سحر الخطوات الصغيرة: كتابة الإنجازات اليومية
تعودنا على الإنجازات الكبيرة ونسينا الإنجازات الصغيرة التي تصنع الفارق
add تابِعني remove_red_eye 38,075
قالت لي أمي في الصغر إذا نجحت في الاختبارات وحصلت على الدرجات النهائية سوف أكافئك بما تريدين؟ من منا لم يسمع ذلك في صغره. لغة التشجيع على الإنجازات الكبيرة والدرجات النهائية وكان يحاول أن يفعل كل ما في وسعه ليصل للدرجات النهائية، والكثير ترسخ في عقلهم أن معنى النجاح هو الدرجات النهائية والإنجازات الكبيرة المبهرة، وبغض النظر عن مدى الضرر الذي يتسبب فيه مثل تلك اللغة من الجانب النفسي إلا أنني سوف أركز عن تشوه معنى النجاح الذي ترسخ في عقولنا.
معنى الإنجاز
بالطبع معنى النجاح والإنجاز يختلف شكله من شخص ﻵخر، ولكن يبين هذا الاختلاف نجد أنه يميل للاعتراف بالنجاح المبهر وصوره براقة، هذا المعني الكبير للإنجاز ربما لا ننتبه أو نرى أنه شيء سلبي؛ لأننا لا نرى أثره على المدى البعيد وعلى حالتنا النفسية في التحرك لأهدافنا، فنظرتنا للأهداف الكبيرة دون وعي يصعب الأمر مثلما إذا كنت في أول السلم وتنظر لآخره فقط سوف يصعب الأمر ، ففي الحقيقة لن تصل للطابق الأخير من دون المرور على كل درجات السلم ففي النجاح لا يوجد فيه مصعد ضع هذا أمام عينك حتى لا تصاب بداء التسرع وقلة الصبر للوصول فتصاب بالإحباط مثلما حدث معي قبل الوعى بأهمية الوعي بالخطوات الصغيرة.
المشكلة أننا إذا لم نعترف بنجاحنا سوى في الخطوات الكبيرة الواضحة سوف نصعب الأمر على أنفسنا وقلما سوف نرى أننا ناجحون خلال السعي للهدف الكبير ونشعر بمشاعر فشل متكررة، ووجدت هذا وأمام عيني فالكثير ممن حولي الذين يشعرون بالفشل على الرغم من عدم رسوبهم في الجامعة وتخرجوا بتقدير وبدأوا بخطوات في تغير حياتهم ولكنهم دائمًا يلازمهم الشعور بعدم الرضا عن مستوى نجاحهم، وفي حوار مع واحدة منهم سألتها عن النجاح الذي سوف يرضيها وجدت أنها طموحة وتخطو خطوات ملموسة ولكنها لا ترى أنها أنجزت، فهي تقول إن الجميع فعل ما فعلته وأنه أمر طبيعي وأما عن التغير فهو أمر طبيعي، شعر بالأسف تجاهها لأنها تقلل من شأن ما تقوم به ومع الاستمرار على هذا الوضع سوف تضر نفسها.
ما أريدك معرفته عن ثقافة الإنجاز
- الإنجازات الصغيرة تصنع الصورة الكبيرة.
- الإنجازات لا تقتصر على النجاح المهني أو في الدراسة كما تعلمنا في طفولتنا فنحن لنا أدوار مختلفة في حياتنا بها إنجازات في جوانب مختلفة غير المهني والمادي كالجانب الروحاني والعائلي والصحي والاجتماعي.
- طريق النجاح يحتاج نفسًا طويلًا وبدون رؤية إنجازاتك في رحلتك له سوف تصاب بالإحباط كثيرًا وتضيع عليك لحظات فرحة كثيرة ربما تستقل بها وترى أنه لا داعي لذلك فهو شيء بسيط ولكن هذا ليس حقيقيًّا فكل شيء كبير يحدث بسبب خطوات أصغر فمهما كانت تبدو غير مهمة ولكنها تصنع الفارق مع الوقت.
- سأطرح عليك سؤالًا: أيهما أسهل أن تصعد سلم الفارق بين درجاته مسافة أطول منك فتبذل جهدًا مضاعفًا لرفع نفسك وتأخذ وقتًا ترتاح من تعب الوصول للدرجة؟ أم تصعد سلم درجاته متقاربة فتصعد بسهولة وبجهد أقل بكثير؟
- قد تكون الإجابة سهلة ولكن على أرض الواقع إذا كنت ممن لا يعترفون بنجاحهم سوى بالقفزات الكبيرة أنت تفعل نفس الأمر وتختار الطريق الصعب والحقيقة بالطبع تكون هناك خطوات صغيرة في القفزة الكبيرة ولكنك لم تعترف بها فكان الطريق أصعب.
