تعرف على جُزر الرأس الأخضر عروس المحيط الأطلسي
تتكون جزر الرأس الأخضر من تسعة جزر مأهولة بالسكان، وجزيرة واحدة غير مأهولة، وبعض الجُزيرات الصغيرة
add تابِعني remove_red_eye 1,251
الرأس الأخضر أو “كابو ڤيردي” هي دولة تتكون من مجموعة من الجزر “أرخبيل” وتمتد على مسافة (620 كم) على الساحل الغربي لقارة أفريقيا، وتُعتبر مدينة “برايا” العاصمة، وتقع في جزيرة “سانتياغو”. وتقع في أقصى غرب الساحل الأفريقي وسط المحيط، وسميت الجزر بهذا الاسم نظرًا لأنها تقع بالقرب من جزيرة “كيپ ڤيرتي” السنغالية، وتعد السنغال أقرب نقطة تصلها بالقارة الأفريقية. يُعتبر ميناء “ميندليو” في جزيرة “سآو ڤيسنتي” الميناء الأكبر في الجزر، إذ يتسع للعديد من السفن الكبيرة، بسبب عمق مياهه، وقد استُخدم كمحطة تزويد للوقود منذ القرن التاسع عشر.
الأرض
تتكون جزر الرأس الأخضر من تسعة جزر مأهولة بالسكان، وجزيرة واحدة غير مأهولة، وبعض الجُزيرات الصغيرة. يُقسّم الأرخبيل إلى قسمين وفقًا لكيفية هبوب الرياح، القسم الشمالي ويسمى “بارلاڤينتو” ويضم جزر “سانتو أنتياو” و “سآو ڤيسنتي” و “سانتا لويزيا” غير المأهولة بالسكان، وكذلك “سآو نيكولو” و “سال” و “بوا ڤيستا” ومجموعة من الجُزر الصغيرة. بينما يسمى القسم الجنوبي “سوتاڤينتو” ويضم كلًّا من جزيرة “مايو” و “سانتياجو” و “فوغو” و “براڤا” وعددًا من الجزر الصغيرة.
التضاريس وتصريف المياه والتربة
تتنوع تضاريس الجُزر، إذ تعد الجزر الشرقية أقدم ومنبسطة أكثر، بينما تعد الجزر الغربية، أحدث وجبلية أكثر. وتُعتبر جزيرة “بوا ڤيستا” و “مايو” و “سال” مثالًا على الجزر الشرقية، وتكون مستوية ورملية أكثر بفعل التعرية الناتجة عن الرياح، بينما تعتبر الجُزر الأخرى صخرية وأكثر خشونة، وجبلية أكثر. تحتوي جزيرة “فوغو” على بركان نشط، ومن هنا اكتسبت اسمها والذي يعني “حريق” أو “نار” بالبرتغالية.
هُنالك القليل من المجاري المائية الدائمة في الجزر التي تعاني من الجفاف الدوري ونقص المياه المزمن، وعندما يحدث تساقط للأمطار، يكون عبارة عن هطول غزير للمياه والذي يسبب أضرارًا جسيمة بسبب تعرية المياه للأسطُح، وينجم عنها فيضانات وتدمير لسدود المياه، وتُعتبر التربة في جزر الرأس الأخضر بركانية أو نارية في الأساس، وهي خشنة وسطحية وصخرية.
المناخ
يُعتبر المُناخ معتدلًا، ويتصف بدرجات حرارة مستقرة، مع جفاف شديد، ويُعد شهر فبراير أكثر الشهور برودة (تصل درجات الحرارة فيه بدايات العشرينات المئوية) ويعد شهري أغسطس وسبتمبر أكثر الشهور حرارة ورطوبة (تصل فيها درجات الحرارة لأواخر العشرينات المئوية)، كما وتتأثر الجزر بشكل كبير بالطبيعية ثنائية الموسم المتأثرة بنطاق التقارب المداري (ITCZ).
الغطاء النباتي
تعتبر الارتفاعات ملائمة لتساقط الأمطار على المنحدرات التي تقع في “مهب الريح” على غالبية الجزر الكبيرة، وينبت فيها الأعشاب وأشجار الصنوبر. بينما في السهول التي “تهب من جهتها الرياح”، يظهر تأثير ظل المطر والذي ينتج عنه ظروف صحراوية خالية من الغطاء النباتي تقريبًا، وتُعد الشجيرات التي تنمو في هذه المناطق شائكة ومرة، وبعضها سامّ أيضًا.
الجماعات العرقية
الأغلبية الطاغية من السكان، هم عبارة عن خليط من أصحاب الأصول الأفريقية والأوربية ويسمون “كرايلو” وهنالك أيضًا أقلية أفريقية، وأيضًا جماعات من أصحاب الأصول الأوروبية، مثل البرتغاليين، والطليان، والفرنسيين والإنجليز. ويوجد أيضًا عدد لا بأس به من يهود السفارديم والذين تم طردهم من شبه الجزيرة الأيبيرية في القرن الخامس عشر والسادس عشر.
