العلاقة الإدمانية: ما هي وكيف تتخلص منها؟

تحت وسم #الحب_شفا والعلاقة الاعتمادية يكتب دكتور مينا جورجي -إخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان، ماجستير الطب النفسي كلية الطب جامعة عين شمس- عدة منشورات للتوعية بالعلاقات الإدمانية وكيف نفرق بين العلاقات الاعتمادية والحب.

كثيرًا ما يختلط الأمر حتى نظن أن عطاءنا المبالغ فيه.. حبًا وتنازلاتنا حد الهوان.. تضحية وأن هذه هي الصورة المثالية للحب! بينما نحن منغمسون في علاقة إدمانية شعورها مزيف وأناني بدافع الرغبة في القبول وليس بدافع عاطفة حقيقية.

فيقول د. مينا:

إن أساس العلاقة الاعتمادية أن قلبك اعتاد ربط سعادته بعنصر خارجي ويصر على وجوده، فوجوده يساوي سعادة مفرطة، وغيابه يساوي تعاسة لا تقاوم (فكرة الإدمان الأساسية) أن يتعلم قلبك مع الوقت أن أصل السعادة هو وجود شخص أو شيء، أغنية، سيجارة، نوع طعام محدد هو البهجة الوحيدة وهذا هو المرض، مرض اعتياد الأشياء، مرض ربط السعادة برضا شخص وربط حياتك بوجود شخص واحد لأن إدمان شيء واحد ممتع أكثر من إدمان أكثر من حاجة.

كيف تعلم أنك في علاقة إدمانية؟

يذكر د. مينا بعض الإشارات:

1. أن يكون كل ما يهمك في العلاقة ليس الشخص نفسه ولكن قبوله لك واهتمامه به وسؤاله المستمر عنك، عندما تبكي على خسارة شخص فكر أولا هل أنت حزين لخسارته بالفعل أم لفقد قبوله وموافقته عليك؟
2.  دائمًا ما تجد الاعتمادي كثير الشكوى من عيوب شريكه وفي نفس الوقت يراه رائعًا من منطلق هو سيء ولكني متمسكة به أو هو شخص رائع ولكنه متعب، وعندما يجد أن الناس لا يرون فيه هذه الروعة والتميز فيعود بخيبة أن لا أحد يفهمه ومع ذلك لا يكف عن الشكوى لأنه يتلذذ بها.
3. مثل السجّان تنظر إليه بضعفك رغم أنه ليس قويًّا، أنت الشخص الوحيد الذي يراه قويًّا، وفي الوقت نفسه تكره قوته، المدمن يرى “الديلر” قويًّا لأنه مدمن لكن عندما يتخلص من إدمانه سيراه مجرمًا وقد يشفق عليه وقد لا يراه نهائيًّا.
4. أي علاقة سوية هي مثل شد الحبل، مادام هناك نديّة وتوازن في الاحتياج والقوة إذن لا يوجد خاسر وفائز، اللعبة مستمرة، شد وجذب، إذا حدث استقواء طرف أو استضعاف لطرف يبدأ الضعيف بالانجذاب إلى أرض القوي ويشكو من أخطائه ونرجسيته، من جاء بك إلى هذه الأرض ضعفك أم قوته؟ أم الاثنين معا؟
5. عندما تفقد الحب، تفقد الأمل في تصديق استحقاقك للحب وتبدأ في البحث عن شخص يدمن حبك، شخص يبحث عن قلب يتعلق به باعتمادية، قلب يضحي بزيادة، قلب غير مصدق في استحقاقه للحب، فتُخفي في اعتماديته عليك عدم تصديقك لاستحقاقك للحب، وكأنك عندما أفلست بحثت عن شخص أكثر إفلاسًا منك ليقرضك من مال ليس ماله، بعد فترة ستُرهق عندما تكتشف أنه يقرضك من رصيد يستهلك مشاعرك ويطلب منك المزيد بمبدأ أنا أعطيتك ووقفت بجانبك وأدمنتك وقت ضعفك فيجب أن تمنحني المقابل، وهذا يفسر شراسة الشخص الاعتمادي بعد أن كان يقدم تضحيات كبيرة.

الشفاء من العلاقة الإدمانية

ويقول دكتور مينا: إن طريق الشفاء ليس في رؤيتك للطرف الآخر أنه ندل أو سيء ولكن في إدراكك أن مشاعرك تجاهه غير منطقية، وبالتالي لا يوجد منطق في العالم لإقناعك بفكرة البعد عنه، وتقبلك لفكرة أن مشاعرك مؤذية ولا إرادية وأنك أضعف من فهمها ولكنك لست أضعف من أن تتوقف عن التفكير بها، أجبر نفسك على الهرب من التفكير، لا تحاول فهمها فالمشاعر الاعتمادية غير قابلة للفهم.

خطوات عملية للتخلص من علاقة إدمانية

١. توقف عن الحديث عنه لمدة (٤٠) يومًا.

٢. اطرد أي فكرة تأتيك بخصوصه لمدة (٤٠) يومًا سواء جيدة أو سيئة.

٣. إذا وجدت نفسك لست قادرًا على عدم التفكير فيه خصص ساعة في اليوم وأجل كل التفكير فيه لهذه الساعة.

٤. كافئ نفسك في اليوم الذي لم تفتح فيه أي أبلكيشن لتبحث عن أخباره.

٦. اكسر كل يوم عادة صغيرة بسيطة باستمرار لمدة (٤٠) يومًا، إذا كنت تتناول الشاي بعد الطعام، تناوله في وقت آخر، معتاد على معلقتين سكر اجعلهما معلقة واحدة.

٧. غير عادة في طعامك لمدة (٤٠) يومًا.

٨. تعلم عادة جديدة يومية بشكل روتيني ساذج مثل مشي كل يوم نصف ساعة.

٩. لا تطاوع دماغك في أفكارها، اطرد ثلاثة أفكار مؤذية طول اليوم، يوميًّا. مثل لومك لنفسك، كلما جاءتك الفكرة فكّر في شيء آخر.

١٠. تعلم قراءة الروايات حتى لو ثقيلة على نفسك في البداية، الزم نفسك بعشرين صفحة مثلا بشكل روتيني.

١١. علم نفسك القيام كل يوم بعمل يخالف دماغك، إذا طلب منك أحدهم الخروج معه ودماغك رفضت الخروج، أخبرها أنك ستخرج رغمًا عنها.

١٢. وأنت تفعل كل هذا لا تخبر نفسك بأنك تفعله لكي تنسى فلانًا فأنت بهذا تذكر نفسك به.

١٣. الاعتراف بأننا عاجزون أمام إدماننا وأن مشاعرنا غير قابلة للإدارة.

إليك أيضًا

• 15 علامة تخبرك أنك في علاقة سامة ويجب أن تتخلص منها
• فن التعافي من العلاقات المؤذية نفسيًا وجسديًا
• العلاقات المؤذية، علاقة الشفَقة كمِثال