جبر الخواطر: أعظم عبادة تملك بها السعادة

هل تدري ما أعظم العبادات عند الله؟ عبادة تنجيك من جوف المخاطر، تجعلك يد الله في الأرض، تجعلك محبوبًا ومحمودًا في الأرض ومحمودًا في السماء. إنها عبادة جبر الخواطر، تخيل شكل المعاملات بين الناس إن كان الأساس بها جبر الخواطر، مؤكد محبة ومودة، وتحلّ كل مشكلات العلاقات وتسهل الحياة، وللأسف الكثير يتهاونون ولسانهم ناقد سلبي، ويقذف الآخرين بالحجارة ويقولون هذا طبع شخصيتي، الآن بين يديكم عبادة أسهل من أي شيء، ستكون سببًا سحريًّا لسعادتكم، أكملوا للنهاية وقرروا هل ستطبقونها الآن أم بداية من السنة الجديدة؟.

معنى جبر الخواطر

الجبر هو مداوة الكسر، فعكس جبر الخواطر كسرها، والخواطر هي النفوس والقلوب. هو أن تكون مراعيًا لكرامة وتعزيز نفس من حولك وتحاول رسم الابتسامة على وجوههم. الجبر صفة من صفات الله من اسمه الجبار فهو صفة جلال وقوة وصفة جمال، الجبار صفة جلال في قدرته على الظالمين وصفة لطف في جبر خواطر المنكسرة قلوبهم.

قيل عن جبر الخواطر

عندما قال سيدنا موسي (عليه السلام) كليم الله :يا رب! أين أجِدك؟ قال الله: عند المنكسرة قلوبهم، أيْ: الضعفاء. جبر الخاطر خُلُق من أخلاق الله، هو الذي يجبر خاطر العاصي المستغفر ويغفر له بعد أن عصاه بنعمته، بتخلُّقك به تصبح خليفة الله في الأرض واليد الرحيمة مع الناس. جبر الخواطر من آداب النبلاء: عندما يأتي أحد لهم معتزرًا لهم يقبلوا اعتذاره تقديرًا وجبرًا لخاطره.

جبر الخاطر في حياة النبي (صلي الله عليه وسلم) عندما كان يدعوه أحد بسيط رقيق الحال على الطعام كان لا يرد دعوته ويذهب لبيته ولو كان علي مسافه بعيدة جبرًا لخاطره، و عندما أعطاه الفقير عنبًا ليأكله أكل وهو مبتسم ففرح الفقير، أكله رغم مرارته، وخاف أن يذوقه أصحابه فيبدوا عليهم أنهم كرهوه فيكسر خاطر الفقير بعد أن فرح.

فضل جبر الخواطر

الجزاء من لله: الجزاء من جنس العمل. من يجبر خاطر الضعيف الله يوفقه في الدنيا لأشخاص آخرين رحماء يجبرون خاطره وقتما يحتاج، وثواب لطاعة الله في أهم العبادات، وميزان حسنات يتزايد باستمرار، وسبب بركة في الحياة. ومن أقوال الصالحين: من سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر.

يحفك الله برحمته، تذكر قول رسول الله (صلي الله عليه وسلم): رحم الله كل امرئٍ هين لين قريب للناس. قال تعالي: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}، فمن مسح على رأس يتيم كان له بعدد شعره رأسه حسنه.

 كيف أجبر الخاطر؟

أبسط الأشياء الابتسامة، ولولا أهميتها لما قال رسولنا الكريم عنها: (تبسمك في وجه أخيك صدقة). مجرد ابتسامة لا تكلفك شيئًا ولكن أثرها عميق. تقديم المساعدة لمن يحتاجها، المساعدة ليست كبيرة ربما تؤخر موعدك من أجل انتظار جارك لتصحبه بالسيارة، زيارة المريض والدعاء له، بائع متجول تشتري منه جبرًا لخاطره وتبتسم له، واجبر خاطره وادعو له بحب. سدّد دين أحدهم، العطف على اليتامى والمساكين، المجاملات والأسلوب اللين جبرًا للخاطر.

إذن جبر الخواطر عبادة أبسط من أي شيء، فقط تحتاج قلبًا طيبًا هينًا ولينًا، وعين تبحث عن كل جميل فتمدحه، وإذا كنت شخصًا مجاملًا وتحب الخير وتراعي الآخرين بطبعك، فتذكر استحضار النية، فالأعمال بالنوايا.

صفات جابر الخواطر

تخيل أن قدرتك على جبر الخواطر زادت تدريجيًّا فتقدر على استيعاب من حولك فلا تكسر خاطر أحد، وتصل لمستوى أخلاقي وإنساني عالٍّ جدًّا، وتصبح شخصًا مجاملًا لأبعد مدى، ولا تتنمر على أحد مهما كان مظهره بسيطًا، وتبحث عن شيء تجامله عليه، ولا تنبذ أحدًا، أو تنتقد بشكل سلبي، لا تعنف أحدًا، ولسانك طيب، تراعي مشاعر الآخرين و تفكر في أثر الكلمة عليهم، تحاول إسعادهم ولا تنتظر شيئًا منهم ،فأنت تعلم قدر ما تفعله في ميزان حسناتك.

ما أثر جبر الخاطر  في شكل  حياتي؟

لن أجيبك بل ستتخيل معي، ومجرد تخيلك سيسعدك

• تخيل شخصًا بكل تلك الصفات الجميلة، كيف سيكون حال شريك حياته وكيف سيعامله؟ مؤكد راضٍ وسعيد بالعيش معه ويحاول إسعاده ويرضيه كما يفعل هو الآخر.
• كيف يعامله جيرانه وزملاؤه في العمل؟ مؤكد سيحبونه، ويريدون إرضاءه كما يفعل هو دائمًا.
• يبتسم في وجه البائعين ويجاملهم فيقدمون له أفضل ما لديهم، يعطف على الفقراء واليتامى فيدعون له.
• كيف حال  شخص الكل يدعوه له؟ ويعامل الله ولا ينتظر رد جبر الخاطر من أحد سوى من الله، يرى ابتسامة الناس كل يوم في وجهه وكرمهم معه، ويعلم أنه سبب أثر طيب في نفوس المحيطين به، فيشعر أن وجوده يفرق عن غيابه معهم، الكل يريد أن يسعده كما يسعدهم، ألا يكون سعيدًا ومطمئن القلب؟ فهو يضع رأسه لينام ويعلم أن في ميزان حسناته جبال زادت اليوم، وقام بعبادة هي سبب في رضا الله عنه، فينام وعلى وجهه ابتسامة راضية، لقد صنع سعادته بنفسه.
• هل استشعرت معي كمّ الدفء والحب في حياة جابر الخواطر؟
• هل توقعت البركة من الله في حياته وميزان ثقيل في الآخرة؟
• هل توقعت أن طاقته الإيجابية عالية ومبتسم طوال الوقت؟
• بعد كل ما تخيلته ألا يستحق الأمر التخلي عن تساهلك بنطق كلمه! الاختيار لك.

وفي النهاية.. تذكر قول الله (فمَنْ يَعْمَل مِثْقَالَ ذرَّة خَيْرًا يره، ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه)، ولذلك تأكد ستعود لك السعادة التي وضعتها في نفوس الآخرين لتُضيء روحك وقتما تحتاجها.

إليك أيضًا

• كيف غيرت الصلاة على وقتها حياتي بما لم أتوقع!
• لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، حانت الفرصة الذهبية
• [سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تُدخل عمل الخير إلى جدولك الأسبوعي؟