اللغات
تعتبر البرتغالية هي اللغة الرسمية في البلاد وتُستخدم في المخاطبات والمواقف الرسمية، ولكن تعتبر لغة “كريولو” المشتقة من البرتغالية، هي الأكثر انتشارًا وتنقسم إلى لهجتين حسب مكان الجزر، لهجة يُتحدث بها في منطقة جزر “بارلاڤينتو” في القسم الشمالي، ولهجة يُتحدث بها في منطقة جزر “سوتاڤينتو” في القسم الجنوبي.
الديانات
غالبية السكان من الرومان الكاثوليك، ولكن البروتستانتية بدأت تنتشر في العاصمة “برايا” بسبب بعض الحملات التبشيرية، وتعد الكاثوليكية هي الديانة الأكثر انتشارًا أيضًا من ناحية الممارسة، والتي غالبًا ما يضاف إليها بعض العناصر المأخوذة من التراث الأفريقي للجزر. على سبيل المثال، يضاف في احتفالات أيام القديسين قرع للطبول، ومواكب، وأقنعة، وبعض الرقصات الأفريقية، وخصوصًا في جزيرة “سانتياغو”، وعلى الرغم من انحدار عدد لا بأس به من سكان الجزر من أصول يهودية، إلا إنه لا يوجد يهود ممارسون.
الاقتصاد
لعبت الحكومة دورًا مَرْكَزِيًّا في اقتصاد الرأس الأخضر بعد الاستقلال، إذ أنشأت العديد من الشركات المملوكة للدولة، والتي كانت عاملًا محددًا في النمو الاقتصادي، وبعد تغييرات جذرية في البنية الاقتصادية للرأس الأخضر في مطلع التسعينيات، انتقل الاقتصاد إلى ما يسمى “باقتصاد السوق”. ونتيجةً لهذه التغييرات، قل عدد الشركات المملوكة للدولة بشكل كبير، وتم خصخصة الكثير من شركات الخدمات والبنوك ومنشآت القطاع السياحي وغيرها من الشركات في مطالع الألفية.
ويعتمد النشاط الاقتصادي القائم حَالِيًّا على الخدمات، مثل التبادل التجاري، والنقل، والخدمات العامة، والربح من المطارات، ومن التحويلات المالية للمهاجرين وغيرها من الخدمات، والتي شكلت توازنًا في اقتصاد الدولة.
الزراعة
الزراعة في الرأس الأخضر محدودة بسبب موجات الجفاف الشديدة والمتكررة التي تؤثر على الجزر، إذ فرضت هذه الظروف القاسية تحديات خطيرة على المساعي الزراعية، وأدَّت إلى إنتاج غير منتظم من المحاصيل الزراعية، والذي بدوره أدى إلى نوبات مجاعة واسعة النطاق في البلاد. وفي ظل قرون من الاستعمار البرتغالي للبلاد ازداد الوضع سوءًا في رعاية الماشية من الأغنام والماعز، وكذلك قلة الاهتمام بالحياة الحرجية، وعدم الحفاظ على مصادر المياه، مما أدى إلى تفاقم هذه المشكلات.
وقد قامت الحكومة في الحقبة ما بعد الاستعمارية للجزر بزراعة أشجار الأكاسيا المقاومة للجفاف، وبناء السدود للحفاظ على مصادر المياه، وبناء المصاطب للحد من تآكل التربة الناجم عن المياه، وتحسين طرق حفظ المياه الجوفية، وتحسين وتوسيع المساحات الزراعية في الكِفاف والمزارع التجارية الصغيرة.
المصادر والطاقة
جزر الرأس الأخضر شحيحة المصادر، ولكن هنالك بعض المصادر التي لها قيمة تجارية، مثل الرمل ومشتقاته، والحجر الجيري، والملح. ولكن تفتقد لوجود مصدر للمياه العذبة، وعدم وجود مصادر للطاقة باستثناء الحطب، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وتعتمد بشكل كبير على الموارد النفطية المستوردة من الخارج.
التصنيع
تتميز البلاد ببعض الصناعات الصغيرة، مثل الخياطة، والنسيج، والخزف، والتعدين، وإنتاج الأخشاب، والمشروبات الغازية، والصناعات الدوائية، وتعليب التونة في بعض المناطق، وتجميد المأكولات البحرية المربحة، مثل اللوبستر في بعض المناطق الأخرى.
المالية
يعد “بنك الرأس الأخضر” البنك المركزي في البلاد، والذي يطبع عملة “إسكودو” وهي العملة الرسمية، إضافة لبعض البنوك الأجنبية، ومنصات تداول الأسهم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 1,251
من هي عروس المحيط الأطلسي، وملتقى الشعوب الأفريقية بالأوروبية؟
link https://ziid.net/?p=97018