تجربتي في كتابة الإنجازات اليومية
كنت أفعل نفس الشيء ولكن بفضل من الله تعلمت من الكوتش أحمد حسين ثقافة الإنجاز، التي ببساطة تطلب منك أن ترى بوضوح خطواتك لأهدافك أو إنجازاتك في حياتك في كل أبعادها، تعاملاتك في علاقتك وجهاد نفسك وحتى الأعمال المنزلية التي اعتدنا عليها ولا نرى أنها إنجاز يذكر وكذلك أداء المسؤوليات وتربية الأبناء بكل تفاصيلها وغيرها من التفاصيل.
الأمر ببساطة يعني أن أحي أهمية أدواري في عيني لأشعر بالإنجاز وأرصد أدائي دون التقليل من شأن ما أقوم به، وهذا لا يعني أنني أتكاسل في أهدافي الحالية أو أعتبر كل ما اعتدت عليه في دائرة الراحة إنجاز وأكتفي به ولا أسعى للمزيد وأتحدى نفسي، بل الهدف هو الشعور بالإنجاز الذي يدعمني ويحمسني لأستمر في فعل المزيد وأحفظ تحفيزي الذاتي وأشعر بالرضا عن أدائي في حياتي وأدواري، لأنه بدون هذا الوعى كنت أسعى لإنجازات مثالية مبهرة وفارقه في حياتي بشكل ملحوظ وكان هذا يصعب تقدير أهمية الخطوات الصغيرة وأرى أثرها على المدى البعيد وكما قلت الشعور بالإنجاز يشعرني بالضغط.
دفتر الإنجازات
كان المطلوب مني إحضار دفتر لتدوين الإنجازات اليومية وطلب الكوتش مني أن أركز في كل التفاصيل التي أقوم بها على مدار اليوم، وعند بداية التدوين تفاجأت بكمِّ الأشياء التي قمت بها خلال اليوم وبعد الاستمرار لفترة طلب مني الكوتش أن ألقي نظرة سريعة على ما قمت به خلال الأسبوع شعرت بمشاعر مختلطة بين الدهشة والإنجاز والرضا عن أدائي وعلى الرغم من أنني في السابق كنت لا أرى سوى الإنجاز أو اثنين كعلامات فارقة فوق المعتاد.
ومن تجربتي في تدوين الإنجازات اليومية وجدت أن في البداية كنت أحتاج للتركيز لأرى أهمية التفاصيل الصغيرة وأدرك أنها من ضمن الإنجازات أصلًا وكنت أحاول الالتزام حتى تصبح عادة ومع الوقت امتلأت دفاتر من الإنجازات تشعرني بمشاعر إيجابية وتجعلني أقدر المجهود المبذول حتى إذا لم أصل للنتيجة بعد وهذا انعكس على تصرفاتي مع الآخرين وأصبحت أفعل بالمثل وكذلك أصبحت أساعدهم في رؤيتهم للخطوات التي تصل بهم للصورة الكبيرة وأقدر تعبهم المبذول.
فقد تعلمت أن أرضي بالإنجاز القليل حتى أصل للكبير والتفاصيل الصغيرة هي التي سوف تحفزني وأدرت بذلك معنى الاستمتاع بالرحلة حتى الهدف حتى وإذا لم أصل سوف يكون وقع الأمر أقل على نفسي لأننا كنت أرى إنجازات أخرى وأراقب سعيي، تعلمت أهمية جملة أدومها وإن قلت لأن الاستمرار يصنع فرقًا مع الوقت ولكن إذا امتنعت عن هذا القليل وانتظرت الخطوات الكبيرة فقط سوف أضيع وقت في الانتظار ومن الأفضل أن أستغل هذا الوقت لصالحي.
في النهاية … أريدك أن تعرف أن ثقافة الإنجاز تحمينا من مشاعر الفشل والضياع والإحباط الضارة لصحتنا النفسية سوف تشعر بتناغم مع نفسك واستمتاع بخطواتك رغم التحدي ولذلك فهي عقلية تستحق السعي لاكتسابها.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 38,075
هل تدرك أهمية الإنجازات الصغيرة؟؟
link https://ziid.net/?p=93507