا يكون الوباء إيذانًا “بنهاية المكاتب”، كما توقع البعض، لكن العمل من المنزل أيضًا لن يصبح شيئًا من الماضي تمامًا. لا يرغب العديد من الموظفين في ذلك لأنهم تمتعوا بالحرية والمرونة التي منحهم إياها العمل عن بعد. الحل: نموذج هجين منظم، مع الإقرار بأن العمل من المنزل لا يعمل على المدى الطويل لمعظم الوظائف، بينما لا يزال يمنح العمال المرونة.
تتمثل إحدى طرق تطبيق ذلك في تخصيص فترات زمنية -ربما أيام محددة- للعمل داخل المكتب لجميع الموظفين للحفاظ على الإنتاجية والتعاون في مكان العمل، مع السماح أيضًا بمواصلة العمل من المنزل خارج تلك الساعات.
يقول البروفيسور توم آيزنمان “Tom Eisenmann” من كلية هارفارد للأعمال أنه نظرًا لأن العمل عن بُعد سيصبح جزءًا أكبر من حياتنا، فنحن بحاجة إلى حل مشكلة الحفاظ على ثقافة العمل عندما “يتشتت الناس”.
فكرة العمل عن بعد أقدم مما تتصور!
تشرح هذه المشكلة لماذا تطلب الأمر وباءً للعمل من المنزل ليصبح سائدًا، على الرغم من كونها فكرة قديمة. منذ عام 1970، تنبأ عالم المستقبليات ألفين توفلر “Alvin Toffler” بالتحول إلى العمل من المنزل، بدلًا من العمل في المكاتب والمصانع. بعد نصف قرن، تحققت تنبؤاته؛ إذ وجد تحليل أجراه مركز بيو للأبحاث “Pew Research Center” أنه قبل الوباء، كان 20% من العمال ينجزون كل أعمالهم أو معظمها من المنزل. ارتفع هذا الرقم إلى أكثر من 70% خلال الوباء.
بالنسبة للبعض، يؤدي العمل عن بُعد إلى زيادة الإنتاجية، فضلًا عن الرضا الوظيفي، لا سيما بالنسبة لأولئك الذين يعملون في وظائف فنية تتطلب الحد الأدنى من العمل الجماعي. وجد موقع Stack Overflow، وهو موقع مجتمعي لمبرمجي الكمبيوتر، في عام 2017 أن 53% من 64,000 مطور شملهم الاستطلاع صنفوا العمل عن بُعد كأحد مزايا العمل الخمس الأكثر قيمة.
مع ذلك، يجب أن نكون حذرين
منذ ما قبل الوباء، عملت على تقييم التعاون متعدد التخصصات في بيئة العمل من المنزل لأبحاث الدكتوراه خاصتي في إمبريال كوليدج-لندن. أفاد الأفراد العاملون في مشاريع إبداعية في فرق “عن بُعد” بأنهم يشعرون بأنهم “مجرد موظفين” أكثر من كونهم أفرادًا من العائلة. قال أحد المشاركين عن أصحاب العمل: “إنهم لا يلاحظون جلوسي المبكر أمام جهاز الكمبيوتر، بعبارة أدق: هم لا يرون مدى صعوبة عملي”.
يتفاقم ضرر العمل عن بعد حين يشمل الفرق. إذ غالبًا ما يكسر العمل عن بُعد الآليات التي تسمح للفريق بالعمل معًا بشكل خلاق. وجدت الدراسات أن أفضل عمل إبداعي يظهر عندما يكون الفريق في حالة تدفق، أو يركز اهتمامه الجماعي على مشكلة واحدة معًا، بما يُعرف باسم” تدفق الفريق team flow”. لكن العمل عن بُعد يجعل من الصعب إشراك الجميع في حل المشكلة ذاتها.
لا توجد “حاليًا” تقنية رقمية يمكنها إنشاء “تدفق” عن بُعد بشكل موثوق، ولا ينبغي لنا التظاهر بوجودها! إذا كان موجودًا، فلن يأخذنا ضرورة فرض قيود الوباء على العمل عن بُعد، رغم اقتناع المدراء والموظفون بذلك بالفعل.
هناك أدلة أخرى تشير إلى هذه المشكلة. وجد القائمون على تطبيق اللوح الأبيض الافتراضي Lucidspark أن 75% من 1,000 شخص شملهم الاستطلاع في سبتمبر من العام الماضي عانوا من إيجاد سُبل التعاون أثناء العمل عن بُعد.
تدفع إدارات الموارد البشرية الآن ثمن هذه العزلة ونقص التعاون، مع اعتبار عام 2021 بالفعل عام “الاستقالة الكبرى Great Resignation”. تقدر وزارة العمل الأمريكية أن معدل الاستقالة السنوي كان 25.5% في عام 2020 وأن ملايين العمال قد استقالوا بالفعل في عام 2021.
إذا أراد أصحاب العمل التمسك بموظفيهم، فإنهم بحاجة إلى إيجاد طرق للحفاظ على التوازن بين العمل والحياة التي يتمتع بها الموظفون أثناء العمل من المنزل. ويجب أن يحدث هذا أثناء إعادة دمجهم في العمل التقليدي من المكتب، لأنه من الواضح أن العمل المستقل من المنزل في جميع الصناعات ليس مرغوبًا فيه ولا مستدامًا. لهذا السبب نحتاج إلى إيجاد طريقة ثالثة، حيث تُمنح الفرق التي تُبدع من خلال التعاون أوقاتًا إلزامية كل أسبوع عندما يُتوقع أن يكون الجميع في المكتب. يختلف هذا النموذج الهجين المنظم عن العمل الهجين، حيث يمكن للموظفين القدوم والذهاب إلى المكتب كما يحلو لهم.
من خلال الجمع بين ساعات العمل المرنة والفترات الزمنية الإلزامي للحضور للمكتب، يمكننا منح الحرية التي يتمتع بها الموظفون ذوو الياقات البيضاء كثيرًا خلال تفشي الوباء. كما أنه سيمنع ظهور نموذج من مستويين: حيث يتقدم الحاضرون في المكتب، بينما يتخلف أولئك الذين يفضلون العمل من المنزل.
هذا لا يعني العودة إلى بؤس التنقلات اليومية. يمكن أن يسمح العمل الهجين المنظم للعمال بالتنقل خارج أوقات الذروة؛ مما يزيل الكثير من عذاب الانتقالات، طالما أنهم موجودون في الفترة الزمنية الإجبارية للعمل الجماعي في المكتب. والدليل واضح على أن العمل من المنزل لا يعمل بالنسبة لغالبية العمال في معظم الصناعات. ولكن لا يزال بإمكاننا أخذ الدروس التي تعلمناها حول ما يريده الموظفون اليوم وغدًا، وجعل هذا الجزء من الوضع الطبيعي الجديد في المكاتب بعد الجائحة.
لأن الموضوع يهمّك، بدليل وصولك إلى هنا، إليك المزيد من المقالات:
add تابِعني remove_red_eye 91,100
تظهر الأبحاث أن العمل من المنزل قد لا يجدي نفعًا.في هذه المقالة ما يجب على أصحاب العمل لحل المشكلة
link https://ziid.net/?p=91053