إذا كنتَ تدير مشروعًا خاصًّا بالتجارة الإلكترونية، فلا بُدَّ وأنَّك تبحث عن طرق جديدة مستحدثة لتحسين الخدمات اللوجستية المرتبطة بالتجارة الإلكترونية، وبالتالي تبسيط سير عمليات المشروع. يمكنك الاستثمار في بنية تحتية وقوى عاملة جديدة أو حتى استكشاف مجموعة متنوعة من العمليات والأساليب اللوجستية للعثور على أفضل ما يناسبك.
رُبّما خلال بحثك عن هذه الطرق يُصادفك مصطلح إدارة الحليب “Milk Run”، المصطلح غريب حتمًا وقد تكون هذه المرة الأولى التي تسمع بها عنه، لنتعرّف معًا في هذا المقال على معنى هذا المصطلح، وما إذا يناسب طبيعة مشروعك الخاص بالتجارة الإلكترونية أم لا.
لمساعدتك في اتخاذ قرار حكيم، سنستكشف ما يعنيه نظام إدارة الحليب “Milk Run” في مجال الخدمات اللوجستية، وكيفيّة تطبيقه في الخدمات اللوجستية الحديثة لمشاريع التجارة الإلكترونية، وما هي إيجابيات وسلبيات هذا النظام.
ما نظام إدارة الحليب “ميلك ران Milk Run” في الخدمات اللوجستية؟
نظام ميلك ران هو نظام توصيل يُستخدم لنقل شحنات المنتجات من مُوردين مختلفين إلى عميل واحد، وفي في مجال الخدمات اللوجستية، وبدلًا من إرسال كل مورد شاحنة أسبوعيًّا لتلبية احتياجات عميل واحد، توضع جميع طلبات العميل الواحد في شاحنة واحدة فقط. بهذه الطريقة، لن يضطر الموردون إلى إرسال البضائع إلى العميل نفسه في شحنات متعددة. بدلاً من ذلك، تتوقف السيارة عدة مرات في منشآت مختلفة وتُحمَّل البضائع و/أو تُفرَّغ حسب الحاجة.
سبب تسمية نظام إدارة الحليب “ميلك ران Milk Run” بهذا الاسم
تأتي سبب تسمية هذا المصطلح من ممارسات شركات صناعة الألبان، حيث تعمل ناقلة واحدة على جميع الحليب من مزارع الألبان المختلفة، وتسليمه إلى شركة واحدة لتصنيع الألبان. يُطبّق هذا النظام على أساس يوميّ لضمان بقاء مخزون الحليب طازجًا، والحيلولة دون الإفراط في تخزينه وتلفه. والأمر في إدارة اللوجستيات يُشبه بالمثل مبدأ تجديد المواد المستهلكة بسرعة، ولكن دون الإفراط في تخزينها وخسارتها عند تلفها للتأخر في بيعها.
كيفية تطبيق نظام إدارة الحليب في الخدمات اللوجستية الحديثة
في الخدمات اللوجستية الحديثة، كيّفت إدارة اللوجستيات نظام إدارة الحليب ودمجتها في عدد من عمليات سلسلة التوريد. على سبيل المثال، قد تُشحَن منتجات أو مكونات مختلفة من العديد من موردي المواد الخام إلى نفس الشركة المصنعة. أو في حالة عمليات التخزين الداخلي، قد يكون لديك منطقة مركزية واحدة في المستودع الخاص بك، حيث ترسل مكونات منتج مختلفة إلى عدة مناطق تجميع.
وقد تمكَّنت شركات التجارة الإلكترونية نظرًا للتقدم في التقنيات والمعدات من تنفيذ لوجستيات إدارة الحليب (Milk Run) لتبسيط سلاسل التوريد الخاصة بهم. على سبيل المثال، تسمح خزانات السوائل السائبة والشاحنات المبردة والشاحنات الجافة المهواة للموردين بنقل البضائع بأمان حتى أثناء توقفهم عدة مرات، حيث يسمح ذلك بالنقل الآمن للعناصر المعرضة للتلف أو الانسكاب.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ تقنية تحديد الإشارات الراديوية (RFID) وأنظمة إدارة المستودعات تمنح الشركات الرؤية اللازمة لتتبع حركة المخزون والمواقع. بهذه الطريقة يمكنك أن تراقب عدد الوحدات التي لديك في المخزن وعدد الوحدات التي يتم نقلها عن قُرب، وإعلامك مباشرة عند الحاجة إلى تجديد ما تحتاج من مواد خام، ما يساعدك بالتالي في تحديد عناصر المواد الخام والمنتجات التي يجب تضمينها في الدفعة التالية من عمليات التسليم بسرعة.
