القواعد الست لنقد الأفكار الخاطئة
من المستحيل أن يتفق الجميع حول فكرة ما، ولكن الفكرة التي تتبنى منهج الحق، تُعرف من خلال ثبات أصحابها، وقوة حجتهم
add تابِعني remove_red_eye 3,704
من المستحيل أن يتفق الجميع حول فكرة ما، ولكن الفكرة التي تتبنى منهج الحق، تُعرف من خلال ثبات أصحابها، وقوة حجتهم المستندة إلى أدلة، وبراهين لا يشق لها غبار. وقد نتعرض أحيانا لتلاعب من خلال حملة الأفكار الخاطئة، مما يجعل التمييز بين الحق والباطل أمر في غاية الصعوبة، وقد يسهم استخدامهم لما يعرف بالمغالطات المنطقية في زيادة تلك الصعوبة، وهي أنواع كثيرة ومتعددة، نعرض بعض منها فيما سيأتي.
أنواع المغالطات المنطقية
١- مغالطة رجل القش
تعتمد بشكل كلي على تشويه كلام الآخر، وذكره على غير حقيقته.
٢- مغالطة الشخصنة
تعتمد على ذكر عيوب الطرف المحاور، وماضيه، بدلًا من الرد على كلامه بحجج واضحة.
٣- مغالطة الرنجة الحمراء
تقوم هذه المغالطة على أن أحد الأطراف يستثني موضوع الحوار، عن طريق ذكر أشياء لا علاقة لها بصميم الموضوع، وجوهر الخلاف، هربًا وتضييع للوقت.
٤- مغالطة المنحدر الزلق
تعتمد على تضخيم نتائج قول المخالف، وتصوير سلسلة من الآثار السلبية التي تنشأ عنها، مع إن في الحقيقة لا يكون الأمر كذلك. فبفهم تلك المغالطات، وفهم مراد الأشخاص الذين يعتمدونها كأسلوب في الحوار والنقاش ، يسهل علينا فهم ألاعيبهم، مما يساعدنا على الصمود أمامهم. وعندما نواجه فكرة ما خاطئة، يجب علينا نقدها، وإثبات عدم صحتها، وهناك بعض القواعد المهمة التي يجب أن نتبعها وهي:
القاعدة الأولى
التأكد من صحة التصورات عن الطرف الآخر، بالنسبة لي، وله أيضًا. فيجب علينا التأكد من أن صاحب الفكرة الخاطئة فهم معنى كلامنا جيدًا، وإلا سنكون وقعنا في مغالطة المنطقية “رجل القش”، التي تقوم على تشويه أحد طرفي النقاش لصاحب القول، وتفسيره على غير موضعه.
القاعدة الثانية
عدم التسليم بالمقدمات الخاطئة أبدًا. لأنك بذلك ستحصر نفسك في زاوية لن تستطيع الخروج منها، فمثلًا نحن نعرف الدليل الكوني على وجود الله وهو “أن لكل حادث لا بد له من محدث”، فإذا قال لك صاحب الفكرة الخاطئة: أن لكل موجود لا بد له من موجد، لا تقل له نعم، بل قل: “لا، كل حادث لا بد له من محدث”. فإذا قلت نعم، سيرد فورًا من أوجد الله، وهذا أيضًا مغالطة منطقية يسعى من خلالها الخصم إلى تضييع الوقت.
القاعدة الثالثة
المطالبة بالأدلة والمبررات. عندما ينهي الطرف الأخر طرح فكرته، لا نتقبل ما قال، بل نطلب منه دليل على ما يتبناه، وما هو المنطلق الذي ينطلق منه. ففي حال لم يقدم دليل، يتم انتهاء النقاش، أما إذا قدم دليل، ننتقل إلى القاعدة التالية.
القاعدة الرابعة
فحص الشواهد والمستندات والتأكد من صحة الدليل، من حيث المصدر، والخلفية وغيرها، بطريقة منهجية.
القاعدة الخامسة
التمييز بين القطعي والظني. أحيانًا تصادفنا فكرة غير خاطئة تمامًا وغير صحيحة بشكل كلي قطعي. فالواجب هنا هو ألا ننقد الفكرة بكل تفاصيلها، بل يجب توضيح الصحيح والخطأ منها. فمثلًا نظرية التطور فيها أجزاء قطعية كتطور داخل النوع الواحد، مثل البكتيريا وما حدث لها من تتطور على مر الزمن، وهذه حقيقة علمية لا يمكن إنكارها. ولكن أيضًا تملك جوانب خاطئة ولا مجال للنقاش فيها، ومرفوضة تمامًا كتطور الإنسان وانحداره من حيوانات أخرى.
القاعدة السادسة
الإلزام بفساد النتائج والمقتضيات. من المُسَلم به أن لكل فكرة خاطئة، منحرفة، لها عواقب وخيمة، فمثلًا فكرة رفض الإلحاد لقضية الأخلاق، ونظرتهم لها على أساس أنها نسبية. يمكننا أن نلزمهم بعواقب ترك الأخلاق بمثال بسيط جدًّا وهو: كيف لنا أن نقنع المتلاعبين بالقانون، والقتلة، أن تصرفاتهم غير أخلاقية، وكيف يمكننا أن نوقفهم بناء على نسبية الأخلاق التي ينادون بها، فقد يكون ما نراه غير أخلاقي، كالكذب والقتل، والسرقة، هم يرونه اخلاقي وحرية شخصية؟
ماذا لو سادت نسبية الأخلاق الكون، كيف يمكن لنا الدفاع عن حقوقنا ورد المظالم عنا؟
فلا توجد عواقب أسوأ من هكذا عاقبة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 3,704
شرح بعض المغالطات و القواعد التي نحتاجها عند الحوار
link https://ziid.net/?p=91960