[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تُدخل عمل الخير إلى جدولك الأسبوعي؟

بعد الجامعة أُعجبت كثيرًا بأصدقائي المحبين للعمل الخيري؛ فكان منهم من يجمع مبالغ مالية قبل رمضان لمساعدة الأسر الفقيرة في الحصول علي ياميش رمضان، ومنهم من كان يذهب لدور الأيتام للعب مع الأطفال وإعطائهم هدايا؛ ولأني كنت في حالة مادية متدهورة بعد الجامعة بسبب كوني عاطلة عن العمل، لذا قررت أن أقوم بأعمال خيرية لا تحتاج للتنقل أو حتى ميزانية خاصة، وهنا سأحدثكم عن إيجاد طرق بديلة لمساعدة الآخرين، دعونا نبدأ سريعًا بالخطوة الأولى:

1- قراءة الكتب وترجمتها

بالنسبة لي العمل الخيري هو إعطاء الآخرين أشياء لا يستطيعون الحصول عليها، ولأن هناك كثيرون يريدون قراءة الكتب الأجنبية إلا أنهم لا يريدون البحث عن كل جملة في القاموس؛ لهذا السبب بدأت في قراءة الكتب الأجنبية وترجمتها والتحدث عنها في صفحاتي بمواقع التواصل الاجتماعي.

2- نشر العلم

وتلك الطريقة مرتبطة إلي حد ما بالنقطة السابقة؛ لكن الفرق الوحيد هو توسعي في نشر المعرفة فحينما أخبرتني صديقتي نيرمين عن رغبتها في تسجيل حلقات معي للتحدث عن العلوم التي درستها والكتب التي قرأتها، وقتها وافقت على الفور، على الرغم من كوني شخصية تعشق العمل خلف الكواليس بعيدًا عن الأضواء والشهرة، بالنسبة لي عالم الكتابة يسعدني أكثر من التحدث بمفردي أمام عدسات الكاميرا.

3- رعاية الأطفال

تلك الطريقة من أكثر الطرق التي أفضلها على المستوى الشخصي؛ فجلوسي مع الأطفال والتحدث معهم عن قصص الأنبياء، وعن المذاكرة ولعب المكعبات معهم لا يعتبر عملًا خيريًّا فحسب؛ لكنه يسعدني أكثر من وجودي طيلة اليوم في دريم بارك.

4- التدريس

في الفترة الأخيرة طلب مني بعض أقاربي وأصدقائي أن أراجع معهم موادهم الدراسية قبل الامتحان، طبعًا أنا وافقت على الفور؛ لأن أي نشاط متعلق بالدراسة يجذبني إليه كالمغناطيس، ومع الوقت فكرت أن أقوم بمساعدة الآخرين -حتى إذا كانوا غرباء- كنوع من أنواع العمل التطوعي.

5- إدخال السرور على مسلم

منذ (5) أو(6) سنوات تقريبًا قررت أن أرسل رسالة لأصدقائي على الفيسبوك، كانت الرسائل من النوع التحفيزي الباعث للأمل، ورسائل عن النجاح والإدارة وتنظيم الوقت.. إلخ، وكانت نيتي وقتها ليس التواصل مع أصدقائي فحسب بل إدخال السرور على قلوبهم، وإسعادهم وسط زحمة وضغوط الحياة.

6- كتابة مقال تحفيزي

قبل اشتراكي في موقع “زد” كنت أعشق كتابة المقالات التي تتحدث عن تغيير الأفكار، والنظر للأمور بإيجابية، و نبذ العنف والكراهية، وأغلبها نشرتها على جريدة الجمهورية؛ لكن بعد اشتراكي في “زد” أصبحت أنشر المقالات التحفيزية بشكل دوري، واقتنعت وقتها أن دوري في الحياة هو مساعدة الآخرين وإلهامهم.

7- زيارة مريض

في الآونة الأخيرة قلت لنفسي إن زيارة المريض يجب أن تحظى بالأولوية الأولى، وبالفعل أجلت كل مهامي منذ يومين لزيارة مريض، بالنسبة لي زيارة المرضى لها مكانة خاصة بسبب حديث سيد الخلق، حينما قال-صلى الله عليه وسلم-: “إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني! قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني! قال: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني! قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي؟”.

8- المساعدة الإلكترونية

في بداية العام الحالي قررت أن أنشئ جروب على الفيسبوك لتعلم اللغة الإنجليزية، وبعدها مباشرة أنشأت جروب للمعلومات، وكان هدفي من “الجروبين” مساعدة أصدقائي في تعلم الإنجليزية معي ولتبادل المعلومات المختلفة في مختلف المجالات.

9- تقديم المساعدة

تأكد عزيزي القارئ أن مساعدتك لعجوز أثناء عبور الشارع، أو الدفاع عن طفل يتعرض للتنمر أو التقاط الفاكهة المتساقطة من حقيبة أحد المارة، كل هذا يعتبر عملًا خيريًّا، أنا عن نفسي -ورغمًا عن خوفي من عبور الطريق إلا للضرورة- لا أستطيع أن أقف مكتوفة اليدين وبجواري سيدة عجوز تريد عبور الشارع.

10- بر الوالدين

هل تعرفون كيف أحصل على عمل خيري عن طريق استغلال أمي وأبي؟ عن طريق إيجاد كل شيء يبحثون عنه؛ فأنا مشهورة في بيتي بكوني أول شخص يعثر على المفقودات سواء كانت بطاقات شخصية أو أموال ضائعة أو مفاتيح، لا تتخيلون كمية الدعاء الذي تدعوه لي والدتي، وفرحتهم بإيجاد ما يبحثون عنه.

في الختام

لا أريد منكم أن تستصغروا أي عمل خيري حتى ولو بسيط؛ لأن الابتسامة صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، والاستماع لشكوى الآخرين صدقة، ونشر معلومة صدقة، وإسعاد الآخرين صدقة، ومساعدتهم صدقة؛ لذا ابحثوا عن أي عمل بسيط وافعلوه حتى لو كانت مكالمة تليفون تطمئنكم على أصدقائكم وأحبائكم وأقاربكم.

إليك أيضًا

• 7 أمور مستفادة من تجربتي الشخصية في العمل التطوعي
• أبرز سبعة مكاسب نفسية تحققها عبر التطوع
• أربع من مزايا التطوع تشعرك بمزيد من الصحة والسعادة