هل خدمات إدارة الحليب اللوجستية مناسبة لمشروع التجارة الإلكترونية؟
لاتخاذ قرار مستنير بشأن ما إذا كان يجب عليك استخدام لوجستيات إدارة الحليب، لنتعرّف معًا على إيجابيات وسلبيات هذا النظام:
إيجابيات اعتماد لوجستيات إدارة الحليب (Milk Run) في مشروع التجارة الإلكترونية
- عمليات تسليم المواد الخام تكون على أساس متكرر ومنتظم، ممَّا يقلل من مخاطر نفاد المخزون ويضمن تجديده باستمرار. نتيجة لذلك، يمكن لشركات التجارة الإلكترونية بناء سلسلة إمداد أكثر موثوقية، ويمكن التنبؤ بها بمساعدة لوجستيات إدارة الحليب.
- نظرًا لتقليل عدد رحلات الشحن باستخدام هذا النهج الإداري في توصيل المواد الخام وشحنها، فإنّه يؤدي أيضًا إلى تقليل انبعاثات الكربون. يُعدّ هذا أحد أكثر النماذج اللوجستية استدامة، حيث يقدم بعض الفوائد البيئية والاقتصادية.
- عندما تكون عمليات التسليم أكثر انتظامًا ويمكن التنبؤ بها، يصبح من السهل تتبع جودة المواد والتحكم فيها. نتيجة لذلك، يمكن لشركات التجارة الإلكترونية أيضًا تحسين جودة إنتاجها، وضمان معدلات عيوب أقل.
سلبيات اعتماد لوجستيات إدارة الحليب (Milk Run) في مشروع التجارة الإلكترونية
- يجب مزامنة المسارات ونقاط الالتقاط ومواقع التسليم بسلاسة في لوجستيات إدارة الحليب؛ نتيجة لذلك يمكن أن يكون تنفيذ عملية إدارة الحليب معقدة جدًّا، حيث تحتاج إلى مراعاة عوامل متعددة مثل: أحجام النقل، ووقت التسليم، ووقت العبور لضمان مستويات عالية من الدقة.
- بسبب ما سبق، حتى الأخطاء الصغيرة يمكن أن تُسبِّب ضررًا كبيرًا لسلسلة التوريد الخاصة بك. يمكن للتنبؤ غير الدقيق أو الاضطرابات غير المتوقعة أن تؤدي إلى عدم كفاءة سلسلة التوريد التي يمكن أن تتراكم في مشاكل أكبر، وتؤثر على مشروع التجارة الإلكترونية وتُسبّب خسارات مادية كبيرة.
- نظرًا لأنّ الخدمات اللوجستية لإدارة الحليب تتطلّب تخطيطًا كبيرًا، فقد يكون انتقالًا مكلفًا. ناهيك عن تكلفة المعدات والتكنولوجيا التي قد تكون مطلوبة لاستبدال الأنظمة الحالية المتبعة في مشروع التجارة الإلكترونية. على سبيل المثال، قد تحتاج إلى استبدال الرافعات الشوكية الخاصة بك بقطارات السحب أو دمج تقنية RFID الجديدة إذا لم تكن تستخدمها بالفعل في مستودعات منتجات التجارة الإلكترونية.
الآن، بعد أن تعرفنا على مفهوم لوجستيات إدارة الحليب، وقارنا ما بين إيجابيات وسلبيات هذا النظام، سيكون الخيار لك باعتماده أم لا، وذلك وفقًا لطبيعة المنتجات التي تبيعها في مشروع التجارة الإلكترونية، وما إذا كانت المواد الخام التي تحتاجها لمشروعك مواد مستهلكة سريعًا أم لا، والعديد من العوامل الأخرى التي يجب دراستها قبل أن تتخذ قرارًا حاسمًا باعتماد هذا النظام.
إليك أيضًا
تاريخ النشر: الجمعة، 21 أكتوبر 2022
ماذا يعني مصطلح إدارة الحليب؟ وكيف يمكن استخدامه لصالح التجارة الإلكترونية؟؟ في هذا المقال..
link https://ziid.net/?p=106013