أسواق وحرف مختلفة بصعيد مصر تعرف عليها

تتعدد الأعمال والخدمات التي يقوم بها الناس لكسب قوت يومهم، ومنها أعمال حرفية ويدوية، ومنها أيضًا أعمال خدمية ؛ وهناك من يتميز بهذه الأعمال فيستمر لسنوات بل يورث أعماله لأبنائه، ومنهم من يتخذ من تلك الأعمال مجرد وسيلة لكسب القوت لفترة محددة حتى يجد لنفسه طريقًا آخر مستقبلًا  تتميز مصر بأنها بلد زراعي بالمقام الأول، ولذلك تنتشر المشاريع المرتبطة بالعملية الزراعية، منها المشروعات القائمة على تجميع المحاصيل، والمشروعات التي تغذي المزارعين بالأسمدة ومستلزمات الزراعة، ومنها مشاريع أخرى والتي تندرج تحت مسمى التصنيع الزراعي.

صناعة الأجولة

من بين المشروعات الغريبة، والتي صادفتها بالمنيا بجمهورية مصر العربية، فكرة بسيطة تقوم بها عائلة وكل ما تقوم به تصنيع أجولة كبيرة لتجميع منتج زراعي يستخدم للعلف وهو ما نسميه في الصعيد (التبن)…. [وهو نتاج حصاد محصول القمح فبعد حصاد محصول القمح يتم (درس) أعواد القمح اليابسة لتصبح (قش) يستخدم للأعلاف]. ومشروع تصنيع تلك الأجولة بسيط جدًّا، حيث يقومون بشراء عدد من أجولة الدقيق من المخابز، ثم يفردونها ويصنعون بها أجولة كبيرة، فيتم خياطة كل ثمانية أجولة صغيرة لتصنيع جوال كبير. هذا المشروع غير مكلف نهائيًّا، فكل تكاليف إنتاجه مجرد ماكينة بسيطة للحام خامة الأجولة ببعضها، ولكن هذا المشروع مجرد مشروع موسمي وقت حصاد محصول القمح فقط.

 صناعة الأواني الفخارية

لا تزال تلك الصناعة قائمة ببعض العائلات بمحافظة المنيا، حيث يعرضون منتجاتهم الفخارية، مثل (القلة) والأواني الفخارية بشارع تجاري بمدينة المنيا، ورغم تضاؤل الإقبال على هذه المنتجات إلا أن تلك المهن موجودة، والأمر الذي جعلها ما زالت مستمرة هو ندرة تلك الأيدي العاملة بصناعة الأواني الفخارية، وثبات مكان عرضها بمدينة المنيا، فاستمرت تلك المهنة.

تجارة الأواني الخزفية

انتشرت تجارة الأواني الخزفية سواء، بمحافظة المنيا، أو بمعظم محافظات مصر، حيث تتميز بالأشكال الجميلة، وتتميز أيضًا باستخدامها لأطعمة محددة مثل السلاطات والطواجن والحلويات، وتستخدم تلك الأواني أيضًا كأطباق تقديم.

عمالة القصب

من المهن الموسمية أيضًا، هي الأعمال المرتبطة بمحصول قصب السكر، فتتعدد الأيدي العاملة التي تساهم في تسويق وإنتاج هذا المحصول المهم، فيحتاج المزارعون لعمال  تساهم في تقشير محصول القصب، ثم كسره، ثم تحميل هذا المحصول لوسائل النقل سواء تحميله للقطار المخصص لذلك تمهيدًا لنقله لمصنع السكر، كما هو متوافر بمراكز جنوب محافظة المنيا (أبو قرقاص وملوي وديرمواس)، أو تحميل محصول القصب للشاحنات، والتي تقوم بدورها بتحميله للمصنع أو لبيعه لمعاصر العسل الأسود المنتشرة بمحافظات الصعيد، أو لبيعه (عوادي) لمعظم محافظات الجمهورية لمحلات العصائر .

عصارات العسل الأسود

تنتشر بمحافظات الصعيد عصارات العسل الأسود، ففي محافظة المنيا تتميز ملوي وقراها بكثرة تلك العصارات، والتي تنتج أجود أنواع العسل الأسود، عسل القصب، وهو عسل غني بالحديد والمواد الغذائية التي يحتاجها الجسم، ويتميز بسعره البسيط نسبيًّا، وتنتشر تلك العصارات لتستقطب عددًا من العمالة الموسمية، وقت حصاد محصول قصب السكر، ويقبل الناس على هذا المنتج، ومنهم من يصدر تلك المنتجات للخارج، ويغطي إنتاج العسل الأسود بملوي بالمنيا وفرشوط بقنا معظم احتياجات سوق مصر المحلي من هذا المنتج الجميل.

المطابع

تنتشر بمعظم محافظات الجمهورية المطابع، وهي قد تبدو من المهن التي عفا عليها الزمن، ولكن في حقيقة الأمر تقوم بدور مهم جدًّا، ولا نتخيل احتمالية الاستغناء عنها ولو على المدى القريب؛ فتنتج تلك المطابع المئات من الدفاتر الحكومية، وتنتج الآلاف من الأوراق والمستندات التي تحتاجها كافة المؤسسات التجارية، والمؤسسات العامة والخاصة. وتنشط أيضًا تلك المطابع بمواسم الحملات الانتخابية، فيقوم المرشحين للانتخابات بطباعة أوراق الدعاية، وطباعة البرامج الانتخابية، وطباعة الملصقات وغير ذلك.

حرف مميزة

من الحرف المميزة والتي انتشرت كثيرًا، هي إنشاء أسوار من الأسلاك الشائكة لتحديد قطع الأراضي الزراعية، أو تمييز قطعة أرض فضاء يملكها أحد الأهالي لتفصله عن غيرها من الأراضي المجاورة، وهذه مهنة متميزة، ولا يعمل بها الكثير بالوقت الحالي، ولكن لهذه المهنة مستقبل كبير، فأتوقع انتشار تلك المهنة على نطاق واسع على المدى القريب.

 وخلاصة القول فمهما كانت الظروف، ستتوفر حتمًا حاجات الناس، وهذه الحاجة هي التي تخلق للآخرين فرصا للعمل وللحياة، فكل ميسر لما خلق له، فما على الإنسان إلا أن يطور من نفسه ويساهم في إفادة مجتمعه بالطريقة التي يجيدها.

إليك أيضًا

• إحدى عشرة سيدة استطعن تولي حكم مصر 
• ماذا يعني المثل الشعبي المصري (الله حي عباس جي)
• أطباق مصرية ذات تاريخ يوناني