هكذا تغلبت على غضبي وانفعالاتي 

عندما كنت صغيرة كنت أهتم بأدق التفاصيل والكلمات وهذا الطبع أكسبني الشخصية الحساسة كنت أرى ‏نفسي سريعة البكاء وتأثر من أبسط المواقف وكانت عائلتي وبعض أصدقائي ينصحونني بتغيير هذه الصفة ‏وبعد المرور بالكثير من التجارب منها السيئ ومنها الجيد قررت أن أغير هذا الشخصية الحساسة.‏

لنتعرف أولًا ما هي الشخصية الحساسة؟

هي الشخصية العاطفية التي تميل إلى التفكير في المشاعر تتأثر سريعًا بالمؤثرات الخارجية المرتبطة ‏بالعاطفة ونتيجة لهذه العاطفة والمشاعر يكون لديها تفاعلات أحيانًا تكون جيدة وأخرى مبالغ بها وتعطي ‏انطباع سيئ.

المميزات والسلبيات لدى أصحاب الشخصية الحساسة :

• قدرتهم العالية على مساعدة الآخرين وفهم احتياجاتهم .
• لديهم عفوية ومتعة الاستمتاع ولا يكون لديهم الكثير من التفكير والقلق من المستقبل ونلاحظ تقبّلهم للوقت ‏الحالي أكثر من غيرهم.
• ملاحظتهم قوية لأبعد حد وهذه الصفة سلاح ذو حدين يمكن أن تكون صفة إيجابية كمثال (سرعة ‏البديهة) أصحاب هذه الصفة يمتازون بالفراسة ومعالجة الأمر سريعًا بحكمة وتروٍ أكبر، وقد تأثر عليهم ‏سلبًا بأن يكونوا سيئي الظن بمن حولهم وتُبنى استنتاجهم على العاطفة فقط وتحصل لهم بعض المشاكل.‏

سلبيات الشخصية الحساسة:

• ميول نحو تضخيم الأمور مما يكسب سرعة الانفعال والغضب المستمر ‏وأحيانًا إلى الحزن.
• أصحاب هذه الشخصية يعانون بفرط حساسيتهم لبعض الأمور وغضبهم وحزنهم المبالغ فيه لبعض ‏المواقف، ويحتمل أن يكون ذلك عن غير قصد ولكنه يؤدي إلى عدم تقبلهم لمن حولهم وأحيانًا إلى قطع علاقاتهم .
• الندم على الأفعال ولوم النفس وجلد الذات مما يؤدي لدخول في حالة من الحزن وتأنيب الضمير.‏

كيف لأصحاب هذه الشخصية أن يسيطروا على غضبهم؟

حاول أن تكون واضحًا مع الأشخاص الذين يغضبونك :

الوضوح هو أن تعبر بما في داخلك بصراحة وبأسلوب غير جارح ولا يستنقص من الطرف الآخر، ولا بد أن ‏يكون لك بعض القواعد والمبادئ في شخصيتك ويجب أن تخبر بها من حولك بكل وضوح لتجنب الوقوع ‏في بعض النزاعات.‏

كن بسيطًا ولا تصعب الأمور:

أنصحك عزيزي القارئ بكتاب (لا تهتم بصغائر الأمور-ريتشارد كارلسون) يتكلم عن بعض المواقف ‏وكيف تُبسّطها بحيث لا تؤثر بشكل سيئ على حياتك وكيف لك أن تفهم المعنى الحقيقي للاختلاف بين ‏الشخصيات وردود أفعالها .‏

فكّر جيدًا بالمواقف لكن ليست بوجهة نظرك أنت وإنما بنظرة الطرف المقابل:

ضع نفسك في موقف الأشخاص الذين أغضبوك وانظر خارج دائرة الغضب وتأكد أن لكل مشكلة حدثت ‏لنا يوجد فيها طرفان مختلفان في وجهات النظر مما أدى إلى عدم التفاهم، .عند اقتناعك بهذا المبدأ ستكون ‏نظرتك أشمل وأوضح وغالبًا ستزول أسباب غضبك وتبدأ بتحليل الموقف بالمنطق وغالبًا ستكون النتائج ‏مرضية. ‏

وكما قال الكريزي‎:‎

ولم أرَ فضلاً تم إلا بشيمةٍ ‏

ولم أرَ عقلاً صحَّ إلا على أدبْ ‏

ولم أرَ في الأعداءِ حين اختبرتُهم ‏

عدوًّا لعقلِ المرء أعدى من الغضب

ممارسة الرياضة

ومنها رياضات التأمل (اليوغا) حيث تعتمد على التنفس الهادئ وبعض الحركات الرياضية البطيئة المركزة ‏بحيث يكسبك ذلك شيئًا من التروّي وأيضًا اللياقة البدنية مما يسيطر على أحاسيسك السلبية. ‏

الاستحمام:

ويفضل أن يكون بماء دافئ مما يؤدي إلى موازنة تدفق الدم في الأوعية الدموية وزيادة الأكسجين وهدوء ‏التنفس ورجوع حالة الجسم للوضع الطبيعي.‏

الوضوء والصلاة:

فصلاة ركعتين هي الحل الأمثل لهدوء الروح وإعادة الوعي للإنسان ‏

في الصلاة يستشعر الإنسان عظمة الله وقدرته على حل كل العواقب الحياتية فعندما تبدأ صلاتك أول كلمة ‏تقولها الله أكبر، فهو أكبر من كل الأمور ومنها غضبك وهمك ومشاكل حياتك.‏

فكر جيدًا في جدوى الغضب:

ماذا ستستفيد من نوبة الغضب غير أنك بدأت بإنهاك جسدك وتفكيرك؟

الغضب من الصفات التي نهى عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ ‏رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم أَوْصِنِي. قَالَ: “لَا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: “لَا تَغْضَبْ”. (رواه ‏البخاري) ‏

تحدث مع القريبين:

إذا كنت ممن يحبون أن يتناقشوا مع أحبابهم وذلك يهدئ من سوء غضبهم وحدته فجرب هذه ‏الطريقة، تكلّم مع أشخاص يدعمونك نفسيًا ويقدمون لك النصائح لتكون أفضل، فقط أحط نفسك ‏بأشخاص يحبون التغيير من أنفسهم للأفضل ستكون قادرًا على تغيير عاداتك السيئة. ‏

‏ وأخيرا كن إيجابيًا وفكر دائمًا بعواقب ما تفعل التفكير بعواقب أفعالك هو قمة الوعي حين تكون واعيًا ‏فستكون أخطاؤك أقل وحتى تستطيع تدارك المشكلة، وبهذه الطريقة لن تفقد علاقاتك بتهور منك، وحتى ‏إن قررت أنك لن تستمر في علاقتك مع بعض الأشخاص ستكون مرتاحًا لقرارك ولا تشعر بتأنيب الضمير ‏أو الحزن الشديد ولوم النفس.‏