هل تعرف الفرق بين التسويق والمبيعات؟ 

لو سألت أي أحدٍ من الناس ما هو الفرق بين التسويق والمبيعات؟ في غالب الأمر سيحدق في وجهك كثيرًا، ثم يقول لك وهو مبتسم لا يوجد فرق بين التسويق والمبيعات. أو يقول لك أن التسويق هو عرض مميزات المنتج على العميل، أما المبيعات فهو إقناع العميل بشراء هذا المنتج. ولو سألت أحدًا آخر بالتأكيد سيقول لك تعريف آخر لكل منهما، وهكذا مع الثالث وهكذا مع الرابع، فتتباين التعريفات بينهما تباينًا شديدًا.

قبل أن نتحدث عن الفرق بين التسويق والمبيعات، يجب أولًا أن نعرف تعريف كلٍ منهما. فقد عرّف خبير التسويق “فيليب كوتلر” التسويق بأنه: عملية إدارية واجتماعية يحصل من خلالها الأفراد والمجموعات على ما يحتاجون، ويتم ذلك من خلال إنتاج وتبادل المنتجات ذات القيمة مع الآخرين.

 أما المبيعات: عملية تتم بين طرفين هما البائع والمشتري، يحصل فيها المشتري على المنتجات أو الخدمات التي يحتاجها، مقابل مبلغ معين من المال يتم الإتفاق عليه مع البائع، وتكون هذه العملية وجهاً لوجه بين البائع والمشتري“.

في الشركات الناشئة وصغيرة الحجم لا يوجد قسم التسويق وقسم آخر للمبيعات، فهو قسم واحد للإثنان، ويطلق على المدير، مدير إدارة التسويق والمبيعات. أما في الشركات كبيرة الحجم فيوجد قسم التسويق، وقسم آخر للمبيعات، لأن لكل واحدٍ منهما دور في نجاح الشركة وزيادة أرباحها.

الفرق بين التسويق والمبيعات

التسويق

التسويق يبدأ من البداية من قبل عمل الشركة، من قبل تحديد المنتج، التسويق هو الذي يدرس السوق، ويعرف احتياجات ورغبات العملاء، وهو الذي يحلل المنافسين، وبعد دراسة كل ذلك يحدد ما هي المنتجات التي ستعمل فيها الشركة لتوفير احتياجات ورغبات العملاء. والتسويق أيضًا هو الذي يحدد سعر المنتج، وأماكن البيع والتوزيع، وكيف يتم الترويج لهذا المنتج، وهو الذي يهتم بالعلامة التجارية الخاصة بالشركة ويحاول نشرها وإشهارها.

التسويق يركز على الأهداف بعيدة المدى، ويتعامل مع مجموعة محددة من الناس، ويطور من المنتج ويحسنه ليلائم رغبات واحتياجات العملاء. فعملية التسويق تعتمد على إحضار معلومات وتحليلها.

إذن فالتسويق يحدد المنتجات وسعرها ويحدد عملائها ويحدد أماكن بيعها.

المبيعات

المبيعات تعتبر وظيفة من وظائف التسويق ومكملة لها، فبعد أن يدرس التسويق كما ذكرنا السوق والعملاء والمنافسين، وبعد أن يتم إنتاج المنتجات. يأتي الدور على قسم المبيعات لتكملة دور التسويق وبيع المنتج للعميل، فرجل البيع يأخذ المنتج ويتعامل مع العميل مباشرةً وجهًا لوجه، ويحاول أن يقنع العميل به من خلال إبلاغه بمميزات المنتج، وكيفية الإستفادة منه. المبيعات تتعامل مع العميل فردًا لفرد، وتكون أهدافها قريبة المدى وهي بيع المنتجات، والمبيعات تتعامل مع المنتج على شكله النهائي.

وجه التشابه بين التسويق والمبيعات

يتشابه التسويق والمبيعات في أنهما يكملان بعضهما البعض، ويهدفان إلى زيادة إيرادات الشركة وتعظيم أرباحها. ولو لم يكن التسويق والمبيعات كما يقولون على قلب رجلٍ واحد، لخسرت الشركة وأعلنت إفلاسها. ولو تكن الإدارات محترفتين لضاع مجهود أحدهما وأيضًا خسرت الشركة وأعلنت إفلاسها.

فتخيل معي لو أن إدارة التسويق قد صنعت بحوثها التسويقية عن السوق، ودرست المنافسين، ودرست احتياجات ورغبات العملاء، ثم حددت المنتج وسعره، ثم بعد ذلك جاءت إدارة المبيعات ولم تؤدي دورها وواجبها على الشكل الأمثل ولم تستطيع أن تقنع العميل بالمنتج، فهذا بالطبع سيؤدي إلى ضياع جهد إدارة التسويق.

أو ممكن أن يحدث العكس تمامًا، فإدارة التسويق لم تؤدّ دورها على الشكل الأمثل، ولم تدرس احتياجات ورغبات العملاء بشكلٍ صحيح أو تكاسلت في هذا، ولم تدرس المنافسين بالشكل الجيد. فهذا بالطبع سيرهق إدارة المبيعات ولن يستطيعوا أن يبيعوا شيئًا، وفي النهاية خسارة الشركة.

الخلاصة

هناك فروق كثيرة بين التسويق والمبيعات مثل:

1. التسويق يطور ويحسن من المنتج، أما المبيعات فتتعامل مع المنتج على شكله النهائي.

2. التسويق أهدافه بعيدة المدى وتتمثل في تحسين صورة الشركة، وبناء علامة تجارية، أما المبيعات فهدفها قصير المدى وهو بيع المنتج للعميل مباشرة.

3. التسويق يدرس السوق ويدرس احتياجات ورغبات العملاء ويحلل المنافسين ويحدد سعر المنتج وأماكن بيعه وتوزيعه، أما المبيعات فيحاول إقناع العميل بالمنتج من خلال ذكره مميزاته وكيفية الاستفادة منه.

4. التسويق يكون فرد لمجموعة من العملاء، أما المبيعات فيتعامل مع العميل فرد لفرد.

ومع ذلك يتشابه دور التسويق والمبيعات في أنهما يسعيان لزيادة إيرادات الشركة وتعظيم أرباحها.